«داود التلاتلي»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
(أنشأ الصفحة ب' '''التلاتلي (1) (967 هـ‍) (1560 م)''' داود بن ابراهيم التلاتلي الجربي الإباضي، أبو سليمان، العلامة ا...')
 
سطر 51: سطر 51:
 
(2) حسب رواية الشيخ سعيد بن علي الجربي، وفي الباروني، «أول ما قرأت العقيدة عقيدة التوحيد وغيرها على عمنا أبي بكر بن عيسى الباروني» ويظهر أنه تصحيف وتحريف، وليسا أخوين كما يتبادر إلى الذهن.
 
(2) حسب رواية الشيخ سعيد بن علي الجربي، وفي الباروني، «أول ما قرأت العقيدة عقيدة التوحيد وغيرها على عمنا أبي بكر بن عيسى الباروني» ويظهر أنه تصحيف وتحريف، وليسا أخوين كما يتبادر إلى الذهن.
  
(3) بفتح الهمزة والجيم والواو وتشديد النون، لفظ بربري معناه الجنان جمع أجنة وجنة، وهي من أجمل قرى جبل نفوسة، بها عين ثرة تسقي القرية وحدائقها الغناء.  
+
(3) بفتح الهمزة والجيم والواو وتشديد النون، لفظ بربري معناه الجنان جمع أجنة وجنة، وهي من أجمل قرى جبل نفوسة، بها عين ثرة تسقي القرية وحدائقها الغناء.  
  
1) في «مؤنس الأحبة» أن درغوث أمر بصلب التلاتلي في أول الجماديين سنة سبع وتسعين وتسعمائة، هكذا مضبوطة بلسان القلم، والصواب: سنة سبع وستين (بتقديم السين على التاء) وأعاد نفس الخطأ في ص 114 عند الكلام على حملة درغوث الانتقامية من أهل جربة، هذا مع العلم بأن درغوث توفي سنة 973/ 1565، فكيف تصح نسبة أحداث له بعد وفاته بنحو أربع وعشرين سنة؟ وذكر أن الجربيين أرادوا أن تكون جزيرتهم تابعة لحكم الأتراك بتونس، ومن المعروف إن بداية حكمهم كانت سنة 981/ 1573.وغفل عن هذا محقق الكتاب الأستاذ محمد المرزوقي وفي نشرة أكزيقا قيصر Exiga Cesar لمؤنس الأحبة ص 10 أن التلاتلي قتل سنة سبع وستين وتسعمائة، وهذا هو القول المعتمد.
+
(4) في «مؤنس الأحبة» أن درغوث أمر بصلب التلاتلي في أول الجماديين سنة سبع وتسعين وتسعمائة، هكذا مضبوطة بلسان القلم، والصواب: سنة سبع وستين (بتقديم السين على التاء) وأعاد نفس الخطأ في ص 114 عند الكلام على حملة درغوث الانتقامية من أهل جربة، هذا مع العلم بأن درغوث توفي سنة 973/ 1565، فكيف تصح نسبة أحداث له بعد وفاته بنحو أربع وعشرين سنة؟ وذكر أن الجربيين أرادوا أن تكون جزيرتهم تابعة لحكم الأتراك بتونس، ومن المعروف إن بداية حكمهم كانت سنة 981/ 1573.وغفل عن هذا محقق الكتاب الأستاذ محمد المرزوقي وفي نشرة أكزيقا قيصر Exiga Cesar لمؤنس الأحبة ص 10 أن التلاتلي قتل سنة سبع وستين وتسعمائة، وهذا هو القول المعتمد.

مراجعة 17:09، 31 أوت 2019

التلاتلي (1) (967 هـ‍) (1560 م)

داود بن ابراهيم التلاتلي الجربي الإباضي، أبو سليمان، العلامة المحقق.

تحدث عن مراحل حياته العلمية فقال «أول ما قرأت العقيدة عقيدة التوحيد وغيرها على عمنا أبي زكريا عيسى الباروني (2)، ثم قدمت من نفوسه إلى جربة وقرأت بها عند الفقيه أبيالقاسم بن يونس السدويكثسي».ومن شيوخه بجربة العلامة أبو يحيى زكرياء بن إبراهيم الهواري، ثم رحل مرة ثانية إلى جبل نفوسه فأخذ عن أبي يوسف يعقوب بن صالح الجناوي علامة أجناون (#). ولما ارتحل شيخه هذا إلى جربة بقي هو بجبل نفوسة ملازما العلامة إبراهيم بن أحمد من سلالة أبي منصور إلياس التندميري النفوسي الإمام المشهور عامل الإمام أفلح بن عبد الوهاب الرستمي، أخذ عنه المعقول كالمنطق والبيان حتى برع فيها ونبغ ثم ارتحل إلى مصر، وكان موجودا بها في عام 913/ 1507، ولقي بها علي بن إبراهيم الكيلاني بلدا ومنشأ المصري دارا وسكنا، وقرأ عليه ايساغوجي لاثير الدين الأبهري في المنطق. والظاهر أنه ارتحل إلى مصر وهو شاب، ولا ندري أكان ذلك بعد رحلته الأولى إلى جبل نفوسة أم بعد رحلته الثانية. وعند ما عاد إلى جربة انتصب للتدريس والوعظ، وأحرز شهرة وصيتا والتف حوله سكان الجزيرة لما امتاز به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفي سنة 961/ 1554 ارتحل إلى وادي ميزاب فأخذ عن العلامة عيسى بن إسماعيل المليكي الميزابي، وعن الشيخ سعيد بن علي الخيري الجربي الشهير في غرداية بعمي سعيد.

