بنزرت

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

بنزرت مدينة عريقة، ذكرت لأول مرة في التاريخ منذ خمسة وعشرين قرنا، أنشأها الفينيقيون في موقع حصين عند مدخل مجرى مائي كان يربط البحيرة المحمية المعروفة اليوم ببحيرة بنزرت بالبحر الأبيض المتوسّط، واستقروا بها فتكوّنت شيئا فشيئا مدينة نشيطة تعاقبت عليها عدّة حضارات جعلتها من أهمّ المدن التّونسية من حيث العمران وفنّ العمارة. وهي تحتوى اليوم على الكثير من الشواهد على تلك الفترات.

عوامل نشأة بنزرت

إنّ المعروف في علم التاريخ أنّ الانسان في سعيه إلى الاستقرار يبحث عن المواقع الدّفاعية لضمان أمنه كما يبحث عن السهول الخصبة ومجاري المياه لتعاطي نشاطه الفلاحي والتّجاري، وقد وفّر الموقع الطبيعي الحصين لبنزرت جميع هذه العوامل التي أسهمت في إنشاء المدينة وأمّنت تطوّرها. تحوي بنزرت الكثير من المعالم التي ليست لها القيمة التّاريخية والمعمارية نفسها. لذا فإنّنا انتقينا نماذج لنوعيّات مختلفة من المباني والمواقع الأثريّة للعصور التي مرّت بها المدينة.تشكّلت الملامح العمرانية العامّة لمدينة بنزرت، مثل جلّ المدن التّونسيّ، وتحدّدت في العصر الحفصي وهي الفترة التّاريخية التي تحقّق فيها بالبلاد الاستقرار السّياسي والاجتماعي والنموّ الاقتصادي والتّجاري ومن ثمّة التّوسّع العمراني.

أسوار المدينة

تذكر المصادر القديمة أنّ الفينيقيين قد حصّنوا مدينتهم الجديدة منذ تأسيسها وأنّ القائد الصقليّ أغاثوكل أتمّ إقامة تحصينات المدينة وتوسيع مينائها سنة 307 ق. م، إلاّ أنّ القائد الوندالي جنسريك أمر بهدم تلك الأسوار سنة 439. وفي سنة 534 على إثر طرد البيزنطيين الوندال من البلاد أمر قائدهم بليزار بإعادة بناء تلك الأسوار لتحصين المدينة. وبعد الفتح الاسلامي اعتنى الأمراء العرب بتحصين المدن الساحلية وتعزيز مواقعها.ويذكر ابن خلدون أنّ الأمير أبا إبراهيم أحمد (حكم بين 863م و856م) وبعده الأمير أبا الغرانيق (حكم بين 875 و864م) أقاما القلاع والأبراج والرّباطات لتحصين المدن السّاحلية من هجمات العدو المتأتيّة من البحر. ويذكر البكري أنّ هذه المدينة محصّنة ومحاطة بسور. وظلّت تحصينات بنزرت قائمة حتى مقدم الملك الاسباني شارل الخامس الذي استولى على المدينة سنة 1535م وكان همّه الأوّل تخريبها بهدم أسوارها. وبقيت المدينة "مفتوحة" إلى أن أمر علي باشا سنة 1740م بترميم ما هدّمه شارل الخامس كما قام بتحسين تحصينات المدينة التي بدأت تتصدّع من جرّاء القصف الذي تعرّضت له من قبل الأساطيل الأوروبية لحمايتها من تلك الهجمات.وتواصلت أشغال التّرميم ثلاث سنوات. وعندما أحدثت سلط الحماية الفرنسيّة المدينة الجديدة ببنزرت في أواخر القرن التّاسع عشر عمدت إلى إزالة الأسوار المحيطة بالمدينة العتيقة وأحدثت مكانها شوارع واسعة ولم يبق لنا اليوم من تلك الشّواهد سوى الجزأين المتّصلين بالحصن الاسباني.

