«جامع باب الجزيرة البراني»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 1: سطر 1:
 
يعرف أيضا بجامع الجنائز وكذلك جامع سيدي البشير وهو من أعرق جوامع الربض الجنوبي من [[تونس|مدينة تونس]].
 
يعرف أيضا بجامع الجنائز وكذلك جامع سيدي البشير وهو من أعرق جوامع الربض الجنوبي من [[تونس|مدينة تونس]].
ونشير إلى أنّ هذا الجامع لم يصبح جامع خطبة إلاّ في أعقاب القرن السابع الهجري (13 الميلادي). وهو معلم مستطيل الشكل يطغى عليه الطابع الحفصي الأصيل حيث حافظ على المميزات الزّخرفية والهندسية الحفصية، من ذلك أنّ المحراب المجوّف والصومعة المربعة "هما من بقايا البناء الأصلي، يحملان ألمع مظاهر الفن الحفصي". ([[سليمان]] مصطفى زبيس، تونس العتيقة، ص. 23). أمّا أعمدة المحراب فهي على النمط المغربي الأندلسي الذي استعمل بكثرة في أواخر العهد الحفصي.هذا إلى جانب الألواح المرمرية والزخارف الجصية البديعة بأشكالها البارزة والمحفورة الحاوية على شريط جصّي بالتّناوب لشكلين هما النّجمة الخماسية والمُثَمّنة، حيث تتقاطع كلّ منهما ليتولّد منهما شكل هندسي آخر جمع بين تعدّد النّجمات والدوائر حتى يصل إلى أعلى المحراب على شكل نجمة كبيرة نسبيا وخالية من الزخرفة. هذا إلى جانب قبّة المحراب التي تميّزت بالدّقة والاتقان حيث احتوت على الخط والصدفة والزخارف النباتية..كما يلفت الانتباه أيضا: المنبر الخشبي ذو الأشكال الهندسية المتنوّعة وهي متماسكة متداخلة بصورة متناسقة ومتقايسة الأبعاد. أمّا الصّومعة المربعة فقد تمّ تجديدها في عهد "علي باشا باي" على النّمط الأندلسي الذي أدخله الموحّدون في بداية القرن السابع الهجري (13 الميلادي) على غرار صومعة [[جامع القصبة]] و[[جامع الزيتونة]] وقبلهما جامع الكُتْبيّة بمراكش وصومعة حسّان برباط الفتح وصومعة جامع إشبيلية الكبير المعروف لدى الاسبان ب: (الجيرالدا) وهو صنف من الصوامع المتميّزة بالشرفات المُسنّنة والنوافذ المتوأمة والسقف الهرمي المكسو بالقرميد الأخضر، إضافة إلى الأقواس الحدوية المتناوبة وهي من التقاليد الهندسية والزخرفيةالافريقية
+
ونشير إلى أن هذا الجامع لم يصبح جامع خطبة إلاّ في أعقاب القرن السابع الهجري (13 الميلادي). وهو معلم مستطيل الشكل يطغى عليه الطابع الحفصي الأصيل حيث حافظ على المميزات الزّخرفية والهندسية الحفصية، من ذلك أن المحراب المجوّف والصومعة المربعة "هما من بقايا البناء الأصلي، يحملان ألمع مظاهر الفن الحفصي". ([[سليمان]] مصطفى زبيس، تونس العتيقة، ص. 23). أمّا أعمدة المحراب فهي على النمط المغربي الأندلسي الذي استعمل بكثرة في أواخر العهد الحفصي.هذا إلى جانب الألواح المرمرية والزخارف الجصية البديعة بأشكالها البارزة والمحفورة الحاوية على شريط جصّي بالتّناوب لشكلين هما النّجمة الخماسية والمُثَمّنة، حيث تتقاطع كلّ منهما ليتولّد منهما شكل هندسي آخر جمع بين تعدّد النّجمات والدوائر حتى يصل إلى أعلى المحراب على شكل نجمة كبيرة نسبيا وخالية من الزخرفة. هذا إلى جانب قبّة المحراب التي تميّزت بالدّقة والاتقان حيث احتوت على الخط والصدفة والزخارف النباتية..كما يلفت الانتباه أيضا: المنبر الخشبي ذو الأشكال الهندسية المتنوّعة وهي متماسكة متداخلة بصورة متناسقة ومتقايسة الأبعاد. أمّا الصّومعة المربعة فقد تمّ تجديدها في عهد "علي باشا باي" على النّمط الأندلسي الذي أدخله الموحّدون في بداية القرن السابع الهجري (13 الميلادي) على غرار صومعة [[جامع القصبة]] و[[جامع الزيتونة]] وقبلهما جامع الكُتْبيّة بمراكش وصومعة حسّان برباط الفتح وصومعة جامع إشبيلية الكبير المعروف لدى الاسبان ب: (الجيرالدا) وهو صنف من الصوامع المتميّزة بالشرفات المُسنّنة والنوافذ المتوأمة والسقف الهرمي المكسو بالقرميد الأخضر، إضافة إلى الأقواس الحدوية المتناوبة وهي من التقاليد الهندسية والزخرفيةالافريقية
  
  

مراجعة 10:29، 28 ديسمبر 2016

يعرف أيضا بجامع الجنائز وكذلك جامع سيدي البشير وهو من أعرق جوامع الربض الجنوبي من مدينة تونس. ونشير إلى أن هذا الجامع لم يصبح جامع خطبة إلاّ في أعقاب القرن السابع الهجري (13 الميلادي). وهو معلم مستطيل الشكل يطغى عليه الطابع الحفصي الأصيل حيث حافظ على المميزات الزّخرفية والهندسية الحفصية، من ذلك أن المحراب المجوّف والصومعة المربعة "هما من بقايا البناء الأصلي، يحملان ألمع مظاهر الفن الحفصي". (سليمان مصطفى زبيس، تونس العتيقة، ص. 23). أمّا أعمدة المحراب فهي على النمط المغربي الأندلسي الذي استعمل بكثرة في أواخر العهد الحفصي.هذا إلى جانب الألواح المرمرية والزخارف الجصية البديعة بأشكالها البارزة والمحفورة الحاوية على شريط جصّي بالتّناوب لشكلين هما النّجمة الخماسية والمُثَمّنة، حيث تتقاطع كلّ منهما ليتولّد منهما شكل هندسي آخر جمع بين تعدّد النّجمات والدوائر حتى يصل إلى أعلى المحراب على شكل نجمة كبيرة نسبيا وخالية من الزخرفة. هذا إلى جانب قبّة المحراب التي تميّزت بالدّقة والاتقان حيث احتوت على الخط والصدفة والزخارف النباتية..كما يلفت الانتباه أيضا: المنبر الخشبي ذو الأشكال الهندسية المتنوّعة وهي متماسكة متداخلة بصورة متناسقة ومتقايسة الأبعاد. أمّا الصّومعة المربعة فقد تمّ تجديدها في عهد "علي باشا باي" على النّمط الأندلسي الذي أدخله الموحّدون في بداية القرن السابع الهجري (13 الميلادي) على غرار صومعة جامع القصبة وجامع الزيتونة وقبلهما جامع الكُتْبيّة بمراكش وصومعة حسّان برباط الفتح وصومعة جامع إشبيلية الكبير المعروف لدى الاسبان ب: (الجيرالدا) وهو صنف من الصوامع المتميّزة بالشرفات المُسنّنة والنوافذ المتوأمة والسقف الهرمي المكسو بالقرميد الأخضر، إضافة إلى الأقواس الحدوية المتناوبة وهي من التقاليد الهندسيةوالزخرفيةالافريقية