«حسان بن النعمان الغساني»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 1: سطر 1:
 
[توفي بعد 80هـ/699 - 700م]
 
[توفي بعد 80هـ/699 - 700م]
  
[[حسان بن النعمان الغساني|حسّان بن النعمان الغسّاني]]، قائد أموي اضطلع بدور حاسم في دعم غزو [[إفريقية|إفريقيّة]] واقتحام [[قرطاج]] والتغلّب في النّهاية على [[الكاهنة]]، إلاّ أنّنا نصطدم في تتبع أعماله، بقلّة الضبط الزمني، وبعدّة تناقضات. والتاريخ الزمني الذي أثبته أقدم الاخباريين أي ابن عبد الحكم وابن قتيبة المنحول، والذي أكّده ابن عساكر، هو التّاريخ الأقرب إلى المعقول. فهو يتماشى والتتابع المنطقي للأحداث ويسمح بتجنّب التناقضات.
+
[[حسان بن النعمان الغساني|حسان بن النعمان الغساني]]، قائد أموي اضطلع بدور حاسم في دعم غزو [[إفريقية|إفريقيّة]] واقتحام [[قرطاج]] والتغلّب في النّهاية على [[الكاهنة]]، إلاّ أنّنا نصطدم في تتبع أعماله، بقلّة الضبط الزمني، وبعدّة تناقضات. والتاريخ الزمني الذي أثبته أقدم الاخباريين أي ابن عبد الحكم وابن قتيبة المنحول، والذي أكّده ابن عساكر، هو التّاريخ الأقرب إلى المعقول. فهو يتماشى والتتابع المنطقي للأحداث ويسمح بتجنّب التناقضات.
 
لقي زهير بن قيس البلوي حتفه سنة 69هـ/688 - 689م، وهو يقاتل الرّوم بعد انسحابه من [[إفريقية|إفريقيّة]]. ولم يتمكن عبد الملك بن مروان المشغول بصراعه للخليفة، المضاد عبد اللّه بن الزبير، من أن يعوّضه على الفور بخلف. ولكن في سنة 73هـ/692 - 693م، هزم ابن الزبير وقتل، واستؤنفت الحرب مع البيزنطيين. وهكذا فهذا التّاريخ هو بلا شكّ الذي أرسل فيه حسان مع جيش قوي لاعادة غزو [[إفريقية|إفريقيّة]]. وبعد أن استولى على [[قرطاج]] واجتاحها، وركب سكّانها البحر إلى صقليّة، طارد الروم وحلفاءهم البربر في جهة [[بنزرت]]. وبعد أن قهرهم من جديد، قذف بالرّوم إلى [[باجة]] (Vaga) حيث تحصّنوا، وبالبربر إلى بونة. وإثر توقفه ب[[القيروان]]، سار إلى قتل [[الكاهنة]] وجانب قلعة المجانة دون مهاجمتها وذهب ليتعرّض إلى انكسار كامل على ضفاف المسكيانة.
 
لقي زهير بن قيس البلوي حتفه سنة 69هـ/688 - 689م، وهو يقاتل الرّوم بعد انسحابه من [[إفريقية|إفريقيّة]]. ولم يتمكن عبد الملك بن مروان المشغول بصراعه للخليفة، المضاد عبد اللّه بن الزبير، من أن يعوّضه على الفور بخلف. ولكن في سنة 73هـ/692 - 693م، هزم ابن الزبير وقتل، واستؤنفت الحرب مع البيزنطيين. وهكذا فهذا التّاريخ هو بلا شكّ الذي أرسل فيه حسان مع جيش قوي لاعادة غزو [[إفريقية|إفريقيّة]]. وبعد أن استولى على [[قرطاج]] واجتاحها، وركب سكّانها البحر إلى صقليّة، طارد الروم وحلفاءهم البربر في جهة [[بنزرت]]. وبعد أن قهرهم من جديد، قذف بالرّوم إلى [[باجة]] (Vaga) حيث تحصّنوا، وبالبربر إلى بونة. وإثر توقفه ب[[القيروان]]، سار إلى قتل [[الكاهنة]] وجانب قلعة المجانة دون مهاجمتها وذهب ليتعرّض إلى انكسار كامل على ضفاف المسكيانة.
 
واضطر وقد طورد والسيف يتهدده إلى [[قابس]]، إلى الانسحاب من [[إفريقية|إفريقيّة]]، وذهب لينتظر أوامر الخليفة بقصور حسّان، على أربع مراحل شرقي طرابلس، وقد سميّت كذلك للتذكير به. وقد سبب سقوط [[قرطاج]] انفعالا كبيرا ببيزنطة. فأرسل الأمبراطور ليونتيوس Léontius الذي أطاح بجوستنيان الثاني Justinien II سنة 695م، البطريق جان فخزك مع أسطول قوي لاستعادة المدينة، وذلك بعد جلاء حسّان عن [[إفريقية|إفريقيّة]]. وقد بقي حسّان ثلاث سنوات في البلاد الطرابلسيّة. ثمّ عاد إلى الهجوم بجيش جديد، حوالي سنة 78هـ/697 - 698م، وبدعم من بعض جماعات البربر الغاضبين من سياسة [[الكاهنة]].
 
