الصناعات التقليدية التونسية

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
أسواق المدينة العتيقة تونس العاصمة

تعتبر تونس من البلدان الأشد محافظة على صناعاتها التقليدية بفضل اندراجها في معاش عدّة عائلات وعناية الدولة بها في علاقتها بالسياحة تكوينا وتسويقا وتشجيعا وتطويرا مع المحافظة على الجودة. وإن ّ جولة في أسواق تونس العاصمة أو في أسواق كبرى المدن وحتى في الأسواق الأسبوعية بالقرى تؤكّد ثراء التراث الحرفي وتنوّع أشكاله وهو ما يعكس أصالة الهوية وخصب الخيال ورقة الذوق. كيف لا وتونس أرض الحضارات وملتقى الثقافات بحكم موقعها وقيم شعبها المتمازج العناصر.

لقد اقتضى تمصير مدينة تونس وفق التمصير الإسلامي للمدينة العربية المشهود في فاس أو مرّاكش أنّ ترتّب الأسواق بعناية أمراء بني حفص منذ القرن 7هـ/13م في دوائر يحيط بعضها ببعض حول الجامع الكبير - وهو جامع الزيتونة المعمور. فخصّصت الدائرة الأولى للسّلع النظيفة مثل العطور والحلي والحلل والأقمشة والفواكه الجافة، فكانت أسواق العطّارين والقماش والحرايرية والبركة للصّاغة. وخصّصت الدائرة الثانية للخياطة والحياكة وصناعة الشاشيّة، فكانت أسواق البرانسيّة والشوّاشيّة، على حين خصّصت الدائرة الثالثة لصناعات النحاس والسلاح والنجارة. أمّا الدائرة الأخيرة فللصّناعات الملوّثة، نسبيّا، كالدباغة في سوق الدبّاغين، والصباغة في سوق الصبّاغين، والخزف والفخّار والجليز في القلاّلين، والنقش على الرخام في الجوار.... ولأسواق تونس، على سبيل المثال، أمناء ومحتسبون يحمون الصّنائع والحرفاء من أنواع الغشّ، ولها أبواب تغلق ليلا، وعسس يحمون المصانع والمتاجر والمخازن. ولأسواق القيروان، كذلك، نظام كان رتّبه يزيد بن حاتم، والي إفريقية (تونس) سنة 156هـ/773م. فقد جعل على كل ّ صنعة أمينا. وقد نسبت إلى مؤسسيها أو إلى مشاهير أجوارها، مثل سوق إسماعيل التي أحدثها سنة 71هـ/690م إسماعيل بن عبيد الأنصاري، وهو أحد أعيان التابعين. وكانت هذه السوق حذو مسجده المعروف اليوم بمسجد الزيتونة، وكذلك سويقة ابن المغيرة نسبة إلى عبد الله بن المغيرة الكوفي، من كبار المحدّثين، وسوق بني هاشم، نسبة إلى صالح بن حاجب بن هاشم، وسوق دار الإمارة لقربها منها.

ومنذ سنة 1574م واصل الأتراك ما أسّسه الحفصيّون بالزيادة في الأسواق والتجديد في الصناعات وبناء الفنادق التي تعتبر الهياكلّ البدائيّة للسياحة والتسوّق. وفي عهد أحدهم - وهو عثمان داي (1598 - 1610م) استقطبت البلاد آخر مسلمي الأندلس الذين نشّطوا الصناعة والتجارة والتعمير في أنحاء العاصمة وبنزرت والوطن القبلي وسهول مجردة وخاصة في مجال النسيج والحرير والتطريز والشاشيّة في أسواق البشامقيّة والتّرك والشوّاشيّة. وبهذه الأخيرة شغفت الأرستقراطية فانتفعت بها داعمة بذلك اقتصاد البلاد بتصديرها إلى أوروبا والشرق العربي وإفريقيا رغم المزاحمة الأجنبية مندمجة مع مواد أخرى في عمليات تجارية محكمة واسعة مربحة، كما اقترنت بالشاشية صناعات يعود الفضل في تنويعها إلى الأندلسيين، ومنها إنتاج الحرير وتصنيعه في الملابس والأغطية الفاخرة، وصناعة العطورات، والتسفير الفنّي للكتب، ومواد البناء إنتاجا وتركيبا وخاصة النقش على الجبس أو على الرخام أو على الخشب المزوّق، والجليز والقرميد والاجر "العربي" وصناعة الالات الفلاحية وعلى الأخص الكرّيطة والناعورة.

