الشيخ إبراهيم الجمني

من الموسوعة التونسية
نسخة 10:44، 10 جانفي 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1037هـ - 1134هـ/1628م - 1721م]

هو الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن أبي بكر، والجمني نسبة إلى جمنة وهي قرية من قرى نفزاوة (ولاية قبلي). ولد سنة 1037هـ الموافق ل 1628م في عائلة علمية إذ كان والده فقيها وكذلك جدّه للأب إبراهيم. اتّجه إلى حفظ القرآن في زاوية جدّه عبد الله المعروف بالحاج في قرية جمنة كما حفظ المبادئ الأولى لعلوم اللغة والفقه. وانتقل بعد ذلك إلى القيروان فقرأ على مشائخها كالشيخ علي الوحيشي ثمّ رحل إلى مصر سنة 1066هـ/1656م بإشارة من شيخه علي الوحيشي الذي لاحظ عليه علامات النبوغ والتفوّق. أقام بمصر حوالي تسع سنين تتلمذ خلالها للفقيه المالكي عبد الباقي الزرقاني والشيخ محمد الخرشي وغيرهما من علماء الجامع الأزهر كما أخذ التصوّف عن أبي عبد الله أبي القاسم الجلالي والشيخ محمد الغربي وأبي القاسم القاضي. عاد إلى بلدته جمنة بالبلاد التونسية سنة 1075هـ/1665م، وانتصب للتدريس والتفّ حوله تلاميذ كثيرون. تشير بعض الروايات إلى أنّ السفينة التي عاد فيها إلى تونس غرقت قريبا من خليج مدينة قابس، ولكنّه أنقذ، وسأل بعد أن أفاق، عن كتبه. عاد إلى مصر مرّة أخرى ولم يطل بها مقامه ورجع من جديد إلى جمنة.

أسّس بجمنة المدرسة المرادية أو الجمنية، والمرادية نسبة إلى مراد باي، والجمنية نسبة إلى إبراهيم الجمّني. وكان لهذه المدرسة تأثير بعيد المدى في إقبال الناشئة على طلب العلم بجهة جمنة خاصّة ونفزاوة عامّة. انتقل إلى جزيرة جربة، واختار جامع الغرباء يعلّم فيه الناس فوجد من إمام الجامع صدّا، فأقام أخواصا من جريد يسكنها هو ومن يقرأ عليه. ولمّا بلغ خبره مراد باي أمر له ببناء مدرسة وبنى لها دورا وبيت صلاة، كمل بناؤها سنة 1085هـ/1675م.

يعود الفضل للشيخ إبراهيم الجمني في نشر المذهب المالكي في جزيرة جربة التي كان المذهب الإباضي منتشرا بها، وأصبحت المدرسة الجمنيّة بجربة مركزا للاشعاع الفكري وترشيد الفكر الديني. تخرّج على الشيخ إبراهيم الجمني تلاميذ كثيرون منهم : الشيخ علي الفرجاني والشيخ محمد الغرياني والشيخ أحمد الباهي صاحب الزاوية الشهيرة والشيخ قاسم الأنصاري وغيرهم. توفّي الشيخ إبراهيم الجمني سنة 1134هـ/1721م. ودفنّ بمدرسته المرادية وله من العمر ست وتسعون عاما. اعتبره محمود مقديش صاحب نزهة الأنصار من أجلّ أعيان المتأخرين من أهل العلم. تذكر بعض المصادر أنّه ألّف :

  • شرحا على مختصر خليل (لم يكمله)
  • كتبا يحتمل أنّها ضاعت عند غرقه أثناء عودته من مصر.