القناطر

قبل إنجاز الأشغال الكبرى التي انطلقت في أواخر القرن التاسع عشر لحفر القناة التي تربط اليوم بحيرة بنزرت بالبحر الابيض المتوسّط، كان يشقّ المدينة خليجان شيّدت قنطرة فوق كلّ واحدة منهما. قنطرة باب تونس: تتكوّن القنطرة الكبيرة من سبعة عقود ويطلق عليها اسم قنطرة باب تونس وهي مرتبطة بالطّريق المؤدّية إلى تونس العاصمة، شيّدها عثمان داي (1593 - 1610) في فترة ازدهر فيها بالمدينة النّشاط التجاريّ والعمرانيّ بفضل توافد المهاجرين الأندلسيين عليها واستقرارهم بها. ولعلّ تاريخ إنشاء هذا الجسر يرجع إلى العصور الرّومانية فقد ذكر محمّد الصغيّر بن يوسف في كتابه "المشرع الملكي في سلطنة أولاد علي التركي" ما يلي: "إنّ هذا الباي تولّى ترميم جسر عثمان داي بعد أن سقط منه عدّة عقود وإعادته إلى حالته الأصلية". قنطرة الصّقالة: أمّا القنطرة الثانية المعروفة بالصقالة وتتكوّن من عقد واحد فهي تمكّن من عبور الخليج الصّغير. وكان طولها 800م وعرضها 400م، وقد شيّدها عثمان داي. وكانت توجد في امتداد نهج العطّارين ويفتح عليها سوق الخضر.وقد هدمت هاتان القنطرتان وأزيلتا في خضمّ إنشاء المدينة الجديدة ببنزرت في أواخر القرن التاسع عشر.

الأبواب

عدد أبواب المدينة أربعة، وهي:

1 - باب تونس المعروف أيضا بباب الرّمل وسمّي بباب تونس بسبب ارتباطه بالطّريق المؤديّة إلى تونس.

2 - باب ماطر المعروف أيضا بباب حومة القائد.

3 - باب حومة الشّرفاء.

4 - باب حومة الأندلس.

لقد أدّت أشغال إنشاء المدينة الجديدة ببنزرت وتوسّعها العمراني في أواخر القرن 19 من قبل حكومة الحماية إلى هدم الأبواب الأربعة وإتلافها. وللمدينة بابان آخران هما باب رأس السّاس المعروف أيضا بباب الشّرش وباب المدينة الذي يوجد داخل المدينة العتيقة. وأكبر هذه الأبواب وأهمّها من النّاحية العمرانيّة هو باب تونس الذي يحميه برج تابع للأسوار المحيطة بالمدينة.وتتميّز هذه الأبواب بأنّها تنتمي إلى صنف المداخل المستقيمة باستثناء باب المدينة وهو على شكل منعرج. وأقدم هذه الأبواب باب تونس وباب ماطر وباب الشرفاء. أما باب حومة الأندلس فهو متأخّر البناء نسبيّا، وقد يكون أحدث عند إنشاء حيّ الأندلس إثر حلول المهاجرين الأندلسيّين في أوائل القرن 17م.

الحصن الاسباني

تولّى العلج علي باشا الجزائر بناء حصن ينتصب اليوم بأعلى ربوة الكدية فيما بين سنة 1570 وسنة 1573م بإشراف مهندس عسكري صقلّي، ويبدو أنّ هذا الحصن احتلّ مكانة مهمّة لفترة طويلة من الزّمن. ويظنّ بعضهم أنّ هذا الموقع الحصين كان الأغالبة وربما البيزنطيون أو حتى الرّومان قبلهم قد شيّدوا به قلعة لحماية المدينة وحراستها وأنّ الحصن الحالي أقيم على أنقاض هذه القلعة. ومن المعلوم أنّ العلج علي قد احتلّ البلاد التونسية في أوائل سنة 1570 وطرد السّلطان مولاي حميده الحفصي الذي احتمى بقلعة حلق الوادي وكانت في إمارة الوالي الاسباني ألفنسو دي بيمنتال، وولّى عليها رمضان باشا. ولكن لم يدم حكمه طويلا إذ اضطرّ إلى الفرار سنة 1573م إلى القيروان هو ورفاقه تاركا المجال للجيوش الاسبانية التي احتلّت البلاد. ولقد بُني الحصن الاسباني في السنوات الثلاث التي دام فيها الحكم التّركي وأتمّ الاسبان بعد ذلك بناء الحصن الذي يحمل إلى يومنا هذا اسمهم. والأصحّ هو تسميته بالحصن الأندلسي علما أنّ الأندلسيين قد أسهموا في إنجاز عدة منشآت مثل القناطر والمساجد والمدارس والتّحصينات والأسبلة الخ... ويتّخذ الحصن شكل نجمة ذات خمسة أذرع كما أكّد ذلك الرّحالة الذين زاروا بنزرت على التوالي سنة 1587 ثمّ 1624 ثم 1724م. أمّا الزّيادات التي غيّرت الشّكل الأصلي للحصن فمن المرجّح أن تكون قد أضيفت في أوائل الحماية من الجيوش الفرنسيّة.