ولم يكن البايات الحسينيّون أقلّ من سابقيهم حرصا على ازدهار الصناعات التقليدية منذ بداية حكمهم سنة 1705م بإضافة أسواق السرّاجين والسكّاجين والبلغجيّة والشّبرليّة. قرب "الزيتونة"، والبرادعية والكوباجيّة والغرابليّة... وغيرها في الأرباض المتّصلة بأبواب المدينة العتيقة. وكذلك شأن المدن الأخرى من حيث توزيع الصنائع العمراني ومرافقها من وكايل ومطاعم (فطائريّة وكفتاجيّة) والقائمين عليها من مسلمين ويهود مباشرين أو مراقبين. وإلى جانب الظاهر من هذه الصناعات المشغّلة للرّجال توجد في المدن والقرى صناعات تضطلع بها المرأة مستعينة ببناتها في المنازل وحتى في بيوت الشّعر. وهو ما يفوق حاجات العائلة فيعرض في السوق، من الملابس التقليديّة والمفروشات والحصر والعطورات والحلويّات والمصبّرات والتوابل ومشتقّات الحليب ومواد التجميل وحتّى المستحضرات الصيدلانيّة النافعة والضّارة!

وتشتهر كلّ مدينة أو قرية بأنواع مخصوصة من الصناعات. فالقيروان تشتهر بنسج الزّرابي، وطرق النّحاس، وصناعة المقروض. ولفظ "كروانة" الذي يشير إلى آونة من النّحاس ليس إلاّ تحريفا للفظ "قيروانية". أمّا صفاقس فتشتهر بالحدادة والنّقش، في حين تشتهر وذرف بنسج المرقوم، والجريد بنسج البرانس، وسجنان بصناعة الخزف والقصرين بالمخارق وتستور بصناعة الجبن والجبّة وغير ذلك ممّا يتنافس فيه.. وفي المنتوج الواحد تتميّز كلّ قرية وكلّ مدينة بأنواع معيّنة وبخصوصيّات أصيلة. فالبناء التقليدي بالآجر العربي مميّز لتستور وتوزر باختلاف الجماليّة. ولباس المرأة التقليدي دالّ على موطنها وأصلها. وفي الخارج أصبحت الزربية القيروانية دالة على تونس، مثلها مثل المرقوم البربري. والشهرة في النقش على الحجر لدار شعبان، وفي الخزف لنابل وجربة وسجنان، وفي الخيزران لعين دراهم، وفي المرجان لطبرقة. وقد اختارت تونس منذ الاستقلال الارتقاء بالصناعات التقليدية إلى صناعات فنّيّة فاعلة في الدورة الاقتصادية والحياة اليوميّة، دون الاقتصار على المحافظة المتحفيّة الخادمة للسياحة ليس غير. لذلك عهدت للديوان القومي للصناعات التقليدية عند تأسيسه خلفا لديوان الفنون التونسية مهمّة فنّيّة وإبداعية موفّقة بين الماضي والحاضر. ورغم القطيعة بينهما من جهة القيم الاجتماعيّة فإنّ الديوان قد نجح في تطوير بعض المهن التقليدية التي تمكّنت من مواكبة التغييرات الحاصلة في الواقع الجديد. وثبت نجاحه في المنتوجات والملابس التقليدية وصناعتي النحاس والخزف والمصوغ والأثاث. وذلك بفضل خلايا البحث والانتاج والتطوير، وبتكوين الحرفيين وتدريبهم على تقنيات أجنبيّة مثل النحاس المطلي والجلد والرسم على القماش والزرابي الحائطية والفسيفساء والزجاج اليدوي، مع الاستعانة بفنّيين أجانب واستلهام التراث العالمي. وعلى سبيل المثال قد عمّم الديوان صنع الزرابي المستوحاة من الزربية الفارسيّة، إلى جانب الزربية المحلّيّة.

