«حسين الجزيري»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 1: سطر 1:
 
[1888 - 1974م]
 
[1888 - 1974م]
 
   
 
   
اختلف الدّارسون في تاريخ ولادة هذا الأديب والرّاجح أنه ولد سنة 1888. ينحدر من عائلة تركية استقرّت مدّة طويلة بالجزائر ومن ذلك جاء لقب "الجزيري"، هاجرت عائلته إلى تونس عقب الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830) واتخذت حيّ الحلفاوين الشعبي الواقع في قلب العاصمة التونسية مستقرّا لها.
+
اختلف الدارسون في تاريخ ولادة هذا الأديب والرّاجح أنه ولد سنة 1888. ينحدر من عائلة تركية استقرّت مدّة طويلة بالجزائر ومن ذلك جاء لقب "الجزيري"، هاجرت عائلته إلى تونس عقب الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830) واتخذت حيّ الحلفاوين الشعبي الواقع في قلب العاصمة التونسية مستقرّا لها.
 
تعلّم الجزيري بأحد كتاتيب الزّاوية البكرية ثمّ التحق بجامع الزّيتونة واختصّ بملازمة الشيخ عثمان المكّي التوزري صاحب كتاب المرآة لاظهار الضلالات الذي حارب فيه بدع الطرق الصوفيّة وشعوذاتها، وصاحب جريدة "بوقشّة" الفكاهيّة النقديّة.انقطع الجزيري عن متابعة التحصيل العلمي ب[[جامع الزيتونة]] بعد أن رُفت بسبب انضمامه إلى صفوف الداعين إلى إصلاح التعليم بالجامع سنة 1910. عرف حياة اللّهو لمدّة قصيرة بعد مغادرته لجامع الزيتونة، ولكنّ ذلك لم يصرفه عن توسيع ثقافته ومداركه بالانكباب على المطالعة وحضور النوادي الأدبية ب[[الجمعية الخلدونية]] أو بالنوادي الخاصّة.
 
تعلّم الجزيري بأحد كتاتيب الزّاوية البكرية ثمّ التحق بجامع الزّيتونة واختصّ بملازمة الشيخ عثمان المكّي التوزري صاحب كتاب المرآة لاظهار الضلالات الذي حارب فيه بدع الطرق الصوفيّة وشعوذاتها، وصاحب جريدة "بوقشّة" الفكاهيّة النقديّة.انقطع الجزيري عن متابعة التحصيل العلمي ب[[جامع الزيتونة]] بعد أن رُفت بسبب انضمامه إلى صفوف الداعين إلى إصلاح التعليم بالجامع سنة 1910. عرف حياة اللّهو لمدّة قصيرة بعد مغادرته لجامع الزيتونة، ولكنّ ذلك لم يصرفه عن توسيع ثقافته ومداركه بالانكباب على المطالعة وحضور النوادي الأدبية ب[[الجمعية الخلدونية]] أو بالنوادي الخاصّة.
 
احترف العمل الصحافي قبل الحرب العالمية الأولى، فكان محرّرا بجريدة "اللّواء" التونسية (1910) و"المنار" و"المضحك" و"جحا" كما عمل مراسلا لجريدة "الفاروق" الجزائرية ذات النزعة المعادية للاستعمار الفرنسي.أصدر في 12 فيفري 1921 جريدة "النديم" ذات الاتجاه الأدبي الهزلي الهادف إلى الاصلاح الاجتماعي وتحمّل أعباء إدارتها وتحريرها بمفرده مدّة 22 عاما. "ووجّهها لخدمة المبدإ الوطني الدستوري وفكرة الاصلاح الديني والاجتماعي فأسّس روح الأدب العربي لتناول صور الحياة الماثلة بالتهكم والنقد، وأبدع في التلاعب بالألفاظ والتراكيب والأبيات والأمثال ومزج روح النقد الجدي بالدّعابة والتنكيت فجدّد للنثر العربي روحه ومرونته" ([[ابن عاشور]]، الحركة الأدبية والفكرية في تونس، [[المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون - بيت الحكمة|بيت الحكمة]]، 2009, ص 184).  
 
احترف العمل الصحافي قبل الحرب العالمية الأولى، فكان محرّرا بجريدة "اللّواء" التونسية (1910) و"المنار" و"المضحك" و"جحا" كما عمل مراسلا لجريدة "الفاروق" الجزائرية ذات النزعة المعادية للاستعمار الفرنسي.أصدر في 12 فيفري 1921 جريدة "النديم" ذات الاتجاه الأدبي الهزلي الهادف إلى الاصلاح الاجتماعي وتحمّل أعباء إدارتها وتحريرها بمفرده مدّة 22 عاما. "ووجّهها لخدمة المبدإ الوطني الدستوري وفكرة الاصلاح الديني والاجتماعي فأسّس روح الأدب العربي لتناول صور الحياة الماثلة بالتهكم والنقد، وأبدع في التلاعب بالألفاظ والتراكيب والأبيات والأمثال ومزج روح النقد الجدي بالدّعابة والتنكيت فجدّد للنثر العربي روحه ومرونته" ([[ابن عاشور]]، الحركة الأدبية والفكرية في تونس، [[المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون - بيت الحكمة|بيت الحكمة]]، 2009, ص 184).  