المساجد

تضمّ مدينة بنزرت عددا مرتفعا من المساجد أهمّها: الجامع الكبير الذي يتوسّط المدينة، وجامع القصبة بمدخل حيّ القصبة، وجامع القصيبة الموجود بحي القصيبة، وجامع الأندلس ويوجد بحومة الأندلس، وجامع الرّبع ويوجد بحومة الرّبع. وتوجد عدّة جوامع ومساجد أيضا داخل المدينة لكنّها أقلّ أهميّة من المساجد الخمسة الأولى وهي: جامع سيدي بن عيسى وجامع سيدي عبد الرحمان وجامع المدّاح وجامع التيجانية وجامع سيدي عنان وجامع سيدي المسطاري وجامع سيدي الجودي. وقد شيّد الجامع الكبير سنة1652م، كما تثبت ذلك النقيشة الموجودة فوق المحراب، وسط أشدّ أحياء بنزرت نشاطا وعلى ضفاف المرسى القديم، وهو يفتح أيضا على نهج الزنايدية. ويتميّز بمئذنته المثمنة، وهي على شكل مئذنة جامع حمّودة باشا وجامع يوسف داي بتونس العاصمة. وهي من صنف المآذن التركية، يُصعد إليها بمدرج داخلي حلزوني الشكل. أمّا بيت الصلاة فهو شبه مربّع وزخارف الجامع والمحراب وتيجان السّواري على النمط الحفصي. وبالتأمّل في الرّواق من الجهة الجنوبية الغربية للجامع يتبيّن أنّ مجموعة تيجان أعمدتها قد جلبت من المباني الرّومانية والبيزنطية القديمة. وهي مختلفة الأحجام والأشكال فمنها الكورنتي ومنها البيزنطي، وكذلك شأن الأعمدة نفسها فهي مختلفة الارتفاع والقطر ونوع الرّخام. أمّا إذا نظرنا إلى أعمدة بيت الصلاة وتيجانها وتصميمها فنجدها من النمط نفسه وفي الارتفاع ذاته وبالمواد عينها. وهي تكوّن وحدة هندسية متناسقة. ويستنتج من النّصّ المنقوش فوق المحراب أنّ الجامع أعيد بناؤه سنة 1652 وقد يجسّد الجزء المجدد منه ما نعرفه اليوم بالجامع الكبير، أمّا الجزء الأصلي والقديم فهو الرّواق الجانبي، وقد يكون هذا الجامع أقدم جوامع بنزرت على الاطلاق. إنّ النواة الأولى للمدينة هي الحيّ المعروف بحومة المدينة، وهو يضمّ حومة سانية الرمّان وحومة سيدي قعقع والمنزه والرّبع وباب الخوخة وجميعها أحياء ملتحمة. وتوسّعت المدينة في العصور الاسلامية بأحياء جديدة، منها الربع الجديد وباب الجديد وحومة الشرفاء وحومة القائد والنجّارين، وأخيرا حيّ الأندلس في القرن السابع عشر ثم أحواش جرزونة. أمّا جامع الأندلس الذي أنشئ خارج أسوار المدينة فهو وإن كان ذا مقاييس صغيرة فإنّه يحتلّ مكانة مهمّة في التّاريخ السّياسي والاجتماعي لبنزرت وتطوّرها المعماري والعمراني. فقد أنشىء هذا الجامع في أوائل القرن 17م، أنشأه المهاجرون الأندلسيون الذي استوطنوا بنزرت وغيرها، وهو يتميّز بطابعه الأندلسي.

