«رستم»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 1: سطر 1:
 
[1255 - 1303هـ/1839 - 1886م]  
 
[1255 - 1303هـ/1839 - 1886م]  
  
هذا الوزير هو مملوك شركسي وهو مثل خير الدّين وحسين استجلبه أحمد باي من إستانبول إلى تونس، حوالي سنة 1255هـ/1839م. وبعد أن أشرف على تربيته وتعليمه صغيرا أدخله المدرسة الحربيّة ب[[باردو]]. وبعد التخرّج وُلّي منصب قيادة حرس الباي الخاص. وفي سنة 1277هـ/1860م، عُيّن في عهد الصّادق باي (1859 - 1882م) مديرا لوزارة الدّاخلية ثمّ مديرا لوزارة الخارجيّة سنة 1278هـ/1862م.
+
هذا الوزير هو مملوك شركسي وهو مثل خير الدين وحسين استجلبه أحمد باي من إستانبول إلى تونس، حوالي سنة 1255هـ/1839م. وبعد أن أشرف على تربيته وتعليمه صغيرا أدخله المدرسة الحربيّة ب[[باردو]]. وبعد التخرّج وُلّي منصب قيادة حرس الباي الخاص. وفي سنة 1277هـ/1860م، عُيّن في عهد الصّادق باي (1859 - 1882م) مديرا لوزارة الدّاخلية ثمّ مديرا لوزارة الخارجيّة سنة 1278هـ/1862م.
 
وفي 1282هـ/1865م أصبح وزيرا للدّاخلية، فأدخل بعض الاصلاحات الاداريّة على وزارته، كما فعل مع الادارات الأخرى التي تولّى وظائف فيها. وفي سنتي 1864 و1865، كلّفه محمّد الصّادق باي بإلقاء القبض على فرج ابن دحر، إبّان انتفاضة علي بن غذاهم (1864) وقمع حركته في جهة الشّمال الغربي من البلاد. وقد أظهر من المرونة والانسانية في معاملته للثائرين المهزومين ما جلب له غضب رجال السّلطة المتشددين وعزل من مهام وزير للدّاخلية سنة 1284هـ/1867م بسبب ولائه للمصلح خير الدين ولمعارضته [[مصطفى خزنه دار]]. وقد أصبح الباي يقلّل من الاجتماع بأفراد مجلسه الخاص، "حتى صاروا - كما كتب [[أحمد بن أبي الضياف|ابن أبي الضياف]] - يأتون في يومي السّبت والاثنين لتقبيل يده فقط، ويأمرهم بالجلوس ريثما يُقبّل من ورائهم يده، ثم ينصرفون. ويقوم الباي لسماع النّوازل، لا دخل لهم في رأي ولا تسمع منهم إشارة إلى مصلحة، حتّى إنّه قال يوما لوزير العمالة أبي الحضياء [[رستم]]، لمّا عارضه في أمر يجرّ إلى ضرر: إنّي أمرتك أن تفعل، ولم نأمرك بالتّدبير عليّ". وهذا ما جعل [[رستم]] يبارح تونس ولم يعد إليها إلاّ بعد رجوع خير الدّين إلى الحكومة واستصداره عفوا من الباي لفائدة المبعدين. وقد عُيّن سنة 1287هـ/1870م، وزيرا للحربيّة، وقدّم استقالته من هذا المنصب سنة 1295هـ/1878م تضامنا مع صهره خير الدّين الذي عزل من الوزارة الكبرى في 21 جويلية 1877. وما من شك في أنّ [[رستم]] يعدّ من بين رجال الاصلاح في عهد خير الدّين.
 
وفي 1282هـ/1865م أصبح وزيرا للدّاخلية، فأدخل بعض الاصلاحات الاداريّة على وزارته، كما فعل مع الادارات الأخرى التي تولّى وظائف فيها. وفي سنتي 1864 و1865، كلّفه محمّد الصّادق باي بإلقاء القبض على فرج ابن دحر، إبّان انتفاضة علي بن غذاهم (1864) وقمع حركته في جهة الشّمال الغربي من البلاد. وقد أظهر من المرونة والانسانية في معاملته للثائرين المهزومين ما جلب له غضب رجال السّلطة المتشددين وعزل من مهام وزير للدّاخلية سنة 1284هـ/1867م بسبب ولائه للمصلح خير الدين ولمعارضته [[مصطفى خزنه دار]]. وقد أصبح الباي يقلّل من الاجتماع بأفراد مجلسه الخاص، "حتى صاروا - كما كتب [[أحمد بن أبي الضياف|ابن أبي الضياف]] - يأتون في يومي السّبت والاثنين لتقبيل يده فقط، ويأمرهم بالجلوس ريثما يُقبّل من ورائهم يده، ثم ينصرفون. ويقوم الباي لسماع النّوازل، لا دخل لهم في رأي ولا تسمع منهم إشارة إلى مصلحة، حتّى إنّه قال يوما لوزير العمالة أبي الحضياء [[رستم]]، لمّا عارضه في أمر يجرّ إلى ضرر: إنّي أمرتك أن تفعل، ولم نأمرك بالتّدبير عليّ". وهذا ما جعل [[رستم]] يبارح تونس ولم يعد إليها إلاّ بعد رجوع خير الدّين إلى الحكومة واستصداره عفوا من الباي لفائدة المبعدين. وقد عُيّن سنة 1287هـ/1870م، وزيرا للحربيّة، وقدّم استقالته من هذا المنصب سنة 1295هـ/1878م تضامنا مع صهره خير الدّين الذي عزل من الوزارة الكبرى في 21 جويلية 1877. وما من شك في أنّ [[رستم]] يعدّ من بين رجال الاصلاح في عهد خير الدّين.
 
