سليمان بن سليمان

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1905 - 1986م]

نشأته ودراسته

ولد الطبيب والسياسي التونسي سليمان بن محمد بن سليمان في مدينة زغوان سنة 1905. وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية نجح بامتياز في مناظرة دخول المدرسة الصادقية التي التحق بها في أكتوبر 1919. وإلى جانب إقباله على دروسه بدأ الشّاب سليمان بن سليمان يهتمّ بالحياة السياسيّة في البلاد التي انبعث فيها وقتئذ الحزب الحرّ الدستوري التونسي سنة 1920. وسرعان ما أبدى ميله إلى هذا الحزب بتأثير من زميله القيرواني الحبيب جاء وحده الذي كان من أنشط التلامذة الصّادقيين في الميدان السياسي. وكان أوّل عمل قام به هو التحوّل إلى دار كاهية سنة 1921م، صحبة مجموعة من أقرانه لتحيّة الشيخ عبد العزيز الثعالبي بمناسبة إطلاق سراحه. وشارك بعد ذلك في الاضراب عن الدّروس الذي شنّه تلامذة الصادقية يوم 5 أفريل 1922م، وأسهم في المظاهرة الشعبيّة التي نظّمها الحزب الدستوري للتضامن مع أمير البلاد الناصر باي، إثر تهديده فرنسا بالتنازل عن العرش، إن لم تستجب للمطالب الوطنية. وتحوّل بتلك المناسبة صحبة عدد من رفقائه إلى نادي الحزب الدستوري بنهج إنڤـلترا، حيث أدّى اليمين معلنا انضمامه إلى الحزب. وفي جوان 1925م نجح ابن سليمان الأوّل في شهادة ختم الدروس بالصادقية، ففكّر في الالتحاق بمعهد كارنو لاعداد شهادة الباكالوريا. لكن مدير الصادقيّة بولون لم يسمح له بالاقامة في مبيت المدرسة بصفته قيّمًا في القسم الداخلي. فحاول الاتّصال كتابيّا ببعض المعاهد الثانويّة بفرنسا، للحصول على منصب قيّم، حتى يتسنّى له إتمام دراسته الثانوية.

الالتحاق بفرنسا لمواصلة دراسته

قبلَ في المدرسة المهنيّة ببلدة بوفي لمباشرة خطة قيم داخلي. فالتحق في أكتوبر 1925 بتلك المدرسة حيث باشر وظيفته الجديدة في السنة الدراسية 1925 - 1926م والسنة الموالية، مع مواصلة دراسته في المعهد الثانوي تلك البلدة نفسها إلى أن أحرز في جوان 1927 الجزء الأول من الباكالوريا بملاحظة حسن. وخلال السنة الدراسيّة 1927 - 1928م التحق بالمعهد الثانوي في مدينة إيفرو لمواصلة دراسته في قسم الرياضيات، مع مباشرة خطّة قيّم في المبيت التابع للمعهد نفسه. وفي جوان 1928م أحرز الجزء الثاني من الباكالوريا. وإثر ذلك تحوّل إلى باريس لمزاولة دراسته العليا في الطبّ، بفضل حصوله على قرض من إدارة التعليم العمومي بتونس. فنجح في دورة جوان 1929م في السنة التحضيرية للدّراسات الطبّية، وتدرّج من سنة إلى أخرى بنجاح إلى أن أحرز في جوان 1935 شهادة الدكتوراه في الطبّ، وبدأ في السّنة الموالية دراسة التخصّص في طبّ العيون.

نشاطه السياسي في فرنسا

لم يغفل الطالب سليمان بن سليمان، في أثناء مواصلته دراسته العليا، عن اغتنام فرصة وجوده في باريس للنضال من أجل تحرير بلاده خاصّة والمغرب العربي عامّة. فانخرط منذ وصوله إلى العاصمة الفرنسيّة في جمعيّة نجم الشمال الافريقي التي أنشأها جمع من العمّال الجزائريّين والمغاربة في سنة 1926م، برئاسة المناضل الشيوعي عبد القادر بن الحاج علي.وفي مارس 1927م عوّضه على رأس الجمعيّة المناضل التونسي الشاذلي خير اللّه المبعد إلى فرنسا بسبب نشاطه في تونس ضمن الحزب الدستوري، في حين انتخب المناضل الجزائري مصالي الحاج كاتبا عامّا، والمناضل الشيوعي التونسي الطيّب دبّاب كاتبا عامّا مساعدا. ولما انضمّ سليمان بن سليمان إلى نجم الشمال الافريقي كان الشاذلي خير اللّه قد أبعد من باريس بسبب نشاطه المناهض للاستعمار، فعاد عبد القادر بن الحاج علي إلى رئاسة الجمعيّة خلفا للشاذلي خير اللّه. ورغم سيطرة الشيوعيّين على النجم، لم ير سليمان بن سليمان حرجا في النضال في صلب هذه المنظمة، لايمانه بضرورة الارتباط العضوي بين العمّال والطلبة لتحرير المغرب العربي.وإثر ذلك ركّز نشاطه السياسي على جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفرنسا التي تكوّنت منذ سنة 1927م. وقد انتخب عضوا في هيئتها المديرة في السّنة الجامعية 1930 - 1931م، وشارك في مؤتمرها المنعقد بباريس من 26 إلى 29 ديسمبر 1933م. وفي سنة 1933 استأنفت جمعية نجم الشمال الافريقي نشاطها بمشاركة أنصار مصالي الحاج الذين قطعوا صلتهم بالشيوعيّين. فبذل سليمان بن سليمان ورفيقه الهادي نويرة قصارى جهدهما في سبيل مساعدة الهيئة المديرة للمنظمة لتمكينها من الاضطلاع بمهامّها على أحسن وجه ممكن، إلى أن قرّرت الحكومة الفرنسيّة حلّها في 26 جانفي 1935م.

