المدينة

آثار المديّنة

تبعد المدينة أو ألتيبروس (Althiburos) عن الدهماني (أبة قصور سابقا) ب11 كلم جنوبا في اتجاه الجريصة تحت إشراف زاوية سيدي عبد الله الشهيد. كانت ألتيبروس قرية بربرية حتى مدّنها القرطاجيون في نهاية ق 3ق.م. وإثر رومنتها رقّاها الإمبراطور هادريانوس (Hadrien) إلى مصافّ البلديّات باعتبارها محطّة على طريق قرطاج تبسّة، ممّا أدّى إلى ازدهارها. ولكنّها تضرّرت بداية من سنة 238م أثناء انتفاضة قرديان (Gordien) وخاصّة في عهد الوندال عند اندلاع الفتنة بين الكاثوليكيين والدوناتيين حتّى هجرت أثناء ق5م تقريبا. وقد كشف المنجي النّيفر عن عديد معالم المديّنة وروائع لوحاتها الفسيفسائيّة وشتّى النقائش والقطع الأثرية. وإلى جانب قوسي النصر والكابيتول والمعبد والساحة العامة والحمّامات والمسرح والحنفيّة العمومية والضريح (قصر ابن حانون) والقبر الجلمودي تحتفظ بعض المباني بأسرارها كمعلم الأحواض ذي المحاريب المنحوتة في الجدران والمنزل ذي القواعد الستّ عشرة ومنزل الصيد البحري.

وقد احتوى أحد هذه المعالم على عديد الغرف والحمّامات الخاصة ولوحات فسيفسائية جميلة معروضة إحداها بمتحف أوتيك وأخراها بمتحف باردو، والأرجح أنّه كان مقرّا لجمعيّة دينيّة. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ بعض نقائش المديّنة البونيّة والمزدوجة (بونية لاتينية) معروضة بقرطاج وبمتحف اللوفر بباريس.