علي السريتي

من الموسوعة التونسية
نسخة 09:34، 20 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1918 - 2007م]

علي السريتي

نشأ علي السريتي في قلب مدينة تونس العتيقة. ولقّنه والده منذ صغر سنّه مبادئ الموسيقى التونسيّة والشرقيّة عامّة والمصريّة والتركيّة خاصّة. وعهد إلى عازف العود التونسي عبد العزيز الجميّل بتدريبه. فاعتنى به. وصنع له عودًا صغيرا على مقاسه. وتوصّل الصبيّ (وهو في العاشرة من عمره) إلى أداء بَشْرف كلاسيكيّ للملحّن التركي طانيوس أفندي.

وتكوّن فيما بعد على أيدي كبار الموسيقيّين التونسيّين والمصريّين في مجال التراث الموسيقيّ الشفوي لذلك العهد، إذ كان ثريّا بالأدوار والقصائد، بأداء أحمد الوافي وزكي مراد وعبده صالح وخاصة أحمد فرّوج الذي كان من كبار عازفي العود المتخصّصين في الموسيقى التقليديّة. وفي سنّ الحادية عشرة، قدّم علي السريتي أوّل حفلة عموميّة. فغنّى على العود قصيدة شوقي الشهيرة: "يا شراعًا"، بتلحين محمد عبد الوهّاب.

وفي سنة1935، تعلّم القراءة الموسيقيّة على يد مدير الفرقة السمفونية التونسيّة آنذاك "فرنان ديبا" (Fernand Depas ). وشارك في فرقة الرشيديّة بالعزف المنفرد إلى جانب خميّس الترنان ومحمد التريكي بالخصوص، كما تخرّج في الموسيقى والغناء على يد الفنّان السوري علي درويش. فحفظ عددا وافرا من التواشيح والأدوار العربيّة والتركيّة. وكان علي السريتي واعيا بما تمتاز به الموسيقى التونسيّة من ثراء وتنوّع بفضل روافدها الأندلسيّة والتركيّة والعربيّة الاسلاميّة، كما كان مُدركا لأهميّة العزف المنفرد في عهد كان يسود فيه الغناء الجماعيّ على الركح.

وبعد إقامة طويلة في باريس، حيث شارك في عدّة حفلات مع مطربين أتراك ومصريّين، عاد إلى تونس. وأسّس فرقة شباب الفنّ التي ضمّت نخبة من الفنّانين الشبّان المتميّزين أمثال قدّور الصرارفي وصالح المهدي وغيرهما. وإثر الاستقلال، شغل وظائف إداريّة وموسيقيّة في دار الاذاعة التونسيّة، كما تولّى التدريس في المعهد الوطني للموسيقى. فكوّن فرقا امتازت بمستواها الرفيع. وتسنّى له في صُلبها أن يشجّع أصواتا واعدة مثل عُليّة وعلي الرياحي. وساعدت برامجه الاذاعيّة الرائدة، وخاصّة برنامج نجوم الغد على اكتشاف مطربين موهوبين من الهواة.

وفي بداية الثمانينات، قام بجولات في مصر واليابان وفرنسا بالخصوص. وأتحف جماهير هذه البلدان بآيات بديعة من العزف على العود. وظلّ حتى آخر حياته منقطعا إلى دوره البيداغوجي. فأسهم في تكوين نخبة من الفنّانين نذكر منهم في العزف على العود: أنور براهم ومحمد الماجري ومحمد زين العابدين وكمال الفرجاني وفي العزف على الكمنجة: البشير السالمي وفي الغناء: نور الدين الباجي ولطفي بوشناق وسُنية مبارك وليلى حجيّج وغيرهم. وفي مارس1994، قدّم مركز الموسيقى العربيّة والمتوسطيّة حفلة سُميت طرب على شرفه، تكريما له واعترافا بفضله على عدّة أجيال من الفنّانين وعلى طلبته في المعهدين العاليّين للموسيقى بتونس وبسوسة، إذ دفعهم إلى الشغف بالموسيقى وإلى إدراك قيمة الفنّ ورسالته النبيلة.