«حمادي الساحلي»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 1: سطر 1:
 
[1928 - 2002م]
 
[1928 - 2002م]
  
ولد المؤرّخ [[حمادي الساحلي]] يوم 16 ماي 1928 ب[[تونس|مدينة تونس]] في حيّ الحلفاوين الشعبي. وقد سهر على تربيته والده أحمد بن الحاج بوبكر الساحلي.
+
ولد المؤرخ [[حمادي الساحلي]] يوم 16 ماي 1928 ب[[تونس|مدينة تونس]] في حيّ الحلفاوين الشعبي. وقد سهر على تربيته والده أحمد بن الحاج بوبكر الساحلي.ولما بلغ سنّ الدراسة التحق أوّلا بكتاب سيدي عبد السلام حيث كان يدرّس الشيخ عبد الجواد البنغازي الذي تعلّم عنه القرآن وقواعد اللّغة العربية. وبعد ذلك التحق بالمدرسة العرفانيّة التابعة للجمعيّة الخيريّة الاسلاميّة بنهج القعّادين، من حي باب سويقة، وهي من أنشط المدارس القرآنية، وهو ما مكّنه من حفظ القرآن. وقد واصل دراسته إلى أنّ أحرز الشهادة الابتدائيّة في جوان .1941
ولما بلغ سنّ الدراسة التحق أوّلا بكتاب سيدي عبد السلام حيث كان يدرّس الشيخ عبد الجواد البنغازي الذي تعلّم عنه القرآن وقواعد اللّغة العربية. وبعد ذلك التحق بالمدرسة العرفانيّة التابعة للجمعيّة الخيريّة الاسلاميّة بنهج القعّادين، من حي باب سويقة، وهي من أنشط المدارس القرآنية، وهو ما مكّنه من حفظ القرآن. وقد واصل دراسته إلى أنّ أحرز الشهادة الابتدائيّة في جوان .1941
 
 
وخلال هذه المرحلة من حياته التلمذية تعلّم مبادئ اللّغتين العربية والفرنسيّة والعلوم الاسلامية عن ثلة من المربين، أمثال الأساتذة محمّد بن جعفر وحمدة البكّوش و[[أحمد خير الدين]] ومحمد بن ثابت والشاذلي معالي وعزّوز القلعي.
 
وخلال هذه المرحلة من حياته التلمذية تعلّم مبادئ اللّغتين العربية والفرنسيّة والعلوم الاسلامية عن ثلة من المربين، أمثال الأساتذة محمّد بن جعفر وحمدة البكّوش و[[أحمد خير الدين]] ومحمد بن ثابت والشاذلي معالي وعزّوز القلعي.
 
وفي مرحلة ثانية اجتاز التلميذ [[حمادي الساحلي]] بتفوّق مناظرة الدخول إلى [[المدرسة الصادقية|المدرسة الصادقيّة]] (جوان 1942) والتحق بها في شهر أكتوبر 1942 ودامت دراسته بها حتى جوان .1948 وبهذه المدرسة تتلمذ لنخبة من الأساتذة الأكفياء فأخذ عن الشيخ [[محمد الزغواني|محمّد الزغواني]] فنّ الخطابة، وعن الشيخ [[محمد البشير النيفر|محمّد البشير النيفر]] علم التوحيد، وعن الشيخ محمد الفاضل بن عاشور علم الكلام والعروض، كما تأثّر بآخرين منهم العربي العنابي و[[محمود المسعدي]] و[[أحمد عبد السلام]] وجلولي فارس...
 
وفي مرحلة ثانية اجتاز التلميذ [[حمادي الساحلي]] بتفوّق مناظرة الدخول إلى [[المدرسة الصادقية|المدرسة الصادقيّة]] (جوان 1942) والتحق بها في شهر أكتوبر 1942 ودامت دراسته بها حتى جوان .1948 وبهذه المدرسة تتلمذ لنخبة من الأساتذة الأكفياء فأخذ عن الشيخ [[محمد الزغواني|محمّد الزغواني]] فنّ الخطابة، وعن الشيخ [[محمد البشير النيفر|محمّد البشير النيفر]] علم التوحيد، وعن الشيخ محمد الفاضل بن عاشور علم الكلام والعروض، كما تأثّر بآخرين منهم العربي العنابي و[[محمود المسعدي]] و[[أحمد عبد السلام]] وجلولي فارس...

