«المنستير»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 1: سطر 1:
 
أنشأ الوالي العباسي هرثمة بن أعين 180هـ/796م رباط [[المنستير]] غير بعيد عن موقع "روسبينا" القديم. وهو النّموذج الأوّل للرّباط الذي خطّط أيّام الرّشيد، واستحضر مثاله إلى [[إفريقية]]، وأقيمت الرباطات طوال القرن الثّالث للهجرة على نسقه. ويدخل هذا العمل ضمن خطّة لتحصين الثّغور البحريّة وإقامة مراكز مراقبة وقائيّة ضدّ هجمات الأسطول البيزنطي خاصة.
 
أنشأ الوالي العباسي هرثمة بن أعين 180هـ/796م رباط [[المنستير]] غير بعيد عن موقع "روسبينا" القديم. وهو النّموذج الأوّل للرّباط الذي خطّط أيّام الرّشيد، واستحضر مثاله إلى [[إفريقية]]، وأقيمت الرباطات طوال القرن الثّالث للهجرة على نسقه. ويدخل هذا العمل ضمن خطّة لتحصين الثّغور البحريّة وإقامة مراكز مراقبة وقائيّة ضدّ هجمات الأسطول البيزنطي خاصة.
  
وقد نوّه ابن حوقل (المتوفّى بعد عام 997م) ب[[المنستير]] "وهو على نحر البحر. وبينه وبين [[المهدية]] [كذا] أيضا قصر رباط يُعرف بشقانص دونه عندهم في المنزلة، وهو حصين منيع، وبه أيضا أمة مقيمة على صيد السمك وهما قصران عظيمان على حافة البحر للرباط والعبادة عليهما أوقاف كثيرة ب[[إفريقية]] والصدقات تأتيها من كل أرض" ويقع رباط شقانص شمال [[المنستير]] بنحو 3كم، وكان قبلة للمرابطين منذ العهد الأغلبي.
+
وقد نوّه ابن حوقل (المتوفى بعد عام 997م) ب[[المنستير]] "وهو على نحر البحر. وبينه وبين [[المهدية]] [كذا] أيضا قصر رباط يُعرف بشقانص دونه عندهم في المنزلة، وهو حصين منيع، وبه أيضا أمة مقيمة على صيد السمك وهما قصران عظيمان على حافة البحر للرباط والعبادة عليهما أوقاف كثيرة ب[[إفريقية]] والصدقات تأتيها من كل أرض" ويقع رباط شقانص شمال [[المنستير]] بنحو 3كم، وكان قبلة للمرابطين منذ العهد الأغلبي.
  
 
وقد ظلّ مستعملا إلى بداية العصر الحفصي.
 
وقد ظلّ مستعملا إلى بداية العصر الحفصي.

مراجعة 09:54، 28 ديسمبر 2016

أنشأ الوالي العباسي هرثمة بن أعين 180هـ/796م رباط المنستير غير بعيد عن موقع "روسبينا" القديم. وهو النّموذج الأوّل للرّباط الذي خطّط أيّام الرّشيد، واستحضر مثاله إلى إفريقية، وأقيمت الرباطات طوال القرن الثّالث للهجرة على نسقه. ويدخل هذا العمل ضمن خطّة لتحصين الثّغور البحريّة وإقامة مراكز مراقبة وقائيّة ضدّ هجمات الأسطول البيزنطي خاصة.

وقد نوّه ابن حوقل (المتوفى بعد عام 997م) بالمنستير "وهو على نحر البحر. وبينه وبين المهدية [كذا] أيضا قصر رباط يُعرف بشقانص دونه عندهم في المنزلة، وهو حصين منيع، وبه أيضا أمة مقيمة على صيد السمك وهما قصران عظيمان على حافة البحر للرباط والعبادة عليهما أوقاف كثيرة بإفريقية والصدقات تأتيها من كل أرض" ويقع رباط شقانص شمال المنستير بنحو 3كم، وكان قبلة للمرابطين منذ العهد الأغلبي.

وقد ظلّ مستعملا إلى بداية العصر الحفصي.