وكانت التشريعات مشجّعة على هذا التمشّي، إذ بعثت سنة 1981 جائزة رئاسية للصناعات التقليدية، وأحدث سنة 1982 صالون سنوي يعرض أحدث الابتكارات في مختلف فروع هذه الصناعات كما أحدثت جائزة الخمسة الذهبية لتنمية أزياء مستوحاة من التراث ومناسبة لظروف عمل المرأة والرجل. كما تحتفل تونس منذ عام 1991 باليوم الوطني للّباس التقليدي في 16 مارس من كل ّ سنة. وفي إطار إعادة الهيكلة للديوان الوطني للصناعات التقليدية بعثت إدارة البحث والابتكار ومصلحة التراث الفني، وأحدثت ورشات تجريبية للفنّيين والمبتكرين، انتدبت لها مجموعة من خريجي معهد الفنون الجميلة، كما أبرمت اتفاقيات تعاون مع مؤسسات مهنيّة وجامعية. وحرص الديوان على عرض مبتكرات فنّيّة في الفضاءات التابعة له بالدندان ونابل والمنستير وباجة والقيروان وقفصة وقابس...زيادة على عرضها في المعارض الجهويّة ونشر كتب خاصة بها، وفتح مكتبة مختصّة. ومن الصعوبات التي واجهها الديوان في هذا التوجّه عقليّة الحرفي المحافظة على "سرّ الصنعة" من جهة والممتعض من المشاركة في مسابقة مضبوطة بشروط وبإشراف لجنة تحكيم.

ومن تلك الصعوبات مصطلح "التقليدي" الذي مازال يعني البراعة اليدويّة في محاكاة التراث، فلا يعكس التطوّر الجذري للقطاع في اتجاه الابتكار والاشعاع، وإنّ كانا لا يعنيان بالضرورة القطيعة مع الماضي والانطلاق من العدم. هذا وإنّ البحث عن مواد جديدة لتعويض بعض الموادّ المستوردة والمكلفة، زيادة على فتح الجامعات ومراكز البحث التكنولوجي أمام الصناعات التقليدية، كفيل بإيجاد الحلول للكثير من المشكلات والصعوبات المعرقلة لتطوّر هذا القطاع. ولا شكّ في أنّ بعث مرصد الحرف المهدّدة بالانقراض والعمل على تطويرها وفق خطّة عشريّة سيجعلان من قطاع الصناعات التقليدية أهمّ مسهم في التنمية الشاملة، فضلا عن قيمته الحضارية والفنّية. فهو، حسب إحصائيات سنة 2000، يشغّل حوالي 265.000 حرفيّ وحرفيّة، أي 11% من اليد العاملة النشيطة ويمكّن من خلق 5000 موطن شغل سنويّا، كما يسهم ب3% من الناتج الداخلي الاجمالي ويوفّر 200م.د. من العملة الصعبة سنويّا، إضافة إلى دوره في التنمية الجهويّة، خاصة في المناطق النائية، إذ تساعد الصناعات التقليدية المحلّيّة على تثبيت المواطنين في قراهم. وعلى سبيل المثال، فإنّ مجموع المنتفعين بالقروض لمساعدتهم على الانتاج بلغ 25.587 نفرا إلى حدود سنة 1999, وبلغ مجموع المبالغ 25.886.000د.

