عبد العزيز المهدوي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[ توفي سنة 621هـ/1224م ]

هو أبو محمد عبد العزيز ابن أبي بكر القرشي المهدوي (ت. 621هـ/1224م) واشتهر باسم عبد العزيز المهدوي. يعتبر واحدا من أبرز روّاد التصوّف في ما بين القرنين السادس والسابع الهجري تبرّز في مبادئ الأسرار الصوفية وأسّس معالم مدرسة في الزهد والتصوّف وعلوم الروح، كان من أبرز رموزها أبو سعيد الباجي (ت 628هـ/1231م) وأبو الحسن الشاذلي (ت. 656هـ/1258م)، وإليه قدم الصوفي والفيلسوف الكبير محيي الدين بن عربي (ت. 638هـ/1240م) من الأندلس ليتلقّى منه مبادئ العلوم الدينية باعتبار أنّ القطابة الصوفية آلت إليه بعد وفاة الغوث أبي مدين شعيب (594هـ/1198م) قطب الصوفية في تلك الفترة، وأثنى عليه في مقدمة كتابه الفتوحات المكية وأهدى إليه كتابه رسالة روح القدس، وقال في منزلته ابن الطواح ضمن كتابه سبك المقال: "وإنّ منهم قطب زمانه، وسيّد أخدانه، سيّد أهل عصره وسند أهل مصره، الشيخ الامام العارف معدن الأسرار الخفية، وينبوع المعاني الالهية، شمس الحقيقة وإمّام الطريقة، أبا محمد عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي رضي الله عنه". ومن الدّارسين المحدثين قال عنه روبار برنشفيك: سيحتلّ عبد العزيز المهدوي دوما وأبدا مكانة مرموقة في تاريخ التصوّف الإسلامي، باعتباره مضيف المرسي الذائع الصيت الذي وجّه إليه ابن عربي كتابه رسالة روح القدس وكان يلقّبه ب"الولي الحميم". ولم تهتم كتب التراجم والمصنّفات والمصادر بذكر تاريخ محدد لمولد الشيخ عبد العزيز المهدوي إذ يكتفي أغلب المؤرّخين والدارسين بإيراد تاريخ وفاته، الموافق ل (621هـ/1224م.

وقد أدرك المهدوي أنّ الارتحال إلى الشرق ضروري للتزوّد من معين آخر للعلوم الدينية والمعرفة الذوقية. وفعلا قبل انتقال الشيخ من الساحل إلى تونس واتخاذها دار قرار كانت له رحلة إلى الاسكندرية لزيارة الإمام الشيخ أبي الحسن علي بن حميد المعروف بالصباغ (613هـ/1216م) الذي كان يربّي تلامذته بالخلوة في رباطه "قنا" فأراد الشيخ أن يطلع على أسرار هذه التربية وكيفية الاعتكاف في الخلوات والتعرّف إلى أنواع الذكر والمجاهدة ورافقه في هذه الرحلة جماعة من أصحابه وكان فيهم أبو العبّاس الطنجي.

ويبدو أنّ عودته إلى تونس كانت في بداية الثمانينات بعد القرن الخامس للهجرة، أي ما بعد 1190 ميلادي وهو التاريخ المرجّح فيه لقاؤه بأبي مدين، علما أنّ محيي الدين ابن عربي وفد لأوّل مرّة سنة 590هـ/1193م والتقى بالشيخ المهدوي وتعرّف إليه عن قرب، وقد بدأ المهدوي يستقرّ على إثر السياحات الكثيرة التي ساعدته على التعرّف إلى أقطاب التصوّف والأخذ عنهم. أمّا الزيارة الثانية لابن عربي إلى تونس فقد كانت سنة 598هـ/1201م، وقد شرع في أثناء إقامته عند عبد العزيز المهدوي في تأليف كتاب إنشاء الدوائر، بتوجيه من الشيخ المهدوي نفسه.

ولمّا كان لاستقرار أبي مدين بتونس في مسجد السكّاجين بالعاصمة تونس أثره في ازدهار الحياة الروحية بإفريقية لا سيما عن طريق عبد العزيز المهدوي شيخ الجماعة وقطبهم الصوفي فقد بادر رموز التصوف بإفريقية آنذاك إلى زيارته. وكان من أبرزهم أبو يوسف يعقوب الدهماني (ت 621هـ/1224م) وأبو سعيد الباجي (ت 628هـ/1231م) وأبو علي النفطي (ت 610هـ/1213م) وأبو محمد صالح بن محمد بن عبد الخالق التونسي والطاهر المزوغي السافي (ت 646هـ/1248م) وأبو عبد الله محمد الدباغ والد مؤلّف كتاب معالم الايمان والشيخ جرّاح بن خميس. وقد ألّف عبد العزيز المهدوي:

  • محجّة القاصدين وحجة الواجدين وهي الرسالة المهدوية بشرح علي بن عبد الرحمن البجائي (9هـ/15م) مخطوط يوجد بمكتبة محمد محفوظ مؤلف كتاب تراجم المؤلفين التونسيين، ط دار الغرب الاسلامي بيروت 1984 ، ص 406. وقد نسخ هذا المخطوط عبد العزيز بن أبي بكر المصمودي 1154هـ/1737م.
  • رسالة في التصوف جزء مجموع، مخطوط خاص بمكتبة آل النيفر.