مراجعة 14:00، 28 ديسمبر 2016

[1928 - 2002م]

ولد المؤرخ حمادي الساحلي يوم 16 ماي 1928 بمدينة تونس في حيّ الحلفاوين الشعبي. وقد سهر على تربيته والده أحمد بن الحاج بوبكر الساحلي.ولما بلغ سنّ الدراسة التحق أوّلا بكتاب سيدي عبد السلام حيث كان يدرّس الشيخ عبد الجواد البنغازي الذي تعلّم عنه القرآن وقواعد اللّغة العربية. وبعد ذلك التحق بالمدرسة العرفانيّة التابعة للجمعيّة الخيريّة الاسلاميّة بنهج القعّادين، من حي باب سويقة، وهي من أنشط المدارس القرآنية، وهو ما مكّنه من حفظ القرآن. وقد واصل دراسته إلى أنّ أحرز الشهادة الابتدائيّة في جوان .1941 وخلال هذه المرحلة من حياته التلمذية تعلّم مبادئ اللّغتين العربية والفرنسيّة والعلوم الاسلامية عن ثلة من المربين، أمثال الأساتذة محمّد بن جعفر وحمدة البكّوش وأحمد خير الدين ومحمد بن ثابت والشاذلي معالي وعزّوز القلعي. وفي مرحلة ثانية اجتاز التلميذ حمادي الساحلي بتفوّق مناظرة الدخول إلى المدرسة الصادقيّة (جوان 1942) والتحق بها في شهر أكتوبر 1942 ودامت دراسته بها حتى جوان .1948 وبهذه المدرسة تتلمذ لنخبة من الأساتذة الأكفياء فأخذ عن الشيخ محمّد الزغواني فنّ الخطابة، وعن الشيخ محمّد البشير النيفر علم التوحيد، وعن الشيخ محمد الفاضل بن عاشور علم الكلام والعروض، كما تأثّر بآخرين منهم العربي العنابي ومحمود المسعدي وأحمد عبد السلام وجلولي فارس... وفي نهاية التعليم الثانوي حصل على شهادة ختم الدروس بالمدرسة الصادقيّة والجزء الأوّل من الباكالوريا سنة 1948 والجزء الثاني سنة .1949 وبعد تخرّجه في هذه المدرسة، تولّى التدريس بالفرع الابتدائي التابع لها في السنة الدراسية 1949 - .1950 وبتشجيع من شقيقه محمود الخياري تحول الساحلي إلى فرنسا لاتمام دراسته العليا (أكتوبر 1950). وفي أثناء مزاولته السنة الأولى في كلية الاداب (الصربون) بباريس لاعداد شهادة الدراسات الأدبية العامة، التقى بعض الطلبة التونسيين أمثال أحمد القصاب والمنجي حمزة... ولم يتفرّغ فقط للدراسة، بل انخرط منذ وصوله بشعبة الحزب الدستوري الجديد بباريس التي كان يرأسها محمّد المصمودي، كما أصبح من العناصر الناشطة ضمن "جمعيّة طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفرنسا". رجع إلى تونس في جوان 1951 ثمّ عاد إلى باريس في شهر أكتوبر من السنة نفسها وحصل على شهادة التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة الصرّبون (أكتوبر 1952) ثم في السنة الموالية على شهادة التاريخ الوسيط (أكتوبر 1953) ثمّ قرّر الانتقال إلى جامعة Aix - en - Provence في جنوب فرنسا لاعداد شهادة الجغرافيا، وقد حصل على شهادة الجغرافيا العامة وشهادة الجغرافيا الاقليمية في شهر أكتوبر .1954