انضمامه إلى الحزب الدستوري الجديد

وفي الأثناء برز الحزب الدستوري الجديد في 2 مارس 1934, إثر مؤتمر قصر هلال. فكان سليمان بن سليمان من أوّل الطلبة التونسيّين الذين أعلنوا انضمامهم إلى هذا الحزب، مع رفيقيه الهادي نويرة وصالح بن يوسف، ثم التحق بهم علي البلهوان والحبيب ثامر والمنجي سليم. وفي أثناء وجود سليمان بن سليمان بتونس لقضاء العطلة الصيفيّة اعتُقل الحبيب بورقيبة والدكتور محمود الماطري ومحمد بورقيبة أعضاء الديوان السياسي وأبْعدوا إلى أقصى الجنوب التونسي في 3 سبتمبر 1934م. فأشار الديوان السياسي الثاني على سليمان بن سليمان بالعودة فورا إلى باريس للاضطلاع بمهامّ ممثّل الحزب الدستوري الجديد بفرنسا. فقفل راجعا إلى باريس يوم 9 سبتمبر 1934م، وبادر بإنشاء "لجنة الدفاع عن الحريات بالبلاد التونسيّة"، بالاشتراك مع رفقائه الهادي نويرة والحبيب ثامر وعلي البلهوان. وقامت اللجنة بنشاط مكثّف للتنديد بسياسة القمع والاضطهاد التي ينتهجها المقيم العام الفرنسي بتونس مارسال بيروطون (1933 - 1936م).

عودة سليمان بن سليمان إلى تونس

رجع الدكتور سليمان بن سليمانإلى أرض الوطن في جوان 1936م، فعيّن طبيبا داخليّا بالمستشفى الصّادقي، مع مواصلة تخصّصه في طبّ العيون. وإلى جانب عمله المهني أسهم في النشاط السياسي الذي شرع في القيام به قادة الحزب الدستوري الجديد، منذ إطلاق سراحهم في مارس 1936م. وتمثل إسهامه بالخصوص في مرافقة الزعيم الحبيب بورقيبة في جولاته داخل البلاد، وحضور الاجتماعات العامّة التي نظمها الديوان السياسي، والتحرير في جريدة الحزب الناطقة بالفرنسية "العمل التونسي". وخلال المؤتمر الثاني الذي عقده الحزب في آخر شهر آكتوبر 1937م في مقرّه بالعاصمة (نهج التريبونال) ، انتخب الدكتور سليمان بن سليمان عضوا في الديوان السياسي مع رفيقه صالح بن يوسف، وبانتخابهما تعزّز الشقّ الراديكالي الذي كان يقوده الحبيب بورقيبة على الشقّ المعتدل الذي كان يضمّ الدكتور محمود الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة. وفي نهاية أشغاله قرّر المؤتمر سحب الثقة من الحكومة الفرنسيّة. وتطبيقا لهذا القرار أعلن الديوان السياسي الاضراب يوم 20 نوفمبر 1937م للتّضامن مع الحركة الوطنية في الجزائر والمغرب، رغم معارضة رئيس الحزب الدكتور محمود الماطري الذي انتهى به الأمر إلى الاستقالة من الديوان السياسي في 3 جانفي 1938م. وإثر انعقاد المجلس الملّي في 4 مارس 1938م، قام الدكتور ابن سليمان صحبة المناضل يوسف الرويسي بجولة دعائية في الشمال الغربي قصد إعداد المناضلين للكفاح. فألقت عليهما السلطة القبض يوم 4 أفريل 1938م ونقلتهما إلى تونس حيث أودعا السجن والتحق بهما صالح بن يوسف والهادي نويرة ومحمود بورقيبة. فقرّر الديوان السياسي تنظيم مظاهرات في كامل البلاد للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين والاستجابة لمطالب الحزب. وأفضت المظاهرات والاضطرابات إلى حوادث 9 أفريل الدّامية وإلقاء القبض على قادة الحزب الدستوري الجديد ومناضليه والزجّ بهم في السجن العسكري في انتظار محاكمتهم.