الأحياء

تتوزّع بنزرت على خمسة أحياء وهي:

  • حيّ المدينة، وهو حيّ سكني، لعلّه أقدم جزء من بنزرت تأسّس على الضفّة الشّمالية للخليج الذي يخترق المدينة ويمتدّ تدريجيا من أعلى ربوة الكدية في اتّجاه الميناء، ويضمّ حومة سانية الرمّان وحومة سيدي قعقع وحومة المنزه، ويحتوي هذا الحيّ على أهمّ معالم بنزرت مثل الجامع الكبير والحمّام الكبير وزاوية سيدي المسطاري وزاوية سيدي بن عيسى والأسواق، وقد يكون هذا الجزء النّواة الأصلية للمدينة.
  • حيّ القصبة، وهذا الجزء من المدينة هو القلعة التي أسّسها البيزنطيون وهي تطلّ على البحر، وتوجد على الضّفّة الشّمالية لمدخل الميناء القديم للمدينة. ويحوي هذا الحي جامع القصبة وحمّام بقطاش والسّجن القديم، وكان فيما مضى حيًّا يسكنه الأتراك. وهو محصّن بسور ضخم يحميه ومنفصل عن بقية المدينة ومتّصل بها يحميه ببوابّة لا تزال على شكلها الأصلي المنعرج الذي يحميها أوقات الأزمات والاضطرابات.
  • حيّ القصيبة، وهو مستقلّ بذاته على شكل شبه جزيرة يطلّ على البحر ويوجد على الضّفّة الغربية لمدخل الميناء القديم للمدينة.

ويحوي هذا الحيّ جامع القصيبة وبرج سيدي الحنّي الذي أسّسه البيزنطيون في أوائل القرن 7م، وهو يكوّن نظاما دفاعيا مع قلعة القصبة المواجهة له لحماية مدخل الميناء القديم ومراقبة حركة الملاحة به.

  • حيّ الرّبع، وكان يتوسّط المدينة وهو عبارة عن جزيرة صغيرة توجد بالمكان الذي يتشعّب فيه مدخل الميناء إلى الخليجين اللّذين يفصلان هذا الحي عن اليابسة يحيط بها الماء من جميع الجهات وهي متّصلة ببقية المدينة بقنطرتين هما قنطرة باب تونس وقنطرة الصّقالة، وقد أنشأهما يوسف داي في أوائل القرن 17م.

ويحوي هذا الحيّ جامع الربع وهو جامع قديم هدّم كليا أثناء القصف الجوي الذي تعرضت له بنزرت في الحرب العالمية الثانية، وقد جدّد.

وكان هذا الحي حيّ قناصل الدّول الأجنبية وكان يحوي كنيسة للمسيحيين وبيعة لليهود. ويتّضح من دفاتر المجبى المحررة سنة 1854 أنّ هذا الحيّ كانت تسكنه فعلا عائلات مسلمة ويهودية إلى جانب قناصل الدول الأوروبية. وأمّا حيّ الرّبع الجديد وحيّ الباب الجديد فقد أحدثا وأضيفا إلى الجزء الأصلي والقديم من المدينة، وقد يكون ذلك ممّا حصل في العهد الحفصي الذي استتب فيه بالبلاد الاستقرار السّياسي والاجتماعي ونشطت فيه الحركة التّجارية.