ولما عاد من هذه الرحلة إلى جزيرة جربة التف حوله الناس وأصبح زعيمهم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، المنفذ للأحكام والساهر على أمن الجماهير وراحتها.

ويبدو أنه آخر من تولى رئاسة مجلس العزّابة. وكان لغزارة علمه وقوة شخصيته وصلابة إرادته يبدو وكأنه يقف في الميدان منفردا يتولى جميع الشئون وهذا ما عبر عنه العلامة أبو إسحاق أطفيش بقوله: «حتى كان في مكانته بمنزلة الإمام العامل في تنفيذ الأحكام، والسهر على أمن الأمة وراحتها، والحقيقة أن مجلس العزابة يقوم في طور الكتمان بعمل الحكومة الجمهورية، وشيخ العزابة يكون بمثابة رئيس الجمهورية والإمام العادل ينفذ الأحكام، ويصدر الأوامر ويتولى جميع الشئون التي يقررها المجلس. على أن ظروف الحياة في جربة قد اضطرت مجلس العزابة أن يدخل بعض التعديل على نظامه، فخالف بذلك نظام العزابة المعروف في جبل نفوسه (ليبيا)، ونظام العزابة المعروف عند الإباضية في وادي ميزاب (الجزائر)، وذلك أن المجلس يختار من أعضائه شيخا يسمى شيخ الحكم يسند إليه القيام بالشئون السياسية والدينية تحت استشارة مجلس العزابة. وهذا الشيخ أصبح لا تتوفر فيه شروط العزابة ولا يكون عضوا في الحلقة، وإنما يكون غالبا كإمام دفاع في حالات الحرب، وكواسطة بين الطائفة الإباضية والدول الظالمة لجمع الضرائب بالطريقة التي يقررها مجلس العزابة، ويسلمها لعمال الدولة الحاكمة، وذلك حتى لا يكون التعاون المباشر بين حلقة العزابة والحكام الظالمين.

وهذا التعديل الذي أدت إليه ظروف خاصة في جربة أجري - حسب الظن الغالب -بعد القرن التاسع، للهجرة. ويدل على إجراء هذا التعديل كلمة داود التلاتلي المترجم له حين استجواب درغوث باشا له: «نحن جماعة العزابة ليس بايدينا ولا إلينا تولية الأمراء وعزلهم».

والحقيقة أن مجلس العزابة في جربة بدأ يتخلى ويضعف عن مزاولة اختصاصاته فكانت تسلب منه شيئا فشيئا كما سلبت منه الرئاسة السياسية والمدنية. وقد يتولى في بعض الأحيان بعض كبار العلماء رئاسة المجلس فينتعش كما انتعش في عهد المترجم له. وعهد شيخ المشايخ يونس بن تعاريت وغيرهما. كانت جربة في عهد المترجم له تابعة لحكم درغوث باشا صاحب طرابلس، وارتكب عماله العسف والجور، وحاول أهل جربة جعلها تابعة لحكم تونس (4)، فلما سمع بذلك درغوث باشا جهز حملة عسكرية ونزل ببرج القشتيل، وفتك بالثائرين. وفي ثالث يوم من الهزيمة أتى موسي بن أبي عمر بن أبي الجلود شيخ الحكم إلى المترجم له مع جماعة من الجند فقال له: «لو سرت معنا إلى درغوث لنتكلم مع الضعفاء».فقال له: «نحن جماعة العزابة».فسار معه فكلمه درغوث في مخالفة جربة وما كان من أهلها، فقال له الشيخ التلاتلي: «نحن جماعة العزابة ليس بايدينا ولا إلينا تولية الأمراء ولا عزلهم في هذا الزمان».فقال له درغوث: «بل أنتم أدخلتم (حاصرتم) مسعودا (أي السمومني) وأفسدتم البلاد وفعلتم وفعلتم».فقال الشخ «ما فعلنا إلاّ الخير، ولسنا من أهل الشر، بل الفساد من قبلك لتقديمك الأسافل وغير ذلك».وفي هذا الجواب صدق وجرأة يدلان على شجاعة أدبية كبيرة.

فأخذ درغوث الشيخ وسجنه نحو شهر، ثم قتله لكثرة الطعن فيه من النكرة والحسدة، وذلك في أول جمادى الأولى.

