الحبيب بلال

من الموسوعة التونسية
نسخة 13:40، 21 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1937 - 2002م]

كانت ولادته بمدينة منزل بورقيبة بالشمال التونسي في جويلية 1937. حصل على ديبلوم الهندسة المدنية (اختصاص هندسة وتزويق) من فرنسا ثمّ أسس "رواق بلال" الذي هو جزء من مسكنه (بالمنزه الخامس بالعاصمة تونس) ، وفتحه للمعارض الجماعية والشخصية، مارس الرسم على المعادن المطلية، وكانت جلّ أعماله تشخيصيّة تعبيريّة، استخدم فيها التقنيات المركبة. وهو يستمد خصائص فنه من الحرفيّات المعدنية بعد أن يطليها بمواد سائلة.

أما مضامينه فدارت حول الإنسان وطموحه إلى تحقيق "سعادته الوجودية"، كما أنجز أعمالا ذات مضامين تراثية تستلهم تقاليدنا التونسية العربية. وكانت وفاته بتونس العاصمة في مارس 2002. أقام الحبيب بلال في الفترة من سنة 1976 وحتى سنة وفاته، أكثر من أربعين معرضا بين فردي وجماعي، منها 33 في تونس و 8 في الخارج، بكل من سويسرا وفرنسا والمغرب ومصر ولبنان واليابان وألمانيا. ونال عددا من الجوائز في مسابقات نظّمت خارج تونس، مثل ألمانيا، وخاصة من بعض المنظمات الدولية مثل منظمة العفو الدولية، والمنظمة العالمية لقرى الأطفال; إلى جانب جوائز وشهادات تقدير من منظمات وطنية. وكان مع ذلك في سباق مع الزمن، ينجز المزيد، ويلتذ بمعاشرة الأطلية والمعادن والألوان، وخاصة صهد الفرن.

وبالتأمل في الأعمال الفنيّة التي اشتمل عليها معرضه الاسترجاعي (موفى سنة 2001 ومستهل 2002) ونظّمه اتحاد الفنانين التشكيليين بتونس تكريما له، وهو على سرير المرض - أمكننا تسليط الضوء على بعض الخصائص لتجربة هذا المبدع. إنها عالم المهندس الفنّان الذي يزاوج بين البناء والتزويق، فقد فرّ من مهمّات تقنين الجامد لينخرط في تجلّيات الابداع بترويض السوائل والمتحرّكات، كي يبدع أشكالا تعبيرية ضمن الحركة، في محاولات متكررة لجعلها أكثر إيجابية ووضوحا. كانت للفنان الحبيب بلال أمنية، عبّر عنها سنة 1978 عند رجوعه نهائيا إلى أرض الوطن وهي تدريس تخصّصه، ليسهم في تكوين جيل من الفنانين يتداولون تقنياته، وتتناقلها الأجيال اللاّحقة وتطورها، لكنّها بقيت أمنية.

استخدم بلال بأسلوب فنّي بارع طرق الحرفيين في أوروبا، في صناعة الطلاء المعدني على النحاس، وبعض المجوهرات والأوسمة والنياشين والميداليات وغيرها، فَوَظّفَ ذلك كله في إنجاز أعمال فنية تنطوي على رؤى، وتجسّد أفكارا، وتبني علاقات حميمة بين المُتَلَقّي والعمل الفني، أساسها تجسيد الهمّ الإنساني في ضوء العناصر الحضارية للوطن، والسفر عميقا في مكونات هويته، ودعائمه الثقافية والاقتصادية والحضارية عموما. الحبيب بلال فنّان عاشق لفنّه، عاش، في الوقت نفسه، الصراع الطويل مع العناصر المضطربة، المتحرّكة، ومعالجة حركاتها غير المتوقّعة على الحامل، من جهة، والفرح العارم عند رؤيتها خارجة من الفرن مثلما أراد لها، قطعا فنية في كمال تقنيّ نادر. ومن شدّة حبه لهذا الاختصاص وموادّه، وخبرته في توظيفها، احتفظ أحيانا بلون النّحاس، لخهر لَمَعانه المعدني ولونه الحارّ. إنّه فنّان الطلاء المعدني بامتياز.