جامع قرطاج

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

افتتح في 16 رمضان المعظم 1424هـ/11 نوفمبر 2003م. ورغم ضخامة هذا الجامع وفخامته إذ بني على مساحة 3 هكتارات فإن الفترة التي استغرقها إنجازه لا تتجاوز ثلاث سنوات (2000 - 2003).

القبلة

وجه المهندسون قبة المحراب وقبّة البهو والمئذنة إلى القبلة مكوّنين بذلك خطًّا بدايته المحراب ونهايته المئذنة يقسم الجامع إلى قسمين متناظرين.

المحراب

أجاد المهندسون والفنيّون في بناء المحراب وزخرفته. فقد بني من الرّخام المزركش ونقش حديده كما كُتبَت فيه الشّهادتان، فضلا عن تزويقه بأشكال هندسيّة بهيّة التّناسق. رفعت قبّة المحراب على أعمدة من الرّخام وقطرها يساوي عشرة أمتار كُسيتْ بالجبس الذي نُقش في موقعه كما حلّيت بفتحات بها بلّور مطلي يمكّن من دخول ضوء الشمس، أما منطقة الانتقال من المربع إلى المستدير في القبّة فقد صُنعت بالمحارات الركنية.

بيت الصّلاة

يتّسع لحوالي 1500 مصلّ ومصلّية ويمسح قرابة 1300 متر مربّع وبه 68 عمودا. وكانت الأعمدة التي تستعمل في بناء الجوامع تؤخذ من البناءات الأثرية القديمة أو تشترى مجهّزة، فأعمدة جامع القيروان جيء بها في أغلبها من صقلية وجنوب إيطاليا، وأعمدة جامع الزيتونة بعضها روماني وبعضها بيزنطي، أما جامع "قرطاج" فكلّ الأعمدة فيه حديثة من مقاطع تونسية نحتها وأشرف على وضعها تونسيون، وفي أعلاها تيجان رخامية زخرفت بشكل موحّد لا يوجد إلاّ في بيت الصلاة، وفي كلّ جهة من التيجان سبع زهرات يعلوها هلال. الرّواق الأوسط المؤدي إلى المحراب هو أوسع الأروقة وأعلاها، ومن كلّ جانب منه تتفرّع ثلاثة أروقة يعلوها سقف خشبي قسم منه نحتت به أشكال هندسية وقسم آخر طلي بالألوان. فرش بيت الصلاة بنوع موحّد من الزرابي، والملاحظ أنّ الجدارين المتوازيين الحاملين لجدار القبلة حلّيا بنوافذ مستطيلة غاية في البهاء تمكّن من دخول الشمس إلاّ أنّها تحجب رؤية من في الداخل.وقد كتبت آية الكرسي في الحزام الذي يعلو التيجان. ولبيت الصلاة عشرة أبواب يصل ارتفاع بعضها إلى سبعة أمتار ونصف متر ويبلغ وزنه 2800 كلغ حلّيت من الخارج بأشكال هندسية بديعة رسمت ونقشت على النّحاس والخشب.

المقصورة وبيت الضيوف والمكتبة

المقصورة عبارة عن بيت ملحق بالجامع يفتح بابه على بيت الصلاة كان يستعمل سابقا مصلّى للعبّاد والزهّاد وأصبح فيما بعد مختصّا بالامام حيث ينتظر إلى أن يحين وقت الصّلاة فيخرج لامامة النّاس.بيت الضّيوف بيت مواز لمقصورة الامام مخصّص لاستقبال كبار الضيوف. وأمّا المكتبة فقد وجد لها المهندسون مكانا متميّزا يربط بين مقصورة الامام وبيت الضيوف خارج بيت الصلاة وبموازاة جدار القبلة، وهو فضاء كان من الممكن أن يبقى خاليا، لكن استغلّ على نحو مبتكر فوضعت به المكتبة المحتوية على أمّهات المصادر والمراجع.

أثاث الجامع

أهمّ قطعه المنبر وهو كما يقول ابن منظور:"مرقاة الخاطب وسمّي منبرا لارتفاعه وعلّوه وانتبر الأمير أي ارتفع فوق المنبر". وقد عرفت المنابر في شكلها الحالي في عصور سابقة، ومنها نوعان: منابر ثابتة تؤلّف جزءا من عمارة المسجد بحيث تحتلّ مساحات كبيرة. ومنابر متحرّكة تحفظ في بيوت أو ممرّات خاصّة، تُخرج عند الحاجة وتُعاد إلى مكانها بعد استعمالها. والملاحظ أنّ منبر جامع "قرطاج" يسهل تحريكه وجوانبه منحوتة بأشكال بديعة تشير إلى مدى تطوّر النحت التونسي على الخشب والحفر فيه. أما كرسيّ المقرئ فهو عبارة عن قطعة خشبية مربّعة مزوّقة معدّة لجلوس المقرئ ولحفظ المصاحف التي تستعمل عند ترتيل القرآن الكريم. وتوجد بجانبه مجموعة من الصّناديق الخشبيّة صفّت بها نسخ من المصحف.

المئذنة

هي منارة عالية تستغلّ لرفع الأذان وتقع في مؤخّرة المسجد عند الجدار المقابل لجدار القبلة في موازاة المحراب، ويبلغ ارتفاعها 58 مترا وتُرَى على بعد عشرة كيلومترات، وتتكوّن المئذنة من بدنين: الأول يحمل السلّم وداخله بدن ثان به مصعد كهربائي. ويمكن دخول المئذنة من بابها الواقع بالبهو المسقف الأول، وهو بهو مخصّص للمناسبات الاجتماعية، وعلى الجدار الخارجي للمئذنة وضعت اللّوحة التذكارية التي تؤرخ للجامع.وقد زيّنت الجدران الخارجية للمئذنة بتقاطع زهرتي لوتس ونوافذ صغيرة للتهوئة والانارة. وفي الأعلى أقواس تليها شرفة فامتداد للبدن الأوسط الذي يصل إلى منتهى علوّ المئذنة.

الصّحن

وهو عبارة عن فناء يقع في مؤخّرة المسجد.ولمسجد "قرطاج" صحنان، الأول داخلي يقع مباشرة خلف بيت الصّلاة تحيط به أعمدة وأقواس سبعة من كلّ جانب تعلوها لوحات منقوش عليها أسماء الله الحسنى.أمّا الصّحن الخارجي الواقع خلف المئذنة فقد سقف منه جزءان من اليمين ومن اليسار حتى يُستغلا في المناسبات الاجتماعية للاتّقاء من حرارة الشمس.

الميضأة

جهّزت بأحدث المبتكرات. فالماء ينزل بعد لمس أسفل الحنفيّة ويتوقّف ذاتيا بعد هنيهة، أما حرارته فيتحكّم فيها بحسب حالة الطقس. وقد أعدّت الميضأة على نحو يساعد على الوضوء بيسر، وقد بنيت المقاعد وما يقابلها بالرّخام الخالص.