واضطر وقد طورد والسيف يتهدده إلى [[قابس]]، إلى الانسحاب من [[إفريقية|إفريقيّة]]، وذهب لينتظر أوامر الخليفة بقصور حسّان، على أربع مراحل شرقي طرابلس، وقد سميّت كذلك للتذكير به. وقد سبب سقوط [[قرطاج]] انفعالا كبيرا ببيزنطة. فأرسل الأمبراطور ليونتيوس Léontius الذي أطاح بجوستنيان الثاني Justinien II سنة 695م، البطريق جان فخزك مع أسطول قوي لاستعادة المدينة، وذلك بعد جلاء حسّان عن [[إفريقية|إفريقيّة]]. وقد بقي حسّان ثلاث سنوات في البلاد الطرابلسيّة. ثمّ عاد إلى الهجوم بجيش جديد، حوالي سنة 78هـ/697 - 698م، وبدعم من بعض جماعات البربر الغاضبين من سياسة [[الكاهنة]].

مراجعة 13:56، 28 ديسمبر 2016

[توفي بعد 80هـ/699 - 700م]

حسان بن النعمان الغساني، قائد أموي اضطلع بدور حاسم في دعم غزو إفريقيّة واقتحام قرطاج والتغلّب في النّهاية على الكاهنة، إلاّ أنّنا نصطدم في تتبع أعماله، بقلّة الضبط الزمني، وبعدّة تناقضات. والتاريخ الزمني الذي أثبته أقدم الاخباريين أي ابن عبد الحكم وابن قتيبة المنحول، والذي أكّده ابن عساكر، هو التّاريخ الأقرب إلى المعقول. فهو يتماشى والتتابع المنطقي للأحداث ويسمح بتجنّب التناقضات. لقي زهير بن قيس البلوي حتفه سنة 69هـ/688 - 689م، وهو يقاتل الرّوم بعد انسحابه من إفريقيّة. ولم يتمكن عبد الملك بن مروان المشغول بصراعه للخليفة، المضاد عبد اللّه بن الزبير، من أن يعوّضه على الفور بخلف. ولكن في سنة 73هـ/692 - 693م، هزم ابن الزبير وقتل، واستؤنفت الحرب مع البيزنطيين. وهكذا فهذا التّاريخ هو بلا شكّ الذي أرسل فيه حسان مع جيش قوي لاعادة غزو إفريقيّة. وبعد أن استولى على قرطاج واجتاحها، وركب سكّانها البحر إلى صقليّة، طارد الروم وحلفاءهم البربر في جهة بنزرت. وبعد أن قهرهم من جديد، قذف بالرّوم إلى باجة (Vaga) حيث تحصّنوا، وبالبربر إلى بونة. وإثر توقفه بالقيروان، سار إلى قتل الكاهنة وجانب قلعة المجانة دون مهاجمتها وذهب ليتعرّض إلى انكسار كامل على ضفاف المسكيانة. واضطر وقد طورد والسيف يتهدده إلى قابس، إلى الانسحاب من إفريقيّة، وذهب لينتظر أوامر الخليفة بقصور حسّان، على أربع مراحل شرقي طرابلس، وقد سميّت كذلك للتذكير به. وقد سبب سقوط قرطاج انفعالا كبيرا ببيزنطة. فأرسل الأمبراطور ليونتيوس Léontius الذي أطاح بجوستنيان الثاني Justinien II سنة 695م، البطريق جان فخزك مع أسطول قوي لاستعادة المدينة، وذلك بعد جلاء حسّان عن إفريقيّة. وقد بقي حسّان ثلاث سنوات في البلاد الطرابلسيّة. ثمّ عاد إلى الهجوم بجيش جديد، حوالي سنة 78هـ/697 - 698م، وبدعم من بعض جماعات البربر الغاضبين من سياسة الكاهنة. وهُزمت الكاهنة ولقيت حتفها في المعركة. ثمّ استولى من جديد، على قرطاج التي أخليت في الوقت المناسب من المدافعين عنها، واجتيحت. وعاد حسّان بعد أن عزله عبد العزيز بن مروان، شقيق الخليفة وحاكم مصر، وعوّضه بمولاه موسى بن نصير (صفر 79/أفريل - ماي 698) إلى المشرق. وعند مروره بمصر، افتكّت جميع الغنائم التي جمعها بإفريقيّة منه. وتوفيّ وهو يحارب الرّوم سنة 80هـ/699 - 700م. وتسجّل حملات حسّان الدّعم النهائي للغزو العربي. ويعود إليه فضل التأسيس لدار الصناعة بتونس، بأمر الخليفة المهتمّ بتكوين أسطول قوي، وإعادة بناء الجامع الكبير بالقيروان بمواد أمتن. وقد حاول أيضا - وهو يقلّد في ذلك الجهد المبذول آنذاك في المشرق - أن يجهز إفريقيّة بإدارة ناجعة، ولكي يضمن محالفة البربر وولاءهم، جعلهم يشاركون في الفيء، وبوجه خاصّ في تقسيم الأراضي.