«زهير القلال»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ط (استرجع تعديلات Marwa (نقاش) حتى آخر مراجعة لAkram)
سطر 9: سطر 9:
 
ظلّ الدكتور [[زهير القلال]]، رغم كثرة شواغله وتعدّد مناشطه في مختلف الميادين على اتّصال مستمرّ بمرضاه المُصابين بالسكّري وبالاختلالات الأيْضيّة عموما. وكان يستقبلهم في مصلحته ويتفانى في علاجهم بكفايته المعهودة. وكان في هذا الصدد عضوا مؤسّسا للجمعيّة التونسية لمرضى السكّري التي تسهر على توجيه هؤلاء المرضى ومدّ يد المساعدة إليهم.
 
ظلّ الدكتور [[زهير القلال]]، رغم كثرة شواغله وتعدّد مناشطه في مختلف الميادين على اتّصال مستمرّ بمرضاه المُصابين بالسكّري وبالاختلالات الأيْضيّة عموما. وكان يستقبلهم في مصلحته ويتفانى في علاجهم بكفايته المعهودة. وكان في هذا الصدد عضوا مؤسّسا للجمعيّة التونسية لمرضى السكّري التي تسهر على توجيه هؤلاء المرضى ومدّ يد المساعدة إليهم.
 
وكان الدكتور [[زهير القلال]] عضوا بعدّة جمعيّات علميّة تونسيّة وفرنسيّة ومشاركا في عدّة مجلاّت متخصّصة في مجال التّغذية. فكان يُفيدها بأفكاره ولا يبخل عليها بتأييده.
 
وكان الدكتور [[زهير القلال]] عضوا بعدّة جمعيّات علميّة تونسيّة وفرنسيّة ومشاركا في عدّة مجلاّت متخصّصة في مجال التّغذية. فكان يُفيدها بأفكاره ولا يبخل عليها بتأييده.
ويُجمع زملاء [[زهير القلال]] وتلاميذه الكثيرون على الاشادة بما كان يتحلّى به من أخلاق عالية وتواضع شديد ويذكرون دائما الابتسامة التي كانت لا تفارق مُحيّاه، إذ كان يحمل همومَ مواطنيه بقلب كبير وصدر رحب.توفي الدكتور [[زهير القلال]] في7 أكتوبر 2006.  
+
ويُجمع زملاء [[زهير القلال]] وتلاميذه الكثيرون على الاشادة بما كان يتحلّى به من أخلاق عالية وتواضع شديد ويذكرون دائما الابتسامة التي كانت لا تفارق مُحيّاه، إذ كان يحمل همومَ مواطنيه بقلب كبير وصدر رحب.
 +
توفي الدكتور [[زهير القلال]] في7 أكتوبر 2006.  
  
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
 
[[تصنيف:الطب]]
 
[[تصنيف:الطب]]

مراجعة 14:58، 28 ديسمبر 2016

[1930 - 2006م]

