الطاهر الهمامي
[1947 - 2009م]
ولد الطاهر الهمامي بقرية العروسة في 25 مارس 1947. وزاول دراسته الابتدائية بمسقط رأسه والثانوية بباجة. أحرز شهادة الباكالوريا سنة 1967 والإجازة في اللّغة والآداب العربية سنة 1971. باشر بعد تخرجه مهنة التدريس في المعاهد الثانوية. ثمّ واصل دراسته العالية بالجامعة التونسية وناقش يوم 8 جوان 1999 أطروحة دكتوراه دولة موضوعها (الشعر على الشعر) وهي بحث في الشعرية العربية من منظور شعر الشعراء على شعرهم إلى القرن الخامس الهجري ثم سُمي أستاذا محاضرا بالجامعة التونسية ثم أستاذا للتعليم العالي. يعد الهمامي من مؤسّسي حركة الطليعة (1968 - 1972م) أحد روّاد جناحها الشعريّ المعروف ب (غير العمودّي والحرّ).
أمّا حركة الطليعة فيعرّفها الهمّامي بكونها حركةٌ أدبية وإن امتدّ نفوذها إلى بعض حقول الفنّ التي انخرط نشطاؤها في طقس التجريب (موسيقيّون، تشكيليّون، ركحيّون...). وقد قامت على أساس نظريّ من زوال الحواجز في المنظور التّجريبي والطليعي بين أجناس الكتابة، وأشكال التعبير الفنّي. وقد كان هدف هذه الحركة، كما جاء في مقدّمة ديوانه (الحصار) هو خلق أدب تونسيّ لحما ودما، غير مقلّد لا للماضي، ولا للشّرق، أو الغرب. وكان المقصود أصلا هو إنشاء جماليّة خصوصيّة متميّزة مستمدّة من واقع العصر، عبْر الانكباب على تصوير هموم النّاس ومعالجة قضاياهم اليوميّة.لكنّ الهمّامي سرعان ما انشقّ عن هذه الحركة، معلنا انتماءه إلى المنحى الواقعيّ الذي يمثّل في نظره امتدادا خصبا لايجابيّات حركة الطليعة. أمّا "في غير العمودي والحرّ" فهو المصطلح الذي وضعته مجلّة الفكر للاشارة إلى نصوص شعريّة خرجت على الوزن الذي يعتبره الهمّامي نظاما نظريّا لا يعبّر عن الحقيقة الايقاعية الكامنة في اللّغة. بل إن الخروج على الوزن في نظره ليس "مسألة شكليّة" وإنّما هو خروج على كلّ ما يجرّه الوزن من تقاليد في الكتابة وطرائق في إجراء الكلام.
على أنّ قصيدة "في غير العمودي والحرّ"، كما أوضح الهمّامي ليست عدولا على مستوى الايقاع فحسب، وإنّما هي عدول على مستوى التشكيل الفضائي (إعادة توزيع العلاقة بين السّواد والبياض، واسترفاد العلامة غير اللّغويّة) وعلى مستوى اللّغة (فتح القصيدة على لغة الشارع وعلى المخزون النّصي الشعبي) وهي عدول على مستوى الأسلوب (تعاطي المحاكاة الساخرة) وعلى مستوى الموضوع (الاحتفاء باليوميّ والمعيشي والهامشي، وطلب شعريّة التفاصيل...).
وإضافة إلى كلّ هذا اختار الهمّامي أسلوبا في الكتابة مباشرا. إنّ للمباشريّة، كما كان يردّد، شعريتّها. وكثيرا ما كان يحبّ أن يصف شعره بالغامض الواضح، والواضح الغامض.. من الجدير بالذكر أنّ الهمّامي عاد، في سنيّ حياته الأخيرة، إلى قصيدة الشطرين يتعاطاها. وهذه العودة التي تلت غلواء التجريب الطليعي إنّما تدلّ، في نظر الهمّامي، على فشل تجربة الحريّة الشكليّة والحداثة المجلوبة. وقد توفيّ يوم السبت 2 ماي سنة 2009 بإسبانيا.
أعماله الشعريّة[عدّل]
- الحصار (1972)
- الشمس طلعت كالخبزة (1973)
- صائفة الجمر (1984)
- أرى النّخل يمشي (1986)
- تأبّط نارا (1994)
- قتلتموني (2000)
- اسكني يا جراح (شعر) 2004
- بعل ولوبغل، مارس2009
أعماله النقديّة[عدّل]
- كيف نعتبر الشابي مجدّدا (1976)
- مع الواقعية في الأدب والفن (مقالات)1984
- الأعمى الذي أبصر بعقله (أبو العلاء، دراسة)1992
- رجل في رأسه عقل (ابن المقفع، دراسة)1992
- حركة الطليعة الأدبيّة في تونس (1994)
- الشعر على الشعر (بحث في الشعرية العربية من منظور شعر الشعراء على شعرهم إلى القرن 5هـ/11م)2003.
نصوص متفّرقة[عدّل]
- ذاكرة شعب (نصوص 1989).
ببليوغرافيا[عدّل]
- الطاهر الهمامي، حركة الطليعة الأدبية في تونس 1968-1972، دار سحر للنشر وكلية الآداب بمنوبة، تونس، 1994.
