جزيرة جالطة

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
جزيرة جالطة

يقع أرخبيل جالطة شمال البلاد التونسية في عرض البحر الأبيض المتوسط ويعتبر الأرخبيل آخر نقطة في تونس والقارة الإفريقية شمالا، يتكون الأرخبيل من ست جزر رئيسية: هي جالطة ، الفوشال، جاليطون، وجزر الكلاب الثلاث وهي القالو، البولاسترو والقالينا. تبلغ مساحة الأرخبيل الجملية 808 هكتارا.

وتعتبر جزيرة جالطة أكبر جزر هذا الأرخبيل، تتبع إداريا ولاية بنزرت حيث تبعد عن شواطئها حوالي 81كيلومترا في حين تبعد عن سواحل مدينة طبرقة 64 كيلومترا شرقا. تبلغ مساحتها سبع كيلومترات ونصف وتمتد طولا على مساحة خمسة كيلومترات وعرضا على مساعدة ثلاثة كيلومترات ويبلغ أقصى ارتفاع فيها 391 مترا فوق سطح البحر تمتاز تضاريسها بالوعورة والانحدار الشديد أما مناخها فمعتدل يشهد هبوب الرياح الشمالية الغربية المعروفة في مصطلح البحَّارة برياح الشرش لذلك تمثال ملجأ طبيعيا للبحارة والصيادين. كما تمثل الجزيرة ملجأ للعديد من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض وخاصة فقمة الراهب المتوسطية Le phoque moine التي تلجأ إلى مغامراتها وهي اليوم مهددة بالانقراض حيث لم يتبق في الجزيرة سوى عدد ضئيل يترواح بين ثلاث او ست فقمات.

الملاجئ الأخيرة لفقمة الراهب في البحر الأبيض المتوسط

كما تمتاز الجزيرة بغطاء نباتي يتكون من نباتات نادرة ولذلك أدرجتها الدولة التونسية ضمن المحميات الطبيعية باعتبارها مدخرا طبيعيا بحريا وبرئاسة وذلك سنة 1980،كما أدرجت ضمن المحميات الطبيعية الدولية.لذلك يحجر الصيد فيها .وإلى ذلك تعتبر جزيرة جالطة منطقة عسكرية يحجر الوصول إليها دون الحصول على ترخيص من وزارات الدفاع والداخلية والفلاحة.

فقمة الراهب المتوسطية

ولئن لم تحض جزيرة جالطة بحفريات أثرية فإن بعض المكتشفات الأثرية الظاهرة بفعل العوامل الطبيعية تشير إلى أن الجزيرة كانت مأهولة منذ القدم حيث توجد بها بعض القبور الفينيقية وبعض الآثار الرومانية. اما في العصر الحديث فقد سكنتها إبان الإستعمار عائلات إيطالية في القرن التاسع عشر بنوا فيها مساكن ومدرسة وكنيسة ثم غادروها بعد جلاء المستعمر بعد أن قررت تونس سنة 1964 تأميم أملاك المعمرين. وتقيم بها حاليا بعض العائلات التي تعتاش من تربية الماشية وبعض مهندسي وزارة الفلاحة المشرفين على المحمية الطبيعية.

الحبيب بورقيبة في منفاه في جزيرة جالطة "حقوق الصورة محفوظة لموقع Eltaher.org

وكانت جزيرة جالطة في الخمسينات منفى للزعيم الحبيب بورقيبة حيث نفته السلطات الفرنسية إلى الجزيرة بتاريخ 21 ماي 1952 وظل في منفاه إلى تاريخ 20 ماي 1954، ولم تنقطع علاقة الحبيب بورقيبة في جالطة بالحركة الوطنية حيث كان يراسل من منفاه ذاك عددا من رموز الحركة الوطنية وهو ما يكشفه كتاب رسائل بورقيبة إلى صديقه محمد الطاهر قائلا::”وهنا توقفت الزعيم عني فانشغلت الأفكار عليه وإذا بأخبار تنشر في صحف أوروبا وأمريكا تقول أن فرنسا تنبهت إلى كون الزعيم بورقيبة يتصل بالثوار ويتسبب في زيادة إشعال اللهب عليها ولذلك نقلته من جزيرة جالطة في البحر الأبيض المتوسط وأبعدته إلى جزيرة فرنسية في المحيط الأطلنطي.

وتوجد على الجزيرة بعض آثار فترة نفي بورقيبة عليها من ذلك أطلال البيت الذي أقام فيه ولوحة تذكارية كتب عليها” في هذا البيت فوق هذه الصخرة قضى المجاهد الأكبر الرئيس الحبيب بورقيبة 743يوما أسيرا ومن هنا رغم العزلة كان يغذي لهب ثورة التحرير المقدسة ويعلم المجاهدين التضحية والصمود.”

سعت الدولة التونسية منذ التسعينات إلى استثمار جزيرة جالطة تحت رعاية وزارة الفلاحة فأدرجتها ضمن المدخرات الطبيعية التونسية وذلك بإعادة تأهيلها عبر زراعة الأشجار المثمرة وتعزيز قطعان المواشي هناك. وتمثل جزيرة جالطة نقطة جذب لمحبي المغامرة والتخييم لما تتميز به من جمال طبيعي وثراء بيئي يمكن مزيد تثمينه في السياحة البيئية.
جزيرة جالطة مدخر طبيعي


ببليوغرافيا

-Ameur oueslati,les îles de la Tunisie,Tunis,1995

-رسائل بورقيبة إلى صديقه محمد الطاهر، بيروت، جوان، 1966.

-الرائد الرسمي الجمهورية التونسية 15/18 جويلية 1980،العدد 41، ص1927.