تبعات حوادث 9 أفريل 1938

دام استنطاق قادة الحزب 11 شهرا، وإثر ذلك حوّلوا في مارس 1939 إلى السّجن المدني بتونس، ثم نقلوا في أكتوبر 1939 إلى السّجن العسكري بتبرسق، ومنه نقلوا في 27 ماي 1940 على متن باخرة حربيّة إلى مرسيليا حيث سجنوا في حصن سان نيكولا. وفي 26 أكتوبر 1940 وضع أغلب المعتقلين في الاقامة الجبريّة ببلدة تريتزا القريبة من مرسيليا. واحتفظت السّلطة في حصن سان نيكولا بسبعة مسجونين اعتبرتهم "خطرين" وهم: الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف وسليمان بن سليمان والمنجي سليم وعلي البلهوان والهادي نويرة ومحمود بورقيبة. وإثر احتلال القوّات الألمانية الجنوب الفرنسي في شهر نوفمبر 1942, نُقل القادة الدستوريّون السّبعة إلى مون لوك ثم فنسيا في 3 ديسمبر 1942. وظلّوا معتقلين هناك إلى أن أطلقت السلطة الألمانية سراحهم في 18 ديسمبر، ثم نقلتهم إلى ليون ومن هناك إلى نيس ثم إلى روما في 9 جانفي 1943. فأقاموا في العاصمة الايطالية إلى أن رُحّلوا إلى تونس في 25 فيفري 1943, باستثناء الزعيم الحبيب بورقيبة الذي لم يرخّص له في العودة إلى تونس إلاّ يوم 8 أفريل 1943, أي بالضبط بعد 5 سنوات من إلقاء القبض عليه، إثر حوادث 9 أفريل 1938.

