«جربة»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 20: سطر 20:
 
[[تصنيف:التاريخ]]
 
[[تصنيف:التاريخ]]
 
[[تصنيف:المدن]]
 
[[تصنيف:المدن]]
 +
[[تصنيف:الجزر]]

مراجعة 07:58، 16 فبفري 2017

جزيرة جربة

تعد جزيرة جربة المعروفة في جنوب خليج قابس أكبر جزر السواحل التونسية إذ تمسح 514 كلم2 ولا يفصلها عن البرّ إلاّ مسافة قصيرة بقنال أجيم ومضيق القنطرة الرومانية المرمّمة، حتّى إنّه في بعض الأوقات يمكن للقوافل العبور إليها من طريق الجمال. ولقد حافظت الجزيرة على مناعتها بفعل المدّ والجزر. ففي أثناء الحرب البونية الأولى سنة 253م اضطرت سفن رومانية إلى التخلّص من ذخيرتها، ومثل ذلك حدث للغزاة الاسبان بقيادة بيدرو نافارو سنة 1511م.

عرفت جربة باسم جزيرة الليتوس (lotophages) في النّصوص الاغريقية، وقد أمكن تحديد موقع قريتها مينانكس (Meninx) ببرج القنطرة، وكان اسم جربة يطلق على ما يقارب حومة السوق، وكانت تيبازا (Tipaza)، غير سميّتها الجزائرية - قريبة من أجيم وهاريبوس (Haribus) مجاورة لقلاّلة. استقرت بجربة جالية يهودية مهمّة. ومازال أحفادها يعيشون في حومة السوق وخاصّة في الحارة الكبيرة والحارة الصغيرة ويمارسون بحريّة طقوسهم في بيعة الغريبة، المزارة المشهورة. ومنذ ق 4 ق.م.

لباس المرأة التقليدي في جزيرة جربة

كانت جربة تابعة للبلاد التونسية، وفي بعض الفترات لمقاطعة طرابلس. وقد فتحها القائد رويفع بن ثابت سنة 45هـ/665م في غزوة معاوية بن حديج. ومنذ ذلك التاريخ لا نعرف عن جربة شيئا كثيرا لانطوائها على نفسها وخروجها عن مذاهب السّنّة. ففيها عرف المذهب الإباضي نجاحه واستقراره في نطاق التّنافس بين الوهبية في الشمال الغربي والنكارة في الجنوب الشرقي. وهذا ما تسبب في تحامل بعض الرّحالين والجغرافيين عليها. فقد كتب البكري في ق 5هـ/11م أنّ "أهلها مفسدون في البرّ والبحر، وهم خوارج" مضيفا أنّه "يسكنها قوم من البربر" وأنّ "أهلها غدّارون لا تؤمن ناحيتهم". وكذلك كتب الإدريسي في القرن الموالي مشيرا إلى غزوة روجار ملك صقلية لها. ولكنّه نوّه بنظافة سكّانها وعبادتهم وكرمهم وعدلهم. وقد وصف الرحّالون بساتينها التي أتت عليها غزوات النرمان عندما احتلّوا الجزيرة من سنة 1135م إلى سنة 1160م تاريخ طردهم من قبل الخليفة الموحّدي عبد المؤمن بن علي. ثمّ استعادها المسيحيون سنة 1284م في عهد الأمير أبي حفص عمر. وفي الحملة الثانية على الجزيرة سنة 1289م شيّد الغازي (Roger de Lauria) الحصن المعروف بالقستيل للتحكّم في مضيق القنطرة. وعلى إثر انتفاضات الأهالي سنة 1306م احتلّها ملك صقلية فريديريك مستعينا بالمغامر (Ramon Muntaner) الذي استأثر بها لمدّة ثلاث سنوات من 1311م إلى 1314م ثمّ تركها لملوك صقلية حتّى خلّصها منهم الأمير الحفصي أبو بكر بمساعدة الأهالي سنة 1334م. ثمّ استرجعوها لمدة تفوق عشر سنوات من 1383م إلى 1392م إثر حملة الأسطول الصقلّي المدعوم بالأسطول الجنوي.

