عمار فرحات

من الموسوعة التونسية
نسخة 07:44، 7 مارس 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عمار فرحات

[1911 - 1987م]

الرسّام عمار فرحات واحد من أبرز أعلام فنّ الرسم في تونس، وهو من الرواد الأوائل الذين أسهموا إسهاما بعيد المدى في إرساء تقاليد مدرسة تونسيّة في الرسم وفي الفنّ التشكيلي. كانت مدرسته الأولى البيئة الشعبيّة التي قضّى فيها طفولته بين الرّيف والمدينة وعلى الأخصّ في أحيائها الشعبيّة وأزقتها العتيقة. كان يلحظ كلّ شيء: الناس في مشيتهم والباعة في أشكال جلوسهم وانتصابهم، والنسوة عند كلامهنّ والشيوخ في وقارهم والأطفال الصغار في براءتهم وتلقائية تصرّفاتهم. ورغم أنّه لم يتلقّ تعليما مدرسيّا فإنّه أقبل على الفنّ بروح حالمة واتّخذ من الحياة مدرسة وتعلّم الكثير من احتكاكه بالمثقفين والأدباء والفنانين. ولعلّ في تركه مهنته الأصلية واتجاهه إلى الفنّ بكلّ إيمان واقتناع ما يؤكّد طبيعة نظرة هذا الفنان إلى الحياة وإلى رسالة الفن.

لوحة لعمار فرحات

ولد عمّار فرحات بمدينة باجة سنة 1911 في وسط عائلي متواضع وقررت عائلته الاستقرار بتونس سنة 1920، وعندما بلغ 15 سنة اشتغل عاملا في مخبزة لكنّ روحه التواقّة إلى رسم الحياة بتناقضاتها الظاهرة وبجمالها وسحرها أخذته إلى دنيا الفرشاة فكانت سنة 1935 نقطة نور في حياته، فاشترى صندوق ألوان يقول عنه: "كان لي الشرف أن أحمله معي " دائما. واتّجه في أوّل مسيرته الفنيّة إلى رسم الأشخاص المحيطين به، ثمّ إلى رسم الزعماء السياسيين وكبار العلماء والفنانين والشخصيات المهمّة في تاريخ البشريّة، غير أنّه كان أميل إلى رسم مظاهر الحياة: حفلات الأعراس والختان وخرجات الطرق الصوفية والأولياء... وشارك سنة 1938 لأوّل مرّة في الصالون التونسي وظلّ يعرض فيه أعماله بانتظام. وفي سنة 1940 أقام أوّل معرض شخصي حظي فيه بإعجاب كبار الرسامين واستحسانهم.

وفي سنة 1948 كان عمّار فرحات من أبرز المسهمين في تأسيس مدرسة تونس للرسم، وفي السنة الموالية حصل على جائزة الرسم وسافر إثر ذلك لأول مرّة إلى باريس، وهناك تفتّحت قريحته أكثر على أنماط وتيّارات مختلفة في الرسم والنحت وزار عدّة أروقة ومعارض. وفي سنة 1956 أقام معرضا خاصّا به ثمّ ما لبث أن سافر إلى السويد لتنظيم معارض خاصّة به هناك، وفي 1964 كان من أبرز المشاركين في معرض الرسم التونسي المعاصر بميلانو، وقد أسندت إليه سنة 1983 الجائزة الوطنية للفنون التشكيليّة.

يقول عمّار فرحات متحدّثا عن جوانب من مسيرته الفنيّة:" في الحقيقة إنّ نفسي كانت تحنّ إلى الحرية وترى أنّ عليها أنّ تعيش حياة ملؤها النشاط والأمل وكنت منذ عام 1933 أعمل "حاجات شخصيّة"...هذا أرسم له ابنه وذاك أرسمه هو وأبيع اللوحات آنذاك الواحدة بخمسة فرنكات. وفي أفريل 1938 انطلقت من محيطي الضيّق وحملت "الفوشة" وتوجّهت إلى القبلة وأقسمت أن أنقطع للفنّ بصدق وبهمّة أيضا ولو متّ احتياجا وأن لا أذل لأحد. أرى أنّ رسالة الفنان تتمثّل في أن لا يزيّف الواقع فيضحك الباكي ويلبس الحزين رداء الأمل والسرور."

ببليوغرافيا

  • Farhat Ammar,Texte de Sophie El Ghoulli,édité par L’union internationale des banques,Tunis,1979