وقد شجّعت الدولة على الاستثمار في هذا القطاع في إطار الصندوق الوطني للنهوض بالصناعات التقليدية والمهن الصغرى. فتمّ رفع حجم التمويل من 25.000 إلى 30.000د سنة 1992، وتمّت مضاعفته سنة 1996. وبالتالي فقد بلغ عدد المشاريع المموّلة 70 مشروعا بقيمة مليون دينار سنة 1997، ممّا رفّع العدد الجملي للمشاريع المموّلة إلى 1519 مشروعا بمبلغ 17.224م.د. وقدّرت الكلفة الجملية لنوايا الاستثمار بمبلغ 2.363.889د. سنة 1999 فوفّرت 617 موطن شغل. وبلغ عدد نوايا الاستثمار المسجّلة لدى ديوان الصناعات التقليدية 197 مشروعا بقيمة جمليّة بلغت 1,8م.د من أوت 1994 إلى سبتمبر1999. وحظيت ولاية تونس بالنصيب الأوفر من كلفة المشاريع في نفس المدّة بقيمة بلغت 1.997.886د. وتلتها ولاية نابل بقيمة 1.383.090د. كما تمّت مراجعة قائمة فروع الانتاج لتصبح 10 بموجب الأمر عدد 94 / 492 المؤرّخ في 28 فيفري 1995 بعد أنّ كانت خمسة. وبموجب هذه المراجعة أخذ بعين الاعتبار تطوّر حرف معينة كالمعادن والطين والحجارة والبلّور بما أفاد القطاع بدقّة أكثر في تحديد الكفاءات المهنيّة وتصنيف الحرفيين. وقد بلغ عدد البطاقات المهنية المسندة إلى الحرفيين 77.000 بطاقة إلى غاية سبتمبر 1999, أي ما يمثل ثلث العدد الجملي للحرفيين. وتحتل ولاية القيروان المرتبة الأولى من حيث عدد البطاقات إذ بلغ 11.041 بطاقة، منها 85% مسندة للحرفيّات.

ونهوضا بالجودة في عالم التنافس يقوم الديوان بحملات تحسيس وزيارات إرشاد لورشات الغزل والصباغة والنسيج والبيع، مراهنة على الزربية التونسية خاصة في عاصمة إنتاجها: القيروان، حيث يتواصل الديوان مع الحرفيين والحرفيات في المنازل لتقديم المساعدات الفنّيّة. ولذلك أصبح إنتاج الزربية والنسيج المطبوع يمثل 80% من الانتاج القومي المراقب. وبلغ إنتاج الزربية 338.460م². سنة 1998, بينما بلغت نسبة النسيج 20% من الانتاج الوطني المطبوع، واحتلّ المرقوم المرتبة الأولى بمعدّل 45.000م². في السنة.

وفي مجال المحافظة على الذاكرة وتشجيع الابداع فتح الديوان الوطني للصناعات التقليدية بالدندان - بتونس العاصمة - متحفا للّباس التقليدي يعرض أنواعا مختلفة باختلاف تنوّعات التراث عبر الجهات من الجبّة والبرنس والملاءة والحائك والسفساري والفوطة والبلوزة والقمجّة والفرملة والشاشية والطاقية والبلغة والريحيّة والشبرلّة... إلى جانب مجموعة هامة من الحليّ فضّة وذهبا. كما خصّص الديوان سنة 1996 فضاء للخمسة الذهبية لعرض نماذج من ابتكارات المصمّمين المشاركين في المسابقة السنويّة منذ إحداثها بمناسبة اليوم الوطني للّباس التقليدي. وقد مزجت تلك النماذج بين الموضة العصريّة والطابع التقليدي التونسي في تصاميم أنيقة وألوان متناسقة بما يتماشى وذوق المرأة العصريّة المعتزّة بأصالتها. وإلى جانب المتحف وقاعة الخمسة الذهبية وفّر الديوان للباحثين والمصمّمين مكتبة قيّمة بتنوّع مراجعها من تصاميم أصلية في الزربية يُناهز عددها مائة تصميم من القرن 19م، وأخرى في المرقوم والكليم، علاوة على الصور والمخطوطات والمطبوعات. وفي تونس العاصمة أيضا تحتضن دار ابن عبد اللّه متحف العادات والتقاليد الشعبية. فصاحب الدار هو أحد أثرياء تونس ممّن اشتهروا بنسيج الحرير في نهاية القرن 19م. والمتحف مجسّم حيّ للحياة العائليّة الحضريّة حسب اختصاصات الغرف بمحتوياتها من أثاث وأوان وأزياء وحليّ وعطور متكاملة مع معمار القصر.

