المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون - بيت الحكمة

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
بيت الحكمة قرطاج

بعث المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون "بيت الحكمة" بموجب القانون عدد 116 لسنة 1992 المؤرخ في 30 نوفمبر 1992 ليحلّ مكان المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات التي أحدثت سنة 1983. ولئن ارتكز اهتمام المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات في المقام الأول على ترجمة المؤلفات التراثية أو الحديثة إلى اللّغات الحيّة (الفرنسية والانقليزية خاصة) إلى جانب تحقيق المؤلّفات التراثيّة ذات القيمة العلميّة وإخراجها إخراجا علميا يتيح للباحثين معاملتها بيسر، فإنّ مهامّ المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون صارت أوسع وأشمل، من جهة اتصالها بسائر المعارف الإنسانية (العلوم والاداب والفنون) قديما وحديثا ومن جهة البعد الأكاديمي الذي أنيط ببيت الحكمة، حتى يكون على غرار الأكاديميات والمجامع المعروفة على النطاق العربي والعالمي.

أمّا تسمية بيت الحكمة فهي تنطوي على بعد تاريخيّ يعود إلى القرن الثالث الهجريّ الموافق للتّاسع الميلادي تاريخ تأسيس بيت الحكمة الافريقي بالقيروان حوالي 264هـ/878م. هذه المؤسسة العلمية العريقة التي أقامت الدليل مثلها كمثل بيت الحكمة في بغداد على مكانة العلم والمعرفة في التاريخ العربي الاسلامي عامة وفي تاريخ تونس خاصة، كما برهنت من جهة اهتمامها الأساس بالترجمة، على ما يحدوها من روح الانفتاح على الآخر الثقافي بعيدا عن هواجس الاستعلاء الموهوم أو الصراع أو الدّفاع الغريزي عن الذات، وعيا أنّ المعرفة موزّعة على عقول الجماعة البشرية وأنّها ليست حكرا على لغة دون لغة ولا ديانة دون ديانة ولا ثقافة دون ثقافة ولا جنس دون جنس. وهذا هو الدور نفسه الذي يحرص المجمع التونسي على استئنافه، بالعقلية ذاتها.

وعلى هذا الأساس، اضطلع المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون بالمهامّ التالية:

  • جمع أعلام الفكر والثقافة في لجان علمية متّصلة بالعلوم والآداب والفنون وتمكينهم من مواصلة تطوير البحث في مختلف مجالات النشاط العلمي والأدبي والفنّي وتبادل المعلومات داخليا وخارجيا لتحقيق هذا الهدف.
  • الاسهام في إغناء اللغة العربية والعمل على سلامة استعمالها وتجميع مواردها وتطويرها، بالتعاون والتنسيق مع المؤسّسات الشبيهة والمعنيّة على المستويين العربي والدّولي، حتى تكون قادرة على مواكبة الحركة المتسارعة في مختلف مجالات العلوم والاداب والفنون، التي بلغت أوجها في عصر العولمة، عصر ثورة المعلومات والاتصالات.
  • العناية بالتراث بحثا وتحقيقا ونشرا، ترسيخا للخصوصيات الثقافية والحضاريّة العربيّة والإسلامية والمتوسطيّة لتونس.
  • تأليف المعاجم والموسوعات في سائر مجالات المعرفة.
  • ترجمة المؤلّفات ذات القيمة العلميّة أو الأدبية أو الفنية من اللغات الأجنبية إلى العربية والعكس.
  • تعريب المصطلحات الفنيّة في شتى الاختصاصات ومساعدة الادارات والمؤسسات على ذلك.
  • تنظيم المحاضرات والندوات العلمية التي يدعى إليها الخبراء وأهل التخصّص من تونس ومن كلّ بلدان العالم في نطاق شواغل المجمع وضمن الأهداف المناط به تحقيقها.
  • تشجيع الابداع في مختلف المجالات المعرفيّة بنشر المؤلفات ذات القيمة الثابتة في سائر فروع المعرفة العلمية والأدبية والفنيّة.
  • تكريم أهل العلم والمعرفة والابداع، اعترافا بما قدّموه من خدمات إلى الوطن كل في مجاله.
  • التعريف بالابداع العلمي والأدبي والفني التونسي عربيا وعالميا.

وإلى جانب ما تقدّم، يتولّى المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون إبداء الرأي في المسائل التي تعود إلى شواغله العلميّة كلّما عرض عليه ذلك من سلط الإشراف أو من المؤسسات العلمية والثقافية والتربوية في تونس، أو على المستويين العربي والدولي. وبالإضافة إلى ذلك ينظم المجمع دوريّا وعلى نحو منتظم ملتقيات علمية وطنية ودولية، أبرزها ملتقيات قرطاج الدولية التي تنتظم في ربيع كل سنة بمشاركة عدّة متخصّصين من ذوي الاشعاع الدّوَلي الكبير الذين يدعوهم المجمع إلى التباحث في أبرز القضايا الفكرية والثقافية والحضارية المثارة على المستويين المحلّي أو العالمي. وتصدر أعمال الملتقيات في كتب يحرص المجمع على توزيعها على أوسع نطاق تعميما للفائدة ونشرا للمعرفة. وفي هذا الاطار، استطاع المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون "بيت الحكمة" إصدار الكثير من المؤلفات ذات القيمة العلميّة العالية والاخراج الفنّي الرّفيع بلغ عددها 189 مؤلّفا تناولت سائر مجالات المعرفة بثلاث لغات (العربية/الفرنسية/الانقليزية) مع الحرص على الإفادة من اللغات الأخرى الألمانية واليابانية.

موقع المجمع التونسي للعلوم والفنون والآداب/ بيت الحكمة:http://www.beitalhikma.tn