جلال الدين النقاش

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1910 - 1989م]

ولد جلال الدين النقّاش في 22 جويلية 1910 بتونس وبها توفّي في 7 أفريل 1989. حفظ القرآن في الكتّاب ثمّ التحق بجامع الزيتونة سنة 1923 وأحرز شهادة التطويع سنة 1932, ثمّ تخرّج في مدرسة كان يعتزّ بالانتساب إليها وهي مدرسة الكرم حيث تتلمذ للشاعرين الشاذلي خزنه دار ومصطفى آغة. وفي سنة 1934 شارك في مناظرة للفوز بخطّة إداريّة في جمعية الأوقاف فكتب مقالة دلّت على ثقافته وسعة اطّلاعه وختمها بأبيات ارتجلها وسجّل بها تفوّقه على مناظريه. وقضى ربع قرن من حياته في هذه المؤسّسة وترقّى في خططها. وكانت الادارة المركزية لجمعية الأوقاف تضمّ "موظّفين سامين لهم ثقافة عالية وحنكة ودراية عميقة، تربطهم رابطة الصداقة والودّ والسعي إلى التزوّد بالعلم والمعرفة من الكتب التي يتداولونها والصحف التي يطالعونها والمقالات التي يكتبونها والمحرّرات إن لم نقل المؤلّفات التي ينشرونها كاتبين أو مؤلفين أو محقّقين" (محمود شمّام، أعلام من الزيتونة. ص 152). ومن هؤلاء المثقّفين شيخ الأدباء محمد العربي الكبادي والعلاّمة الموثّق محمد الطاهر بن العربي وعلي بن رمضان الذي شارك في معركة إصلاح التعليم بالزيتونة وحوادث التجنيس ومحمّد شمّام محقّق "المؤنس" وغيره من المؤلّفات والبهلي النيّال ومحمد ماضور ومحمد صالح المهيدي المؤرّخ ونور الدين بن محمود صاحب "الثريّا" وغيرهم. ويرجع الفضل في نضج جلال الدين النقّاش وتفرّغه للشعر والنّثر إلى هذا المحيط الثقافي حيث "كان النقد وكانت المساجلات الشعرية وتبادل الكتب والوثائق والصحف والمجلاّت والانتساب إلى الجمعيّات وتنشيطها وإلقاء المحاضرات وشهود المسامرات وتمضية السهرات في رحاب المسرح البلدي ثمّ الحديث عنها نقدا ومدحا". (أعلام من الزيتونة، ص 153).

وبعد أن حلّت جمعيّة الأوقاف في سنة 1957 عمل جلال الدين النقّاش في قطاع التربية القوميّة ثمّ في وزارة العدل. وظلّ وفيّا لشيوخه وأصدقائه يخلّد ذكراهم بشعر رقيق كان يرتجله في حينه.وإلى جانب سرعة بديهته وقدرته على الارتجال، كان يؤرّخ الأحداث، خاصّة في المراثي، بتعويض الأرقام بالحروف في جمل تغطّي المعاني، مع اعتماد الحساب. وهو لون من البديع عرف به قبله محمود قابادو والشاذلي خزنه دار. ولئن اشتهر النقّاش بشعره الغنائي الذي كان يمتاز بالرقّة وعمق التأمّل وشفافيّة الصورة (خواطر، سرّ الدموع، طارق المشيب...) فإنّه كان متنوّع المواهب، إذ نظم في الزّجل، وكان له نشاط مسرحيّ تمثيلا وتلقينا وتأليفا وإدارة، وكان مسامرا شيّق الحديث في الاذاعة التونسيّة غداة تأسيسها سنة 1938, وكان أيضا شغوفا بالرياضة، كما كان عضوا في النادي الأدبي للمعهد الرشيدي وجمعيّة الاتّحاد المسرحيّ، ونشر في عدّة جرائد ك"الصواب" و"النديم" و"الزهرة" و"النهضة" و"العمل" و"الصباح" وعدّة مجلاّت ك"العالم الأدبي" و"الثريّا" و"المباحث" و"الندوة".