صالح ميلاد

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1945 - 2010م]

هو من مواليد مدينة قفصة سنة 1945. فنّان عصامي التكوين ضرب بسهم في مختلف التعابير المسرحية. فهو الكاتب تأليفا واقتباسا وترجمة. وهو المخرج والممثل وسندباد المسرح في الفرق القارّة منذ السبعينات. صال وجال في فرق المهدية والقيروان والكاف والمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بقفصة والمركز الوطني لفن العرائس والمسرح الوطني وفي كل هذه الفرق والمؤسسات. كتب ومثّل إلى أن أسس بعد طول ترحال فرقته الخاصّة مسرح الواحة بقفصة ليمارس فيها إلى جانب الكتابة والتمثيل الاخراج. وقد أنجز فيها ما يقارب العشرين عملا. رجل قدره المسرح فعلا. وقد وهبه كل لحظة من حياته التي وهبها أيضا للفرجة الحيّة والسينما والتلفزة والإذاعة. لم يكن يعرف الاستقرار ولا حتّى استراحة المحارب غير عابئ بالمرض، متحدّيا كل أنواع الصعاب بسلاح الصبر والمواظبة والابتسامة والاستمرارية..لم يكن يلهث وراء الشهرة والأضواء رغم الأرقام الكبيرة في رصيده. فقد كتب أكثر من أربعين نصّا مسرحيّا بين تأليف واقتباس. ومثّل في أكثر من 35 فيلما أجنبيا من أشهرها فيلم المريض الانڨليزي. أمّا الشخصيات التي تقمصها فهي تتجاوز المائة شخصية. ومع ذلك لم ينل حظّه من الشهرة رغم أنّه يحمل بطاقة احتراف فني (عددها 44). وهو رقم يعطي فكرة عن رسوخ قدمه في الفنّ. وقد قدّم في آخر أيام حياته مسرحية "ذكريات" عن فيلم "أضواء الركح" لشارلي شابلن. كتب ثلاثة مسلسلات إذاعية. ومثل في عدّة مسلسلات تلفزية كما اضطلع بتأطير المدارس الابتدائية بڨفصة لنشر الثقافة المسرحية.

حصل نصّه "الحشايشية" على جائزة أفضل تأليف في أسبوع المسرح التونسي، كما نال جائزة أحسن أداء في مسرحية "أم شلبية". ودفعه حبّه لمدينة قفصة إلى بعث فضاء ثقافي هو عبارة عن متحف أطلق عليه اسم "دار الفلاح" جمع فيه أقدم الأدوات الفلاحية. اتسمت نصوصه بطابع اجتماعي من جهة القضايا التي يعالجها وبأسلوب تعبيري تغلب على محاوراته بساطة البناء لتبليغ الفكرة بعيدا عن الغموض والتعقيد مكتفيا بما يتوفر له من إمكانات يوظفها بذكاء، كما اتسم أداؤه بكاريزما تعبيرية تميّزه عن سائر الممثلين. توفي يوم 20 أفريل 2010.