يعد الدكتور زهير القلال المولود في 27 فيفري 1930 من أبرز أعلام الطبّ في تونس.تخرّج في جامعة باريس حيث نال دكتوراه في الطبّ ودكتوراه في العلوم وأحرز شهادة التغذية التطبيقية من معهد علم الحمية التابع لكلّية الطبّ بباريس بملاحظة حسن. وسُمّي أستاذا محاضرا مبرّزا للطبّ التجريبيّ في جامعة باريس، كما عيّن طبيبا مُقيما في عدّة مستشفيات باريسيّة حيث كان مساعدا لكبار الأطبّاء الفرنسيّين المتخصّصين في التغذية ومرض السكّري.ولمّا عاد إلى تونس في الستّينات، فتح عيادة خاصّة في العاصمة لعلاج السكّري وغيره من أمراض سوء التغذية. فكان الاقبال عليه عظيما. لكنّ زهير القلاّل ما لبث أن تخلّى عن هذه العيادة واختار التفرّغ كامل الوقت للصحّة العموميّة، مُفضّلا فتح آفاق أوسع للبحث العلمي والتقدّم الصحّي والنهضة الطبيّة، حرصا منه على علم ينفع الناس جميعا، معوزين وميسورين.وفي تلك الفترة، لم يكن للتغذية وجود في تونس، من حيث هي تخصّص. لكنّ الدكتور زهير القلاّل كانت تحدوه نظرة استشرافية جعلته يُخطّط على المدى البعيد لاحلال التغذية مكانة مهمّة في شواغل المسؤولين على الصحّة في البلاد وكذلك عامّة المواطنين. وبمبادرة منه، تأسّس المعهد الوطني للتغذية والتكنولوجيا الغذائية بموجب الأمر عدد 64 - 69 المؤرخ في 31 ديسمبر 1969 وظلّ يديره حتى سنة 1990. ويعود إليه الفضل في تجميع الجهود المبذولة من لدن أصحاب العزائم الصّادقة لاحداث تخصّص في التغذية وإرساء أسسه بتونس.لقد حرص القلاّل على إحداث فروع للمعهد الوطني للتغذية في بني مطير والقيروان خاصّة. فكان مهندس هذه المعاهد الفرعيّة.أراد أن يكون المعهد وفروعه متعدّدة التخصّصات تجمع بين الأطباء المتخصّصين والمهندسين الفلاحيّين والبيولوجيّين والكيميائيّين والبياطرة وخبراء الاحصائيات والتخطيط وعلم النفس وحفظ الصّحة والمتخصّصين في أمراض الفم، وغيرها. وتسنّى بفضل المعهد والعاملين فيه القيام بمسح غذائيّ لأوّل مرّة في تونس سنة 1972. فأصبح ذلك المسح مرجعا للكثير من البلدان النّامية. وتولّدت عنه عدّة برامج لمقاومة سوء التغذية التي كانت منتشرة وقتئذ. ومن أهمّ هذه البرامج: فرينة الفطام (صحّة)، ودعم فرينة القمح بمادّة الليزين في الجنوب التونسي والتدخّل الغذائي في المطاعم المدرسيّة بالتعاون مع أطبّاء مراكز رعاية الأمّ والطفل، وغيرها. وكان للدكتور زهير القلال دور رياديّ في توعية المواطنين بأهميّة التغذية في المجال الصحّي وبما ينجرّ عنها أحيانا من انعكاسات سلبيّة. وذلك بما كان ينشره من مقالات في الصّحف والمجلاّت وما يبثه في برنامجه الاذاعيّ، (برنامج الدكتور حكيم) الذي ظلّ ومازال يُبثّ يوميا في شكل وَمْضة لا تتجاوز بضع دقائق باللّغة الدارجة. وكان الهدف من هذا البرنامج تقريب مفاهيم الصحّة من الجماهير وتبسيطها لهم وإبراز ما في نمط التغذية المتوارثة عن الأجيال السّابقة من إيجابيّات وسلبيّات. وهكذا غدت نصائح الدكتور حكيم أحسن ضمان لتغذية سليمة ومتوازنة، يتناولها المواطنون بكلّ ثقة بدلا عن المآكل الدسّمة والمُضرّة التي يتهافت عليها المبذرون في سُفْراتهم التقليديّة. وقد كان لهذا البرنامج الاذاعيّ صدى واسع وقابله المستمعون داخل تونس وخارجها بالاستحسان. فصارت تلك الومضات الموجزة البليغة تُبث عدّة مرّات في اليوم. وبالاضافة إلى نشاطه التدريسيّ في كلّية الطبّ بتونس منذ سنة 1973, اضطلع بمسؤوليّات كثيرة في مجال مراقبة الأغذية من أصل حيواني أو نباتي. فكان ممّن سهروا بكلّ يقظة على حدود البلاد حتى لا تنصبّ فيها النفايات الأوروبيّة المضرّة بالصحّة وحتى لا تُستورد بعض منتجاتها المصابة بجنون البقر أو نزلة الطيور الوافدة. وكان زهير القلال رئيس الجمعيّة التونسية للنّهوض بالجودة منذ سنة 1996 التي كان لها دور أساس في هذا المضمار، كما كان مؤسّس منظمة الدّفاع عن المستهلك. وكان القلاّل أيضا سبّاقا إلى المناداة بتدريس علم المياه: خصائصها وظواهرها وتوزّعها. وكان مستشارا تقنيّا لاستغلال المياه المعدنيّة منذ سنة 1965 والرّئيس المؤسّس للجمعية التونسية لعلم المياه والمناخ الطبّي منذ سنة 1981 ورئيس لجنة الأدوية المستعملة في العلاج النباتيّ وفي التقنيات العلاجيّة البديلة (1991 - 1994). وكان قد تولّى قبل ذلك إدارة تعليم التقنيات العلاجيّة البديلة من سنة 1983 إلى سنة 1988. وكذلك الطبّ التجانسي. ظلّ الدكتور زهير القلال، رغم كثرة شواغله وتعدّد مناشطه في مختلف الميادين على اتّصال مستمرّ بمرضاه المُصابين بالسكّري وبالاختلالات الأيْضيّة عموما. وكان يستقبلهم في مصلحته ويتفانى في علاجهم بكفايته المعهودة. وكان في هذا الصدد عضوا مؤسّسا للجمعيّة التونسية لمرضى السكّري التي تسهر على توجيه هؤلاء المرضى ومدّ يد المساعدة إليهم. وكان الدكتور زهير القلال عضوا بعدّة جمعيّات علميّة تونسيّة وفرنسيّة ومشاركا في عدّة مجلاّت متخصّصة في مجال التّغذية. فكان يُفيدها بأفكاره ولا يبخل عليها بتأييده. ويُجمع زملاء زهير القلال وتلاميذه الكثيرون على الاشادة بما كان يتحلّى به من أخلاق عالية وتواضع شديد ويذكرون دائما الابتسامة التي كانت لا تفارق مُحيّاه، إذ كان يحمل همومَ مواطنيه بقلب كبير وصدر رحب. توفي الدكتور زهير القلال في7 أكتوبر 2006.