وثمّة حصون أخرى قريبة من رباط المنستير، أهمّها :

  • قصر ابن الجعد : يقع في أقصى الطّرف الشّمالي من جزيرة أبي الفضل الغدامسي، على بعد 500م من رباط المنستير. أنشأه ابن الجعد في العهد الأغلبي، ورمّمه السلطان الحفصي أبو فارس عبد العزيز.
  • قصر دويد : أنشأه دؤيد بن ابرايهم بن الأغلبي سنة 240هـ/655م. ويقع قبالة القصر الكبير.
  • قصر السيّدة : ينسب إلى السيّدة أم ملال، في العهد الزّيري. ويقع قرب المسجد الجامع.

وفضلا عن الحصون القريبة من قصر الرّباط بالمنستير، وُسّع على مراحل عّدة، وخصوصا في العهدين الأغلبي والزّيري. وفي العهد الحفصي، أقام السّلطان أبو فارس عبد العزيز مدخلا جديدا للرّباط سنة 828هـ/1424م، وأقام فيه صحنًا كبيرًا، وكان على رأسه شيخ القصر. وقد تحوّل عصر ذاك إلى زاوية.

وفي الحقبة الحفصيّة برزت مدينة صغيرة، ذات مساحة قريبة من مساحة مدينة سوسة، محاطة بأسوار، ملاصقة لقصر الرّباط.

تقع مدينة المنستير على ساحل البحر ويحيط بها سور له ثلاثة أبواب، وعلى كلّ باب منها برج يعرف باسم الباب أوّلها قبلي ويعرف بباب بريقشة. والثّاني جوفي يعرف بباب الخوخة، والثّالث غربي يعرف بذلك ودون الأبراج المذكورة عدّة أبراج منها القصبة، وبرج سيدي عامر وبرج سيدي منصور، على ساحل البحر، خارج السّور وكذلك برج القلب وبها كلّها عدّة مدافع. وبها باب المدينة يعرف بباب الدّرب، وجامع خطبة للمالكيّة يعرف بالجامع الكبير داخل المدينة، وجامع خطبة للحنفيّة من غير صومعة بالرّبط وسبعة وعشرون مسجدا منها اثنان بالصّومعة ومقام بالقشلة للامام سيدي محمّد بن يونس ومقام خارج البلد للامام سيدي المازري، ومقام لسيدي عامر، ومقام لسيدي منصور، وزاويتان لسيدي عبد السلام، وزاوية لسيدي عبد القادر الجيلي.

وبالمنستير أربعة أسواق أحدها يعرف بالرّبع والثّاني بسوق اللّفة، والثّالث بسوق باب الجديد، والرّابع بسوق البلد، وحمّامان وخمس وعشرون معصرة سلطني وخمس عشرة طاحونة وألف وخمس وعشرون دارا وفي عام 1884 كان عدد سكان المنستير 762 نسمة. أمّا الذين كانت تطولهم الضرائب في منتصف القرن التّاسع عشر فعددهم 174 نسمة.

وتعتبر أرض المنستير الرّباط الأوّل بإفريقيّة وقد كان الأمراء الصنهاجيّون وأهالي المهديّة ينقلون رفات موتاهم إلى المنستير.

وأشهر من مات بالمهديّة ونقل جثمانه بحرا إلى المنستير الامام المازري فقيه المذهب المالكي ومزار أهالي الجهة كلّها. وبجواره المبارك المقبرة التي خصّص منها الرئيس بورقيبة جانبا لاله فدفن به.

وقد أدخلت على رباط المنستير تحويرات في عهد السلطان الحفصي أبي فارس عبد العزيز سنة 824هـ/1421م. وأعقبها أخرى على أيدي الاسبان والأتراك لتعزيز دوره الدفاعي. وهو اليوم متحف للفنون الاسلامية وفضاء للمهرجان. ذلك أنّ المنستير أصبحت قطبا سياحيّا بنزلها ومطارها وصناعاتها التقليدية وكامل أحيائها العتيقة التي رمّمت أسوارها الحفصيّة والتركيّة.