مراجعة 13:58، 28 ديسمبر 2016

[1888 - 1974م]

اختلف الدارسون في تاريخ ولادة هذا الأديب والرّاجح أنه ولد سنة 1888. ينحدر من عائلة تركية استقرّت مدّة طويلة بالجزائر ومن ذلك جاء لقب "الجزيري"، هاجرت عائلته إلى تونس عقب الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830) واتخذت حيّ الحلفاوين الشعبي الواقع في قلب العاصمة التونسية مستقرّا لها. تعلّم الجزيري بأحد كتاتيب الزّاوية البكرية ثمّ التحق بجامع الزّيتونة واختصّ بملازمة الشيخ عثمان المكّي التوزري صاحب كتاب المرآة لاظهار الضلالات الذي حارب فيه بدع الطرق الصوفيّة وشعوذاتها، وصاحب جريدة "بوقشّة" الفكاهيّة النقديّة.انقطع الجزيري عن متابعة التحصيل العلمي بجامع الزيتونة بعد أن رُفت بسبب انضمامه إلى صفوف الداعين إلى إصلاح التعليم بالجامع سنة 1910. عرف حياة اللّهو لمدّة قصيرة بعد مغادرته لجامع الزيتونة، ولكنّ ذلك لم يصرفه عن توسيع ثقافته ومداركه بالانكباب على المطالعة وحضور النوادي الأدبية بالجمعية الخلدونية أو بالنوادي الخاصّة. احترف العمل الصحافي قبل الحرب العالمية الأولى، فكان محرّرا بجريدة "اللّواء" التونسية (1910) و"المنار" و"المضحك" و"جحا" كما عمل مراسلا لجريدة "الفاروق" الجزائرية ذات النزعة المعادية للاستعمار الفرنسي.أصدر في 12 فيفري 1921 جريدة "النديم" ذات الاتجاه الأدبي الهزلي الهادف إلى الاصلاح الاجتماعي وتحمّل أعباء إدارتها وتحريرها بمفرده مدّة 22 عاما. "ووجّهها لخدمة المبدإ الوطني الدستوري وفكرة الاصلاح الديني والاجتماعي فأسّس روح الأدب العربي لتناول صور الحياة الماثلة بالتهكم والنقد، وأبدع في التلاعب بالألفاظ والتراكيب والأبيات والأمثال ومزج روح النقد الجدي بالدّعابة والتنكيت فجدّد للنثر العربي روحه ومرونته" (ابن عاشور، الحركة الأدبية والفكرية في تونس، بيت الحكمة، 2009, ص 184). خصّص الجزيري جريدته لمناصرة الاتجاه الاصلاحي وللدفاع عن الحزب الدّستوري القديم الذي كان نصيرا له ومدافعا عنه طيلة حياته.

كتب الجزيري المقالة الصحفية والمقامة ونظم الشعر واشتغل مؤلّفا وملقّنا مسرحيا، وأسهم في إنتاج عدّة برامج إذاعية، وكان أسلوبه في كلّ ذلك ساخرا متهكّما "يستخرج الضحك من روح الألم ويتخيّر الألفاظ ذات الوقع المطلوب من العربية الفصحى أو العاميّة، ومدار شعره ونثره على روح الكفاح السياسي والاصلاح الاجتماعي" (محمد الفاضل ابن عاشور، الحركة الأدبية والفكرية في تونس، بيت الحكمة، ص ص 190-191). ساعد الكثيرين على دخول معترك الحياة الصّحفية، إذ يذكر أحمد توفيق المدني (حياة كفاح ج1) أن الجزيري كان صاحب الفضل في دخوله مجال الكتابة الصحافيّة. عرف السّجن والمراقبة الأمنية بسبب مواقفه المناوئة للاستعمار الفرنسي وانتمائه إلى الحزب الدستوري القديم. دارت بينه وبين مخالفيه سجالات حادّة، أشهرها ما حصل بينه وبين محمود بيرم التونسي صاحب "الزمان" وسعيد أبي بكر المحرّر بجريدة "النهضة"، كشفت هذه السّجالات عن سخريته اللاّذعة وعن حدّة طبعه التي خرجت أحيانا عن دائرة الموضوعية والاتّزان، لتصل إلى أسلوب التكفير والتبديع المعبّريْن عن تعصّبه لارائه وأفكاره، وعدم قبوله للرأي المخالف، وتجاوزت هذه السجالات البلاد التونسية لتصل إلى الجزائر مع محمد سعيد الزّاهري صاحب جريدة "البرق" الصادرة بالجزائر سنة 1927. ويتأكّد - ممّا تقدّم - ما ذكره عمر بن قفصية في كتابه أضواء على الصحافة التونسية وزين العابدين السّنوسي في كتابه الأدب التونسي في القرن 14 هـ. من أنّ حسين الجزيري جمع في شخصيته بين خصائص متعدّدة ومختلفة تصل إلى تخوم التناقض. فهو إلى جانب ما عُرف عنه من روح المرح والدّعابة والفكاهة، رجل حادّ الطبع صارم المواقف ذو "إرادة حديديّة لا تهرمها الأيام وتكهمها (تضعفها) اللّيالي، وذلك سرّ دوامها وانتظامها" (السنوسي). التحق بعد الاستقلال بالاذاعة الوطنية وألقى بها عدّة مسامرات ومحاضرات إلى جانب عمله مراقبا أدبيّا للروايات والبرامج الأدبية. توفّي الجزيري سنة 1974 بعد حياة زاخرة بالكفاح السياسي والعطاء الأدبي.

من آثاره :

  • ديوان شعر (جمعه وقدّم له الحبيب شيبوب) وتناوله بالدّراسة الأزهر الزنّاد في رسالة جامعية بعنوان "فنيات الهزل في ديوان حسين الجزيري" (كلية الاداب منوبة 1982).
  • رسالة "تنبيه الغلام إلى شيم الكرام" (في الاصلاح الاجتماعي، مطبوعة).
  • مجموعة من المقامات والمقالات الصّحفية والمسامرات الاذاعية والمسرحيات التي مازالت تمثّل مجالا خصبا للبحث.