  • حيّ الأندلس، يقع خارج الأسوار قبالة البحر. وهو ربض أنشئ بأمر من يوسف داي لايواء الوافدين الأندلسيين في أوائل القرن 17م وهو حي غير محصّن، يحوي جامع الأندلس.ولربطه بالمدينة ربّما يكون باب حومة الأندلس قد أنشئ عند إحداث هذا الحيّ. ومن المحتمل أن يكون هذا الحيّ قد أحدث خارج الأسوار لشدّة الكثافة العمرانية التي شملت معظم الفضاء الدّاخلي للمدينة.

قلعة القصيبة

لتحصين الواجهة البحرية للمدينة وحراسة مدخل مينائها أحدث نظام دفاعي يتألّف من تحصينين: يوجد الأوّل شمال مدخل الميناء ويتكوّن من قلعة مستطيلة الشّكل وهي القصبة، ويوجد الثّاني جنوب المدخل وهو عبارة عن قلعة أصغر معروفة اليوم بالقصيبة. إنّ تحليل العناصر الانشائية لهذين المعلمين ومقارنتهما بالمباني الدّفاعية البيزنطية يدفع إلى افتراض أنّ هاتين القلعتين أنشأهما البيزنطيون. وقد حافظت القصبة المبنية على أرض مستوية، منذ إنشائها، على شكلها الأصلي المستطيل. وهي محاطة بسور حصين مشيّد من حجارة كبيرة متداخلة تدعمها أبراج بزواياها الأربع وأبراج مستطيلة الشّكل على واجهتيها البحريتين. وللمزيد من حماية هذه القلعة أحدثت البوابة الوحيدة بها المعروفة اليوم بباب المدينة قبالة أقدم أحيائها وعزّزت هذه البوابة ببرج بارز مربّع الشّكل، ويكون الدّخول إلى القلعة من هذه البوّابة حسب خطّ منعرج.توجد هذه القلعة الصّغيرة على الضّفّة الجنوبية لمدخل ميناء بنزرت القديم وتكوّن مع قلعة القصبة نظاما دفاعيا محكما لمدخل الميناء. إنّ الدّراسة المفصّلة لهذا المعلم ومقارنة بنيته الأصلية بمعالم مشابهة له أسّسها البيزنطيون، تبرز أنّه من إنشائهم، إذ أنّ تصميمه العامّ وطريقة بنائه وعناصره المعمارية تشبه القلاع البيزنطية الموجودة ببلادنا أو بالجزائر. ويتألّف هذا المعلم الان من ثلاثة أقسام:

القسم الأوّل والنواة الأصلية، يعود تاريخ إنشائها إلى العهد البيزنطي، وهي عبارة عن برج قويّ البناء مستطيل الشّكل تتكوّن جدرانه من حجارة كبيرة الحجم. وتنقسم إلى قسمين: القسم الأوّل هو قاعة كبيرة للحراسة يحمل سقفه المكوّن من أربع قباب على عمود ضخم من الحجارة، أمّا القسم الثاني فيحتوي على قاعتين صغيرتين للرّاحة تطلاّن على مدخل الميناء ويوجد تحتهما صهريج، كما تعلوهما غرفتان بالطّابق العلوي للرّاحة.

والقسم الثاني برج مستدير الشّكل متين البناء متقدّم في الأرض نحو البحر كانت تعلوه قبّة حسب ما يذكر الرّحالة البكري الذي زار المدينة في القرن 5هـ/11م.

أمّا القسم الثالث فهو حديث العهد نسبيا، وقد يكون أحدث في أول الفتح الاسلامي على أيدي الجند حسب ما تدلّ عليه طريقة بنائه ونوع الحجارة المستخدمة فيه. ويتكوّن هذا القسم من ستّ غرف تفتح على فناء، بنيت على شكل هلال وهي متّصلة من جهة بسور المدينة ومن جهة أخرى بالبرج البيزنطي. ويتّصل هذا البرج المستدير بالبرج المستطيل بسور في طول 2600م مواز لمدخل الميناء. وقديما كانت تسمّى هذه القلعة برج السّلسلة إذ كان يغلق مدخل الممرّ المائي في العصور الوسطى بسلسلة حديدية تمتدّ بين قلعة القصبة والبرج المستدير بسيدي حنّي.