«صالح فرحات»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
 
سطر 23: سطر 23:
  
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
[[تصنيف:مقاومة الاستعمار]]
 
 
[[تصنيف:الحركة الوطنية]]
 
[[تصنيف:الحركة الوطنية]]
 
[[تصنيف:الأدب]]
 
[[تصنيف:الأدب]]
[[تصنيف:الشعر]]
 

المراجعة الحالية بتاريخ 09:09، 20 فبفري 2017

صالح فرحات

[1894 - 1979م]

من روّاد الحركة الوطنيّة التونسيّة، بدأ نضاله السياسي في صفوف حركة الشباب التونسي، ثمّ كان من مؤسسي الحزب الحرّ الدّستوري التونسي سنة 1920، ومن معاضدي الزعيم عبد العزيز الثعالبي. ولد صالح فرحات يوم 26 جويلية 1894 بمدينة منّوبة بالعاصمة التونسية. درس بمعهد "كارنو" وحصل على شهادة الباكالوريا الفرنسية سنة 1914، وكان يتابع في الوقت نفسه دروسا في اللّغة والآداب العربية بجامع الزيتونة. اتّجه إلى التّخصّص في القانونيْن المدني والجنائي حتّى يتسنّى له الذوْد عن ملكيّة الأراضي الفلاحية التّونسية ومقاومة الاستعمار التوطيني الذي كان يضع يديه على أحسن الأراضي الفلاحيّة من ناحية، وأن يدافع بنجاعة عن قضايا الوطنيين ضدّ العسف الاستعماري من ناحية أخرى. فأحرز الإجازة في القانون بكليّة الجزائر العاصمة سنة 1917، وعمل مترجما، إلى أن رُسّم محاميا بتونس الحاضرة سنة 1919.

انتخب سنة 1921 عضوا باللجنة التنفيذية للحزب الحرّ الدستوري التونسي وبلجنته التشريعية. واختير أمينا عاما مساعدا للحزب سنة 1923، ثمّ انتخب كاتبا عامّا إثر وفاة الأستاذ أحمد الصّافي سنة 1935 وآلت إليه رئاسة الحزب إلى حين رجوع الزعيم عبد العزيز الثعالبي سنة 1937. زار مدينتي صفاقس وقابس سنة 1921 لنشر مبادئ الحزب، وهو ما جعل المراقب المدني في المدينتيْن يشير في تقاريره إلى توسّع النشاط الحزبيّ وتصاعده في هاتين المدينتين.

عمل صالح فرحات على تعزيز الرّوح الوطنية وتوجيه الشعب نحو المطالبة، في مرحلة أولى، بالاصلاح السياسي وذلك بإقامة مجلس تشريعي منتخب من التونسيين، ومحاربة التجنيس والاندماج. فكتب باعتباره عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب تقريرا عن التجنيس ومخاطره على الوحدة الوطنية التونسية وعلى الهوية العربية الإسلامية للتونسيين، أرسله سنة 1923 إلى البرلمانيّ الشيوعيّ السيد فايان كوتري (Vaillant couturier) للتعريف بالقضية التونسية لدى اليسار الفرنسي، كما طالب فرحات بالإصلاح التعليمي والثقافي فدعا إلى إصلاح التعليم العربي ومؤسساته بإنشاء المدارس الخاصّة التي تدرّس العلوم والمعارف العصرية باللّغة العربيّة، ودعا إلى الإصلاح القضائي والاقتصادي الذي يتيح للتونسيّ التمتّع بكامل حقوقه من جهة، وييسّر له المشاركة الناجعة في الحياة السياسية والاقتصادية من جهة ثانية.

أدرك منذ وقت مبكّر أهميّة الدور الطالبي فأسهم سنة 1925 مع ثلّة من الوطنيين في إنشاء "جمعيّة الطلبة التونسيين". شارك في عدّة وفود دستورية إلى فرنسا للدّفاع عن القضية الوطنية لدى الحكومات الفرنسية واليسار الفرنسي وجمعيات حقوق الانسان في فرنسا خاصّة وأوروبا عامّة. كان من أبرز المحامين الذين تولّوْا الدّفاع عن النقابيين التونسيين ممّن اعتقلتهم السلط الاستعمارية عقب تأسيس جامعة عموم العملة التونسيّة سنة 1924، كما تولّى الدفاع عن الوطنيين من الطلبة الذين أقاموا المظاهرات والعرائض الاحتجاجية ضدّ المؤتمر الأفخارستي الذي عقد سنة 1930 بالعاصمة التونسية بجهود استعمارية تبشيريّة. عمل إلى جانب الزعيم عبد العزيز الثعالبي بعد رجوعه من المهجر سنة 1937 على توحيد صفوف الحزب ولمّ شتات الحركة الوطنية التونسية. سمّي وزيرا للعدل سنة 1943 غداة الحرب العالميّة الثانية بتزكية من الملك المنصف باي المعروف بمؤازرته للحركة الوطنية.

كان مع صالح بن يوسف من أبرز مؤسّسي الجبهة الوطنية التي تكوّنت إثر انعقاد مؤتمر ليلة القدر سنة 1946، للمطالبة بالاستقلال التامّ، وهو ما أدّى إلى إيداعه مع ثلّة من رفاقه، السجن المدني بتونس. وقد دمرت "اليد الحمراء" الفرنسيّة سنة 1954 بيته لدعمه للكفاح المسلّح. كان شاعرا مجيدا باللغة الفرنسية، نال إعجاب الأوساط الأدبية الفرنسية. نشر سنة 1978 مختارات من قصائده بعنوان "أغاني الحبّ" ضمّت أشعارا وطنية داعية إلى احترام المبادئ الانسانية الخالدة كالحرية والمساواة والتسامح والاخاء الانساني. توفّي يوم 18 مارس سنة 1979 بالكرم، من الضاحية الشمالية لتونس العاصمة.