ويبدو من هذا أن المترجم له بمكانته الدينية ورئاسة مجلس العزابة قام بدور كبير في إضرام نار الثورة على حكم درغوث باشا، والتفاوض مع الحكومة بتونس لإرجاع جربة إلى رحابها، يضاف إلى هذا ما قام به خصومه الدينيون (الإباضية النكارة) وخصومه السياسيون من السعايات والدسائس. ودفن في غابة بركوك على تخوم حومة والغ، وأقيم الجامع الذي سمي باسمه حول ضريحه.

[مؤلفاته]

1 - شرح ايساغوجي لأثير الدين الأبهري في المنطق، ط. بالمطبعة الأهلية بتونس سنة 1321/ 1903 في 32 صفحة من القطع المتوسط وط. مرات بعد ذلك.

جاء في خطبته «أما بعد فهذه تقييدات على متن ايساغوجي للشيخ أثير الدين الأبهري - برد الله ثراه وجعل الجنة مأواه - تجري مجرى الحاشية، جمعتها مما تلقيته من لفظ الأستاذ آخر العلماء المتبحرين، قدوة المخلصين، رئيس المحققين، جمال العرب والعجم، أبي الحسن علي بن إبراهيم الكيلاني بلدا ومنشأ، المصري دارا وسكنا، لا زالت رباع العلوم بلطائف نكته مأهولة، وأرحام الحكم بعواطف فكره مبلولة. وكان أول مجلس سمحت به الأيام في قراءتي لهذه الرسالة عنده يوم الأربعاء ثاني عشر صفر المبارك ثاني شهور سنة ثلاث عشرة بعد التسعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، وذلك بالمدرسة الجيعانية بشاطئ بحر النيل ببولاق من أعمال مصر المحروسة».

2 - شرح على الآجرومية. كان عمدة المبتدئين من الإباضية في عصره وبعده. قال الشيخ إبراهيم طفيش: «قل ان نجد ممّن ادركناه لا يحفظه عن ظهر الغيب».

3 - العقيدة «مقدمة التوحيد» للشيخ عمر بن جميع الجربي، ط. مع شرح البدر الشمّاخي بالقاهرة سنة 1353/ 1934 بعناية العلامة المرحوم الشيخ إبراهيم طفيش الذي قال في مقدمته: «وشرح المقدمة هذه مقدمة العقيدة كذلك قل أن نجد ممن أدركناه من العلماء والتلاميذ من لم يكن من محفوظاته وذلك في بلادنا (وادي ميزاب) ولعل الحال في الجزيرة ونفوسة كذلك».

المصادر والمراجع

- الإباضية في موكب التاريخ، الحلقة الثالثة.

- الإباضية في تونس ص 157 - 161.

- السير للشماخي 579 - 582.

- مؤنس الأحبة في أخبار جربة 93 - 94 - 114.

- نظام العزابة عند الإباضية الوهبية في جربة، 218 - 219 - 271 - 304.

- الصادق بن مرزوق جريدة الصباح 1 - 12 - 1966.


الهوامش

(1) نسبة إلى حومة (حارة) التلات بتاءين مثناتين من فوق، ونسب إليها بزيادة لأم بعد التاء الاخيرة على غير قياس، ولعل هذه الصيغة شاعت بعد العصر التركي إذ هم يزيدون اللام قبل ياء النسب فيقولون مثلا جزائرلي بدلا من جزائري. وحومة التلات معروفة في جربة قرب قلالة (بالقاف المعقودة).

(2) حسب رواية الشيخ سعيد بن علي الجربي، وفي الباروني، «أول ما قرأت العقيدة عقيدة التوحيد وغيرها على عمنا أبي بكر بن عيسى الباروني» ويظهر أنه تصحيف وتحريف، وليسا أخوين كما يتبادر إلى الذهن.

(3) بفتح الهمزة والجيم والواو وتشديد النون، لفظ بربري معناه الجنان جمع أجنة وجنة، وهي من أجمل قرى جبل نفوسة، بها عين ثرة تسقي القرية وحدائقها الغناء.

(4) في «مؤنس الأحبة» أن درغوث أمر بصلب التلاتلي في أول الجماديين سنة سبع وتسعين وتسعمائة، هكذا مضبوطة بلسان القلم، والصواب: سنة سبع وستين (بتقديم السين على التاء) وأعاد نفس الخطأ في ص 114 عند الكلام على حملة درغوث الانتقامية من أهل جربة، هذا مع العلم بأن درغوث توفي سنة 973/ 1565، فكيف تصح نسبة أحداث له بعد وفاته بنحو أربع وعشرين سنة؟ وذكر أن الجربيين أرادوا أن تكون جزيرتهم تابعة لحكم الأتراك بتونس، ومن المعروف إن بداية حكمهم كانت سنة 981/ 1573.وغفل عن هذا محقق الكتاب الأستاذ محمد المرزوقي وفي نشرة أكزيقا قيصر Exiga Cesar لمؤنس الأحبة ص 10 أن التلاتلي قتل سنة سبع وستين وتسعمائة، وهذا هو القول المعتمد.