الشاذلي المورالي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
الشاذلي المورالي

[1867 - 1934م]

الشاذلي المورالي من الصحافيين التونسيين في فجر القرن العشرين الذين ساهموا بجرأة في الصحافة الوطنية التي اضطلعت بدور كبير في تجذير الوعي بالقضية التونسية في صفوف فئات الشعب التونسي، وقد كانت الجريدة التي أصدرها بعنوان "المنير" مثالا حيّا على ذلك. ولد الشاذلي بن علي المورالي بتونس سنة 1867 في أسرة تركية الأصل، ودرس في الصادقية واشتغل بسلك القضاء سنة 1901، ثم عُيّن كاتب محكمة في قفصة سنة 1905 ثم عُزل فعاد إلى تونس، لينخرط في عالم الصحافة بإصداره في 12 ماي 1907 جريدة "المنير". وقد أراد أن يجعل منها منبرا لنشر العلوم والمعارف الحديثة بأسلوب يتماشى مع التقاليد الثقافية العربية الإسلامية، إضافة إلى الاهتمام بقضايا السياسة والأدب. غير أنّ إمكاناته لم تسمح له إلاّ بإصدار إثنى عشر عددا، فتوقّفت "المنير" تلقائيا في 5 ديسمبر 1907. ولم يكن ذلك عائقا أمام المورالي ليوقف نشاطه الصحفي فقد تولّى رئاسة تحرير جريدة "التقدّم" اليومية التي كان يديرها البشير الفورتي.

وعلى إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1919, كان الشاذلي المورالي في طليعة المطالبين برفع حالة الحصار على الصحف التونسية ومنعها من الصدور، وهي حالة استمرت منذ أحداث الزلاّج في سنة 1911. وعندما قرّر المقيم العام الفرنسي السماح للصحف التونسية بالصدور كانت "المنير" في طليعة الصحف العائدة، وذلك في 21 فيفري 1920. وانخرط المورالي في الحزب الحرّ الدستوري التونسي (1920) وأصبح عضوا في لجنته التنفيذية، ودافع على أعمدة جريدته عن المواقف الوطنية لهذا الحزب إلى جانب دفاعه عن الاسلام وكان العنوان الفرعي لجريدته:"لسان الفكر الاسلامي".

وفي سنة 1925 قرّر المورالي إصدار جريدته في شكل مجلة أسبوعية بمساعدة زين العابدين السنوسي الصحفي والأديب صاحب مطبعة العرب، وانطلقت مسيرة "المنير" مجلة أدبية فنيّة إلى حدود شهر فيفري 1928، لتراود مؤسّسها ورئيس تحريرها الشاذلي المورالي من جديد فكرة إصدارها في شكلها الأصلي. فأقدم على ذلك، مدافعا عن حرية الصحافة التونسية، واحتجّ مثلا على تعطيل مجلة "العالم" و"العمل التونسي" و"صوت التونسي" و"صوت الشعب" الناطقة بالفرنسية. وكان المورالي إلى جانب نشاطه الصحفي مديرا لمدرسة قرآنية وعضوا في جمعية قدماء الصادقية.