ويلاحظ أن ّ اللباس اليومي للمرأة في مدينة تونس يتكوّن من جبّة دون أكمام تغطّي النصف الأعلى من الجسم وسروال متّسع. وفي أوائل القرن 19م قصّرت الجبّة إلى أنّ أصبحت في حدود أعلى الصدر. وفي بداية القرن 20م ظهر نوع ثان من السراويل يتميّز بساقين عريضتين، يسمّى الكبّوس الغارق، بينما ينقسم غطاء الرأس إلى نوعين أحدهما عال وحادّ بذيول من القفا تلبسه الشّابات، والاخر أقلّ علوّا وبه ذيل واحد، تلبسه النساء والمسنّات. وشبيه بهذا المتحف دار شريّط بتوزر، ومتاحف جهويّة في نفس الاختصاص كالذي في الكاف والمنستير، حيث ينتصب بمقرّ المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية عرض قار لمنتوجات حرفيّي الجهة. أمّا في نابل فقد فتح مركز التقاليد والحرف الفنّيّة أبوابه في أوت 1990, وتوسّع برواق عرض في نوفمبر 1998. ويضمّ 12 حرفيّا في مختلف التخصّصات. وكذلك في بنزرت برعاية جمعيّة صيانة المدينة الحريصة على تعليم الشباب مختلف الحرف في ورشات بأعلى القصبة. وفي القيروان متحف الزربية الذي أدخلت عليه عملية تحديث منذ سنة 1995 ليضمّ أجمل المبتكرات، إلى جانب أقدم الزرابي والآلات، فضلا عن الوثائق. ومن المعروضات أقدم أنموذج للزربية من نسج كاملة الشاوش ونسخة طبق الأصل منها.

وفي قرية "كان" ببوفيشة، على طريق المناطق السياحية بسوسة والحمّامات، ارتبط الانتاج الحرفي بالتنشيط السياحي في إطار نظرة جديدة إلى العرض والترويج. أمّا في "النجمة الزهراء"، قصر البارون ديرلانجي بسيدي بوسعيد أو مركز الموسيقى العربية والمتوسّطيّة، فيختصّ المتحف بالآلات الموسيقية التقليدية كإحدى الصناعات اليدويّة. ورغم هذه الجهود المتكاملة لاحياء الصناعات التقليدية وتطويرها وتوظيفها، تلك التي أفاد منها بالخصوص النسيج والخزف واللباس والحليّ، فإنّ صناعات أخرى قد اندثرت أو كادت لعدم الاهتمام بها، منها حرفة الشّعر التي تصنّع من شعر الماعز الأكياس والستائر والمخالي والحبال، وصناعة الآجر والقرميد على الطريقة الأندلسية، وصناعة الالات الفلاحية كالناعورة التي سكتت أجراسها عن الرنين بدخول المضخّات إلى البساتين، وصناعة الحصر التي زاحمتها في البيوت وحتّى في المساجد حصر أخرى منسوجة آليّا بأسلاك البلاستيك. وفي سوق النحاس بتونس لم يبق إلاّ دكّانان بعد أنّ اكتسحته المفروشات المستوردة والملابس الداخلية الصالحة لتجهيز العروس. وستظلّ أسماء الأسواق مدينة تونس العتيقة وحدها من حيث التسمية محافظة على الصنائع والحرف التي كانت عامرة بها، مثل: السكّاجين والبشامقية والزنايديّة والبرامليّة والسرايريّة وغيرها...