عقبة بن نافع

من الموسوعة التونسية
نسخة 10:18، 24 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[ ت 63هـ/683م ]

نسبه[عدّل]

عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أميّة ابن الظرب (طرف) بن الحارث ابن عامر بن فهر بن مالك (وفهر هي قريش ومن فهر تفرّقت القبائل) ، القرشيّ، الأمويّ. ولد قبل وفاة النبيّ (صلعم) بسنة واحدة، فلا صحبة له إذن، إلاّ أنّ أبا سعيد بن يونس مؤرّخ مصر عدّه من الصحابة فرتّبه المالكي "في جملة الصحابة الذين دخلوا إفريقيّة" (رياض النفوس 1 / 97). وهو ابن خالة عمرو بن العاص، وقال الذهبيّ: هو ابن أخي العاص بن وائل السهميّ لأمّه، وقال ناشرو أسد الغابة: رجّحنا أنّه أخو عمرو بن العاص لأمّه، لا ابن خالته، ولا ابن أخته.

إسهامه في حركة الفتوح ومآثره[عدّل]

شهد فتح مصر واختطّ بها. ووجّهه عمرو بن العاص من مصر واليا على إفريقيّة سنة 42هـ/663م. وفي أثناء ولاياته لإفريقيّة كان يغزو في البحر: ففي سنة 49هـ/669م غزا الروم بأسطول بأهل مصر.

ثمّ ولاّه معاوية إفريقيّة (استقلالا عن والي مصر) سنة 50هـ/671م وأمّده بعشرة آلاف فارس فاختار معسكره بسهل القيروان لأن المنطقة "قمْونيّة" كانت ملكا للدولة البيزنطية (نوع من الملك العام). وكان في عسكره ثمانية عشر رجلا من أصحاب رسول الله، وأكثرهم من التابعين.وشرع في بناء الجامع المعروف إلى اليوم بجامع عقبة في سنة 51هـ/671م. وبقي واليا على إفريقيّة أربع سنوات فعزله معاوية سنة 55هـ/675م لتشدّده مع البربر وعوّضه بمولاه أبي المهاجر دينار، فأساء أبو المهاجر عزله وحفظها عليه عقبة إلى أن رجع إلى إفريقيّة من جديد فأبطل ما عمله أبو المهاجر وأوثقه الحديد وأعاد إلى القيروان سكّانها.

أسطورة تأسيس القيروان والاستجابة إلى دعوة عقبة بن نافع[عدّل]

وفي تأسيس القيروان وبناء جامعها عجائب ومعجزات تردّدها كتب التاريخ والتراجم، منها:

  • اختيار موقع المعسكر والمدينة في صحراء وسط بين الجبال وهي معاقل البربر، والبحر وهو ثغر قد ينزل به الأعداء الروم.
  • إخلاء الصّحراء من الوحوش والأفاعي والعقارب بدعاء منه مستجاب، حتّى يطمئنّ الفاتحون النازلون بالمكان.
  • الرؤيا التي استدلّ بها، وبالتكبير الخفيّ، على موقع القبلة، فبنى به المحراب الذي سيكون معيارا لجميع المحاريب اللاحقة بالمغرب.

ولايته على المغرب كلّه[عدّل]

بعثه إثر ذلك يزيد بن معارية واليا على المغرب كلّه سنة 62هـ/682م فنزل القيروان من جديد، ثمّ فتح فزّان وودّان ونزل بموضع صار يدعى بلد الفرس لأنّ القوم أجهدهم العطش وقد غارت العيون فدعا عقبة ربّه فإذا بفرسه يحفر التراب بحافره فانبثق الماء وارتوى الناس. ثمّ توجّه إلى الغرب، وودّع أبناءه وأوصاهم بثلاث وصايا:

  • لا تملؤوا صدوركم بالشعر دون القرآن.
  • خذوا من كلام العرب ما يهتدي به اللبيب وتعرف مكارم الأخلاق.
  • لا تداينوا فالدّين ذلّ بالنهار وهمّ بالليل.

ومن أولاده ترجم المالكي لأبي عبيدة مرّة بن عقبة بن نافع الفهريّ (رياض 1 / 150) قال: روى عن أبيه عقبة بن نافع (وقد سبق أن عدّ عقبة من الصحابة خلافا لغيره من المترجمين ومنهم الذهبي وابن الأثير) وقال: دخل مع أبيه إفريقيّة وشهد معه بعض مغازيها. وفتح عقبة الزاب ثمّ تاهرت وأبرم الصلح مع أليان/يوليان ملك طنجة وسبتة فأشار عليه بقصد المصامدة في السوس الأدنى فسار إليه وقتل وسبى ثمّ قصد إلى السوس الأقصى، وبلغ المحيط فاقتحم لجّته حتّى بلّ الماء لبان فرسه فتوجّه إلى الله سبحانه ضارعا معتذرا بأنّ البحر منعه من مواصلة الجهاد. وفي كلّ ذلك يدعو البربر والفرنج إلى الإسلام فإن أبوا حاصرهم في معاقلهم وقاتلهم وقتل وسبى وغنم، ولربّما قسا على المغلوبين مخلاّ بالعهود...

مقتله بتهودة (سيدي عقبة)[عدّل]

ثمّ عاد إلى قاعدته بإفريقيّة وقد اطمأنّ على الأقاليم المفتوحة وتقدّم عسكره إلى القيروان وتخلّف هو بتهودة في أسفل الزاب فانتهز الفرنج الفرصة وقد رأوه أعزل من العدد والعدّة ففاوضوا كسيلة بن لمزم الأوربي (أو البرنسيّ) وكان يحقد على عقبة لأنّه أهانه وحطّ من منزلته بين قومه رغم اعتناقه الاسلام، فجمع له كسيلة الجموع من البربر والنصارى ونشب القتال وجاهد عقبة وأصحابه - ومنهم أبو المهاجر وكان أسيرا في قيوده - فقتلوا عن آخرهم، ودفن عقبة بتهودا وقبره يزار اليوم بقرية سيدي عقبة في جنوب بسكرة بالجزائر. و في المناقب أن المعز العبيدي الشيعي أرادان يهدم القبر و يحرق الجثة فحين شرع مبعوثوه في العمل هبت رياح عاصفة و دمدمت الرعود والتعجت البروق فانزعجوا و رجعوا خائبين خاسئين الى صاحبهم.