ويشار هنا إلى أنّ انتفاضة 1864 عقبها قمع شديد نال الأجساد والنّفوس والأموال، كما تتابعت الأوبئة والجدب وأفضت سنة 1284هـ/1867م إلى العصيان ومات في أثنائها أكثر من خُمُس التّونسيّين.وممّا يذكر أيضا أنّ [[رستم]] أسهم في ترجمة بعض المؤلّفات بالمدرسة الحربيّة ب[[باردو]] مثل برنامج عسكري ميداني. وقد زار الجنرال [[رستم]] عدّة بلدان أوروبيّة وإسلاميّة للنّزهة والاطلاع أو للتّداوي. ثم استقرّ به المطاف بمدينة الاسكندريّة حيث توفّي سنة 1303هـ/1886م.
 
ويشار هنا إلى أنّ انتفاضة 1864 عقبها قمع شديد نال الأجساد والنّفوس والأموال، كما تتابعت الأوبئة والجدب وأفضت سنة 1284هـ/1867م إلى العصيان ومات في أثنائها أكثر من خُمُس التّونسيّين.وممّا يذكر أيضا أنّ [[رستم]] أسهم في ترجمة بعض المؤلّفات بالمدرسة الحربيّة ب[[باردو]] مثل برنامج عسكري ميداني. وقد زار الجنرال [[رستم]] عدّة بلدان أوروبيّة وإسلاميّة للنّزهة والاطلاع أو للتّداوي. ثم استقرّ به المطاف بمدينة الاسكندريّة حيث توفّي سنة 1303هـ/1886م.

مراجعة 14:36، 28 ديسمبر 2016

[1255 - 1303هـ/1839 - 1886م]

هذا الوزير هو مملوك شركسي وهو مثل خير الدين وحسين استجلبه أحمد باي من إستانبول إلى تونس، حوالي سنة 1255هـ/1839م. وبعد أن أشرف على تربيته وتعليمه صغيرا أدخله المدرسة الحربيّة بباردو. وبعد التخرّج وُلّي منصب قيادة حرس الباي الخاص. وفي سنة 1277هـ/1860م، عُيّن في عهد الصّادق باي (1859 - 1882م) مديرا لوزارة الدّاخلية ثمّ مديرا لوزارة الخارجيّة سنة 1278هـ/1862م. وفي 1282هـ/1865م أصبح وزيرا للدّاخلية، فأدخل بعض الاصلاحات الاداريّة على وزارته، كما فعل مع الادارات الأخرى التي تولّى وظائف فيها. وفي سنتي 1864 و1865، كلّفه محمّد الصّادق باي بإلقاء القبض على فرج ابن دحر، إبّان انتفاضة علي بن غذاهم (1864) وقمع حركته في جهة الشّمال الغربي من البلاد. وقد أظهر من المرونة والانسانية في معاملته للثائرين المهزومين ما جلب له غضب رجال السّلطة المتشددين وعزل من مهام وزير للدّاخلية سنة 1284هـ/1867م بسبب ولائه للمصلح خير الدين ولمعارضته مصطفى خزنه دار. وقد أصبح الباي يقلّل من الاجتماع بأفراد مجلسه الخاص، "حتى صاروا - كما كتب ابن أبي الضياف - يأتون في يومي السّبت والاثنين لتقبيل يده فقط، ويأمرهم بالجلوس ريثما يُقبّل من ورائهم يده، ثم ينصرفون. ويقوم الباي لسماع النّوازل، لا دخل لهم في رأي ولا تسمع منهم إشارة إلى مصلحة، حتّى إنّه قال يوما لوزير العمالة أبي الحضياء رستم، لمّا عارضه في أمر يجرّ إلى ضرر: إنّي أمرتك أن تفعل، ولم نأمرك بالتّدبير عليّ". وهذا ما جعل رستم يبارح تونس ولم يعد إليها إلاّ بعد رجوع خير الدّين إلى الحكومة واستصداره عفوا من الباي لفائدة المبعدين. وقد عُيّن سنة 1287هـ/1870م، وزيرا للحربيّة، وقدّم استقالته من هذا المنصب سنة 1295هـ/1878م تضامنا مع صهره خير الدّين الذي عزل من الوزارة الكبرى في 21 جويلية 1877. وما من شك في أنّ رستم يعدّ من بين رجال الاصلاح في عهد خير الدّين. ويشار هنا إلى أنّ انتفاضة 1864 عقبها قمع شديد نال الأجساد والنّفوس والأموال، كما تتابعت الأوبئة والجدب وأفضت سنة 1284هـ/1867م إلى العصيان ومات في أثنائها أكثر من خُمُس التّونسيّين.وممّا يذكر أيضا أنّ رستم أسهم في ترجمة بعض المؤلّفات بالمدرسة الحربيّة بباردو مثل برنامج عسكري ميداني. وقد زار الجنرال رستم عدّة بلدان أوروبيّة وإسلاميّة للنّزهة والاطلاع أو للتّداوي. ثم استقرّ به المطاف بمدينة الاسكندريّة حيث توفّي سنة 1303هـ/1886م.