وفي القرن الموالي حاول ألفنصو الخامس ملك أراغون احتلال الجزيرة في محاولتي سنتي 1424م و1432م فهبّ في الثانية السلطان أبو فارس لنجدتها وشيّد بها حصنا في النّاحية الشمالية يعرف بالبرج الكبير. وهو الذي كان نواة لحومة السوق حيث استقرّ جمع من التجّار، إلاّ أنّ أهل جربة الطامحين إلى استقلالهم بجزيرتهم عن أيّ سلطة خارجية، سواء أكانت للمحتلّين المسيحيين أم لبني حفص، سرعان ما خرجوا عن طاعة هؤلاء في عهد أبي عمرو عثمان سنة 1480م وقطعوا القنطرة الرومانية المرمّمة. وطيلة القرن 16م كانت جربة ميدانا للصّراع على البحر بين الأتراك بقيادة درغوث وعلي باشا والاسبان بقيادة بادرو نافارو الذي انهزم جيشه فيها سنة 1550م لتبقى تابعة سواء لتونس أو للجزائر أو لطرابلس حتّى ألحقها نهائيا بتونس حمّودة باشا منذ بداية حكمه سنة 1631م، واضعا بذلك حدّا لاستغلال باشا طرابلس للجزيرة خاصّة سنتي 1568م و1598م في عهد إبراهيم باشا. وقد ذكر الحسن الوزّان الأحداث التي عاشتها جربة في القرنين 15 و16م ملاحظا أنّها: "تعطي عشرين ألف (دوبل) من مداخيل الاتاوات والمكس نظرا إلى التجارة المزدهرة بها، إذ يختلف إليها كثيرا التجّار الاسكندريّون والأتراك والتونسيون..." وأنّ أهلها يعيشون "من تجارة قماش الصّوف الذي يصنع فيها، ويحملونه إلى تونس والاسكندرية، ويصدّرون كذلك الزّبيب".

ورغم تمثيل الدّايات والبايات الأتراك والحسينيين بمشائخ وقيّاد في الجزيرة من عائلات السمومني وابن جلّود وابن عيّاد فإنّها لم ترضخ لسلطتهم بل ثارت عليهم في ما بين سنتي 1599 و1601م. وتضرّرت من غزوة يونس باي سنة 1738م وعلي برغل صاحب طرابلس سنة 1794م وزحف بدو عكّارة وورغمّة وجرجيس سنة 1864م، وأصيبت بأوبئة في سنوات 1705م و1706م، و1809م و1864م، كما تضرّر اقتصادها القائم على التجارة والفلاحة بقرار أحمد باي تحرير العبيد. وربّما تسبّب ضعف الجزيرة في عدم الاستقرار الذي لاحظه عدد من الرحالة قبل تاريخ تمركز "الحماية الفرنسية" وخاصّة بعده. وهو ما تبعته كثافة سكّانية نشيطة في مختلف القطاعات حتّى اشتهرت جربة بالصيد البحري وخاصّة الاسفنج والزّيت والتفّاح والزّبيب والنّسيج والفخّار. وبعد الفلاحة التقليدية والقرصنة في بعض الفترات أصبحت التجارة الصّفة الغالبة على نشاط الجربيين أو الجرابة حيثما كان أغلبهم يمارسها خارج الجزيرة إلى أن فتحت السياحة بعد الاستقلال آفاقا واسعة في التشغيل والاستثمار مشجّعة على الاستقرار في جزيرة الأحلام وأصبحت تحظى بشهرة عالميّة.

ببليوغرافيا

  • Gouja Zouhir,Communauté noire et tradition socio-culturelle ibadhite de Djerba(Approche ethnomusicologue),Doctorat,1996,Université Pars VIII,SaintDenis