وقد التقى في هذه الفترة بالطالب عبد المجيد شاكر - وكان يدرس الحقوق - وأسس معه شعبة دستوريّة تجمع الطلبة والعملة التونسيين الموجودين بمدينة مرسيليا ومنطقة آكس. وتولّى الساحلي رئاسة هذه الشعبة في حين انتخب أحمد السنوسي كاتبا عاما لها، كما شارك في تأسيس ودادية التونسييّن بآكس التي ترأسها البشير حواص. وتمكن حمادي الساحلي من ربط علاقات بطلبة وأساتذة فرنسيين حقوقيين وأسّس معهم حلقة دراسيّة أطلق عليها اسم "حلقة دراسة مشكلات ما وراء البحار" بإشراف أستاذ الجغرافيا "إزنار" ,«Isnard» وقد انضمّ إلى هذه الحلقة عدّة طلبة فرنسيين يساريين وطلبة شمال إفريقيا وإفريقيا السوداء. وفي الوقت نفسه شارك الساحلي نيابة عن الشعبة الدستورية بآكس مرسيليا في المؤتمر الذي عقدته الجامعة الدستورية بباريس، وأصبح من نوابها. وتوّج الساحلي نشاطه بتشكيل عدد من اللّجان لدراسة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي ينبغي إقامته بتونس بعد حصولها على الاستقلال الداخلي، وقد عبّر عن ذلك في جملة من التقارير أرسلها إلى الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري الجديد. وعاد الساحلي إلى تونس في آخر شهر جوان 1955 وقد حصل على الاجازة في التاريخ والجغرافيا. وعمل في خطّة عون وقتي في القباضة المالية التابعة لبلدية تونس ثمّ عيّن في شهر سبتمبر 1955 أستاذا للتاريخ والجغرافيا بالمعهد الثانوي للذكور بسوسة ابتداء من شهر أكتوبر من السنة نفسها. وفي أكتوبر 1958 نقل في الخطة نفسها إلى المدرسة الصادقية. وفي السنة الدراسية 1958 - 1959 أسهم في أعمال اللجنة التي أشرفت على إرساء نظام التعليم بتونس المستقلة، وتحدّدت مهمته في التنسيق بين مختلف البرامج وضبط الوثائق والعمل على نشرها. واعتبارا من شهر جوان 1960 تقلّد عدة

وظائف إدارية:

  • كاتب عام للجامعة التونسية من سنة 1968 إلى .1973
  • كاتب عام لكلّية الاداب والعلوم الانسانية بتونس بين 1973 و.1978
  • رئيس ديوان وزير الثقافة محمد اليعلاوي ومدير العلاقات الخارجية بوزارة الشؤون الثقافيّة بين 1978 - .1981
  • وفي جوان 1981 عيّن مديرا مستشارا بالشركة التونسية السعودية للاستثمارالانمائي وقد اضطلع بهذه المهمّة إلى تاريخ وفاته.

وإلى جانب هذه المهام الادارية تولّى حمادي الساحلي تدريس اللغة الفرنسية والترجمة بالمدرسة العليا للحقوق عندما أشرف محمّد المالقي على إدارتها، وبالكلية الزيتونية لما كان عميدها الشيخ محمد الفاضل بن عاشور ثم من بعده الشيخ الحبيب ابن الخوجة. وبالاضافة إلى ذلك اضطلع حمادي الساحلي بتدريس تاريخ الحركة الوطنية بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار والمدرسة القومية للادارة ومدرسة الأركان العسكرية. هذا وقد أسهم منذ الستينات في مناشط الكثير من المنظمات والجمعيات الثقافية مثل اللجنة الثقافية الوطنية والنادي الثقافي أبي القاسم الشابي وجمعية الدراسات الدولية ونادي دار المربّي وجمعية قدماء الصادقية التي انضمّ إلى هيئتها المديرة بداية من سنة 1995 وأصبح فيما بعد نائبا لرئيسها فؤاد المبزّع، وأسهم في إصدار المجلة الصادقية بداية من شهر ديسمبر 1995 وكان من هيئة تحريرها. ولمّا كان الأستاذ حمادي الساحلي مواكبا وفاعلا في الحركة الثقافيّة، فقد عمل طيلة العشرين سنة الأخيرة على إغناء المكتبة التاريخيّة بالخصوص، وقد أعانه على ذلك اتساع ثقافته المرتبطة بتاريخ الحركة الوطنية ودرايته بعلاقة تونس بمحيطها العربي الاسلامي والمتوسطي، إضافة إلى معاصرته لمجمل الأحداث التي عاشتها البلاد التونسية في النصف الثاني من القرن العشرين.وقد تنوّعت أعمال حمادي الساحلي بين التأليف والتحقيق والترجمة، وقد تكاملت هذه الشواغل الثلاثة لتسهم في حفظ الذاكرة الوطنية وإبراز معالمها (قرابة 30 كتابًا، وأكثر من 60 فصلا ومقالة) .