علي الڨرجاني

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[توفي 681هـ/82 - 1283م]

سيدي علي الڨرجاني ولي أطلق اسمه على كامل الجهة الغربية لمدينة تونس، وذلك منذ العهد الحفصي حين تسمّت الرياض المحاذية للمركاض والواقعة شمال مقام سيدي أبي القاسم الزليجي باسمه، واعتبر من أبرز رجال الشرف ورجال الأربعين من أصحاب سيدي أبي الحسن الشاذلي، وخصّص له الجزء الأكبر في مجموع كتاب أولياء تونس، وهو الذي نوّهت به السيدة عائشة المنوبية في ما أثر عنها من أقوال.

وتذكر المصادر تاريخا محدّدا لولادته لكنها أجمعت على تاريخ وفاته. أمّا مكان مولده فهو منطقة قرجانة شمال منطقة أوذنة على طريق بئر مشارقة. وهو أبو الحسن علي الڨرجاني ويكنّى أيضا بأبي عبد الله. تلقّى منذ حداثة سنّه مبادئ القراءة والكتابة وحذق أصول صناعة اللوح وصقله، ثمّ صناعة "النّعال". وعند استقرار عائلته بالعاصمة تمكّن في أحد الكتاتيب من حفظ كامل القرآن الكريم في مدّة وجيزة، وهو ما لفت إليه أنظار المؤدّبين والمعلّمين، كما تتلمذ لأقطاب التصوّف آنذاك من أمثال أبي سعيد الباجي ت 628هـ/1231م، وأبي الحسن الشاذلي ت656هـ/1258م، وأبي العباس المرسي ت 684هـ/1286م، وماضي بن سلطان المسروقي (ت 718هـ/1312م). وكان من أقرانه في السير الروحي أبو الحسن حسين السيجومي (ت681هـ/1283م) الذي قال فيه "وجدت الشيخ علي الڨرجاني بالتوفيقية. وكان عالما بالأسرار، أسرار الشيخ أبي الحسن الشاذلي، وكان فقيها عارفا، ما سئل عن شيء إلاّ أجاب عنه". وقد حفظ لنا ابن الصبّاغ مدى ميله إلى إغاثة الناس ومساعدة المحتاجين منهم، حتى لقّب بشاذلي زمانه، سيما أنّه كان دائم التردّد والمرابطة في أمّاكن الصالحين ورباطاتهم.

وقد أدّى سيدي علي الڨرجاني رحلة إلى المشرق زاوج فيها بين أداء مناسك الحج وطلب العلم وتوسيع زاده المعرفي إذ اتصل بأقطاب التصوّف وحكماء المعرفة الاشراقية، فالمصادر تذكر أنّه نزل الاسكندرية واجتمع فيها إلى بعضهم.وظلّ سيدي علي الڨرجاني شيخا بالمدرسة التّوفيقية وهي المدرسة التي أسّستها المحسنة الأميرة عطف زوج أبي زكرياء الحفصي، يدرس العلوم الدينية والحكمية وآداب اللغة العربية، ويجتمع إليه رجال الشرف من أولياء تونس ومن الأربعين أصحاب أبي الحسن الشاذلي إلى أن توفّي سنة 681هـ/82 - 1283م.