الهادي الرايس

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1909 - 1974م]

ولد الهادي الرايس يوم 14 أكتوبر 1909 بتونس. وبعد دراسته الابتدائية والثانوية التحق بكلية الطب بباريس. وتخرّج فيها متخصّصا في طبّ العيون. وأقام حوالي عشر سنوات في فرنسا في الدراسة العليا والتكوّن في عدّة مستشفيات باريسيّة. ونال سنة 1939 دكتوراه الدولة من كلية باريس. وعند عودته إلى تونس عيّن مساعدا في مستشفيات تونس العاصمة سنة 1941. ونال شهادة التخصّص في طبّ العيون سنة 1946.

أنجز في سنة 1948 أوّل عمليّة تطعيم للقرنيّة في تونس وفي العالم الاسلامي على الأرجح. ثم عيّن رئيس مصلحة بمستشفى شارل نيكول سنة 1947 ورئيس مصلحة بمعهد طبّ العيون سنة 1957. وكان الدكتور الهادي الرايس عضوا في عدّة جمعيّات علميّة مرموقة (فرنسية وإيطالية وتشيكية ومصرية وتركية وأفروآسيوية) كما كان الرّئيس المؤسّس للجمعية التونسية لطب العيون والجمعية التونسية للوقاية من العمى سنة 1956 ورئيسا للجمعية التونسية للعلوم الطبيّة سنة 1957. ومثّل إفريقيا والبلدان المغاربية في عدّة مؤتمرات دولية.

كانت للدكتور الرّايس خبرة فائقة بجراحة العيون. بل كان سبّاقا إلى إجراء عمليات دقيقة جدّا، مثل إصابة العين بالسادّ. وظلّ إلى آخر حياته يُفيد من التقدّم العلمي ويربط صلات وثيقة بأساتذته من علماء فرنسا وخاصّة الأستاذ غابريال سوردي الذي بقي يكنّ له مشاعر الاحترام والاعتراف بالجميل، كما أفاد من تجارب كبار المتخصّصين في أمراض العيون بنيويورك ولندن وبرشلونة وروما. وتمكّن بفضل منحة من المنظمة العالمية للصحّة من زيارة الهند واليابان والاتصال بعلماء أجلاء من هذين البلدين. كان الطبيبان: Guénod وتلميذه R.Nattaf وغيرهما من أطباء العيون من التونسيين أمثال علي العذاري والمختار القرطبي والراضي فرحات، قد بذلوا من قبله جهودا بالغة الأهمية لمقاومة مرض التراكوم. حتى إذا جاء الحكيم الهادي الرايس، شنّ حربا لا هوادة فيها ضدّ الرّمد وأنقذ الكثيرين من المصابين. ولقد كان الحكيم الهادي الرايس طبيبا ماهرا ساعيا بالبحث العلمي إلى كشف حقيقة هذا المرض الخطر وأسبابه، للوقاية منه وعلاجه. فأجرى عمليّات جراحيّة عدّة في الغرض مقدّما في أحد بحوثه العلمية نماذج من المرضى الذين توفّق إلى معالجتهم بإجراء عمليات دقيقة كلّلت بالنّجاح.وقد توفي سنة 1974 في حادث مرور.