نشاط الدكتور ابن سليمان بعد إطلاق سراحه

على إثر عودته إلى تونس، تحوّل الدكتور ابن سليمان الذي كانت صحّته متداعية، إلى زغوان حيث كفله شقيقه علي من سنة 1943إلى أكتوبر 1945, تاريخ استقراره في العاصمة عندما تحسّنت حالته الصحيّة. وهناك فتح عيادة لطبّ العيون في شارع باب منارة، مع الاسهام في إدارة الحزب. ذلك أنّه لم يبق من أعضاء الديوان السياسي إلاّ هو وصالح بن يوسف، منذ استقالة الدكتور الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة، ثم هجرة بورقيبة إلى مصر. ولسدّ ذلك الفراغ، ألحق صالح بن يوسف بالديوان السياسي كلاّ من المنجي سليم الذي عيّن مديرا للحزب، والهادي نويرة وعلي البلهوان، وأضاف إليهم في فترة لاحقة الباهي الأدغم. وتمكّن صالح بن يوسف، الذي عيّن في الأثناء كاتبا عاما للحزب، من تعزيز مركزه والتحكّم في هياكل الحزب. وقد وجد الدكتور سليمان بن سليمان نفسه في عزلة تامّة داخل الدّيوان السّياسي، فاضطرّ إلى تقديم استقالته مرّتين. ذلك أنّه كان معارضا لطريقة العمل التي توخّاها صالح بن يوسف، وهي خاصة تقرّبه من بلاط الملك الأمين باي الذي كان ابن سليمان يعتبره مغتصبا للعرش، وتعاونه مع كبار وأعيان الحاضرة، كما كان غير موافق على السّياسة التي انتهجها الأمين العام وجماعته الذين جنحوا " للهدوء والسكينة "، وتخلّوا عن الاتصال بالجماهير الشعبيّة وسعوا إلى التعاون مع الحزب الدستوري القديم، مبتعدين عن العمل الثّوري الذي أقدم عليه الحزب الدستوري الجديد منذ انبعاثه. ولذلك ابتهج بانعقاد مؤتمر ليلة القدر (23 أوت 1946) الذي صادق بالاجماع على لائحة تطالب بالاستقلال التامّ. وقد ألقي عليه القبض وزجّ به في السجن المدني ضمن المعتقلين الستّة والأربعين من المشاركين في المؤتمر، وفي مقدّمتهم الكاتب العام للحزب صالح بن يوسف ومدير الحزب المنجي سليم. ولكن بعد الافراج عن الموقوفين في 23 سبتمبر 1946 عاد الأمين العام إلى انتهاج سياسة المهادنة والاعتدال التي عبّر الدكتور ابن سليمان عن عدم موافقته عليها بالامساك عن حضور اجتماعات الديوان السياسي. وفي الأثناء تمكّن بوسائله الخاصّة من الحصول على تأشيرة لزيارة مصر، رغم معارضة رفقائه في الديوان السياسي. وبالفعل وصل إلى القاهرة يوم 31 جانفي 1948 وغادرها يوم 8 مارس. واجتمع هناك بالزعيم الحبيب بورقيبة وبمناضلي الحزب الدستوري المهاجرين في مصر، واتّصل بالأمير عبد الكريم الخطابي وبالمسؤولين عن الحكومة المصريّة وجامعة الدول العربية. وإثر عودته إلى تونس اندلعت الحرب العربية الاسرائيلية الأولى فانضمّ باسم الديوان السياسي إلى اللجنة الوطنية التونسية لمساندة الشعب الفلسطيني. وفي 17 أكتوبر 1948 انعقد المؤتمر الثالث للحزب الدّستوري الجديد في دار سليم بالعاصمة وأسفر عن انتخاب الزعيم الحبيب بورقيبة رئيسا للحزب والدكتور الحبيب ثامر نائبا للرئيس وصالح بن يوسف أمينا عاما للحزب، كما انتخب الدكتور ابن سليمان من جديد عضوا في الديوان السياسي، لكنّه بقي معارضا للسّياسة المتبعة إلى حدّ ذلك التاريخ، وداعيا إلى العمل المباشر والنّضال بالتعاون مع الحزب الشيوعي.وهو ما جعل صالح بن يوسف يمسك عن دعوته إلى حضور اجتماعات الديوان السياسي. وفي سنة 1949 تكوّنت في تونس اللّجنة التونسية للسلم والحرية المتألفة من مناضلين دستوريّين وشيوعيّين برئاسة علي البلهوان عضو الديوان السياسي. وقد ظنّ الدكتور بن سليمان أن الحزب الدستوري الجديد قد غيّر سياسته، فاستأنف نشاطه في الديوان السياسي والتحرير في جريدة "الرسالة" (Mission) الناطقة بالفرنسية بلسان الحزب. ولكن ما إن رجع الزعيم الحبيب بورقيبة إلى تونس في سبتمبر 1949 حتى احتدّ الخلاف من جديد بين الدستوريّين والشيوعيين حول السياسة الخارجيّة. ورغم ذلك فقد انتخب سليمان بن سليمانفي آخر سنة 1949 على رأس اللجنة التونسية للسّلم والحرية التي كثّفت نشاطها المناهض للمعسكر الغربي وفي مقدّمته الولايات المتحدة. فأصدر الديوان السياسي بلاغا دعا فيه الدستوريين إلى عدم المشاركة في أعمال تلك اللجنة التي لا تخدم سياستها مصالح الأمّة التونسية. لكنّ الدكتور ابن سليمان لم يستجب لهذا النداء، فزاره بورقيبة في عيادته يوم 17 مارس 1950, وحاول إقناعه بضرورة الانسحاب من اللجنة، لكنه أصرّ على موقفه الذي اعتبره غير مناف لمبادئ الحزب الدستوري. ومن الغد أصدر الديوان السياسي بلاغا أعلن فيه رفت الدكتور سليمان بن سليمانمن الحزب.

نضال الدكتور بن سليمان من أجل السلم والحرية والديمقراطية

رغم صرامة هذا القرار الذي لم يثر سوى احتجاج عدد قليل من الدستوريّين بالخارج، فقد واصل سليمان بن سليمان نضاله على رأس لجنة السّلم والحريّة، إلى أن اندلعت المعركة التحريرية الحاسمة في 18 جانفي 1952, فأبعد إلى محتشد رمادة. وإثر الاستقلال واصل نشاطه في سبيل الحرية والديمقراطية، فأصدر في ديسمبر 1960 جريدة أسبوعيّة ناطقة بالفرنسية بعنوان "منبر التقدّم" (Tribune Du Progrès) للدفاع عن الحريّة والديمقراطية والتقدّم في جميع الميادين. وقد استمرّت الجريدة في الظهور إلى أن أوقفتها الحكومة في ديسمبر 2691 إثر اكتشاف المؤامرة المدبّرة لقلب النظام. وفي سنة 1967 عيّن رئيسا للجنة التضامن مع الشعب الفيتنامي، وبعد ذلك بقليل اعتزل الحياة السياسيّة متفرّغا لنشاطه الطبّي. إلاّ أنه ظلّ إلى آخر حياته متمسّكا بمبادئه السامية ومثله العليا، لايخشى في الحقّ لومة لائم. وفي 13 أوت 1973 زاره الرئيس الحبيب بورقيبة في بيته وقلّده الصنف الأكبر من وسام بورقيبة، مشيدا بخصاله ومناقبه، وبكفاحه في سبيل الحرية والاستقلال. وتوفّي الدكتور سليمان بن سليمان يوم 24 فيفري سنة 1986.