«قاسم الزليجي وزاويته»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
سطر 10: سطر 10:
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
 
[[تصنيف:التصوف]]
 
[[تصنيف:التصوف]]
[[تصنيف:الأولياء الصالحين]]
+
[[تصنيف:الأولياء الصالحون]]
 
[[تصنيف:المعالم]]
 
[[تصنيف:المعالم]]

المراجعة الحالية بتاريخ 15:16، 8 فبفري 2017

زاوية سيدي قاسم الزليجي

سيدي قاسم الزليجي هو أبو الفضل قاسم بن أحمد الصدفي الفاسي الزليجي أحد أبرز أولياء تونس وصوفيتها في القرن العاشر للهجرة السادس عشر للميلاد. تذكر المصادر التاريخية أنّه أتى إفريقية (تونس) من الأندلس ليستقرّ بمدينة تونس ويكون واحدا من أبرز شيوخ العلم والتصوّف وإن وجد على أحد النقائش الكائنة بزاويته أنّ أصله من فاس بالمغرب. وقد اشتهر بصناعة نوع رفيع جدّا من الخزف يعرف ب"الكوارداسيكا" وهو من الابتكارات الأندلسية، ويرجع بعضهم سبب تلقيبه بالزليجي إلى إجادته وإتقانه لهذا النوع من الخزف (الزليج أو الجليز). ويظهر أنّ سيدي أبا القاسم الزليجي كان على رفعة وسموّ كبيرين في محاسن الخلق وآداب النفس، وهو ما جلب إليه تقديرا واحتراما وصلا إلى حدّ الاعتقاد في بركته، وكبير صلاحه واعتباره مثالا للتقوى والورع. وهو الذي طلب من أمراء بني حفص أن توارى رفاتهم بجوار ضريحه الزكيّ، وبالفعل نجد بزاويته اليوم قبر السلطان الحفصي أحمد بن الحسن آخر ملوك بني حفص. وبعد وفاته سنة 902هـ/1496م صار قبره مزارا ومقاما للتبرّك والصلاح خاصة بعد الإصلاحات الكبيرة التي قام بها سيدي أبو الغيث القشاش (ت1031هـ/1622م) وهو ولي صالح أورد مريده المنتصر بن أبي لحية القفصي قائمة في المساجد والزوايا التي أصلحها - ممّا كان وقفا عليه وعلى زاويته - حيث قال: "زاوية قاسم الزليجي روضة من رياض الجنّة لكنها خربت وتهدّمت وضاعت فجددها الشيخ (أبو الغيث القشاش) وجدد سقوفها وجعل فيها قبّة عظيمة وجعلها كلها قرمدًا وفخارًا أخضر". وقد تلازم ذلك مع قرار الطرد الذي أصدره الامبراطور فيليب الثالث والذي قضى بتهجير العرب والمسلمين من بلاد الاندلس، فتحوّل مقام سيدي قاسم الزليجي وزاويته إلى ملجإ يؤمه المهاجرون الأندلسيون. وإلى هذه الفترة التاريخية تعود الكتابة الجميلة الموجودة داخل التربة وقرب الضريح تلك التي تحمل وسط إطار أنيق من الخزف تاريخ وفاة الشيخ قاسم الزليجي، وأبرز مناقبه وخصاله، كما يعود إلى الفترة نفسها إنشاء الصحن الفسيح بأروقته وغرفه المحيطة به. وفي أوائل القرن الثامن عشر أدخل على هذا المعلم تحوير عميق أنجزه الأمير حسين بن علي تركي مؤسس الدولة الحسينية. فقد دعم جدران التربة وحلاّها بزخارف مضيفا في الجهة الجنوبية الشرقية مسجدا جديدا. وعلى امتداد القرن التاسع عشر أُهملت زواية سيدي قاسم الزليجي وهو ما أدّى إلى خراب قسم كبير من الصحن وتشويه الزخارف فاستوجب ذلك ترميم المعْلم بأكمله بغية إعادته إلى حالته السابقة. وبالتعاون بين تونس وإسبانيا وفي إطار صيانة مدينة تونس العتيقة بدأت الأشغال سنة 1976 لتستمرّ إلى سنة 1979. وعلى إثر بعث "الوكالة الوطنية لاحياء التراث" في فجر التسعينات من القرن العشرين تعهّدت هذا المعلم بالصيانة والاصلاح، ودعمت أركان التربة وسقوفها، وأعادت بناء الأروقة، ورمّمت الزخارف الجصيّة والخزفية. وكانت الأشغال فرصة لاجراء البحوث العلمية حول تاريخ المعلم وأساليب بنائه، واحتضنت الزاوية بموجب ذلك متحفين: أحدهما خاص بنقائش القبور وتطوّر الخط العربي وخاصة الكوفي منه، والآخر خاص بالخزف التونسي الذي عرضت منه عدّة نماذج تمثّل أهم أطواره من القرن الثالث للهجرة (9م) إلى الفترة المعاصرة.