البشير الرحال

من الموسوعة التونسية
نسخة 13:12، 21 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1901 - 1979م]

البشير الرحال

ولد البشير الرحال بتونس سنة 1901 وزاول دراسته بالمدرسة العرفانية التي كان من معلميها رائد المسرح الكبير الشيخ إبراهيم الأكودي. وبفضل ما بذره في تلاميذه من حب المسرح شغف البشير الرحال بالتمثيل وهو في المدرسة الابتدائية. وقبل الحصول على الشهادة الابتدائية اضطرّ إلى الانقطاع عن التعليم إثر وفاة أبيه ليلج معترك الحياة يبحث عن عمل يرتزق منه ويعول أسرته. فتعلّم أولا صناعة الأحذية ثم انتقل إلى مكتب المحامي محمد الحبيب رجل المسرح الكبير ثمّ تأهل ليكون خبيرا لدى المحاكم وتمكّن من ذلك سنة 1948. بدأ البشير الرحال نشاطه المسرحي بجمعية "الآداب" عندما استأنفت نشاطها بعد الحرب العالمية الأولى. وكان يدير هذه الجمعية فنيا الشيخ إبراهيم الأكودي فأسند إليه دورا صغيرا في مسرحية "روميو وجوليات" أو "شهداء الغرام" فلفت البشير الرحال نظر الجميع بإتقانه ذلك الدور الصغير. لكن انطلاقته الحقيقية في ميدان المسرح كانت على يدي رجل المسرح الكبير جورج أبيض عندما أدمج فرقتي "الآداب" و"الشهامة" في فرقة واحدة باسم "التمثيل العربي" وتولّى إدارتها الفنية إذ أسند إليه دورا مهمّا في مسرحية "البرج الهائل" (تعريب فرح أنطون) في فيفري 1922. فكان النجاح حليفه وبدأ منذ ذلك التاريخ نجمه يصعد إلى أن بلغ القمة. وبعد سنوات من العمل في عدّة فرق ("التمثيل العربي" و"السعادة" و"الجوق الكاملي") انضمّ البشير الرحّال إلى فرقة "المستقبل التمثيلي" التي كان البشير المتهنّي مديرها العام فأسندت إليه الإدارة الفنية. وقدّمت الفرقة عددا كبيرا من المسرحيات منها "موسى الهادي" و"صلامبو" و"كليوباترا" و"العشرة الطيبة" الخ... وأدرك البشير الرحّال ميل الجماهير إلى المسرحيات الفكاهية باللسان الدارج فقدم عددا منها ("عمّ عثمان التياس" و"بدر البدور" و"حبيك لبيّك") وكان يقوم فيها إلى جانب الاخراج بالدور الرئيس فلقيت نجاحا كبيرا.

وتجدر الاشارة إلى أنّ البشير الرحال اكتشف على سبيل الصدفة موهبته ممثلا هزليّا. فقد كان يقوم بالأدوار الدرامية وفي أثناء التمارين على مسرحية "عم عثمان التياس" كان يقوم بدور والد الزوجة الممثل الفكاهي نور الدين بن رشيد وقد نشب خلاف بينه وبين مدير الفرقة العام فتخلى عن الفرقة. عند ذلك خطرت للبشير المتهني فكرة إسناد الدور إلى البشير الرحال الذي رفض في البداية لكنه اضطرّ إلى القبول في آخر الأمر وكان النجاح حليفه فأصبح منذ ذلك العهد من أكبر ممثلي الكوميديا الذين عرفتهم تونس.ويروى أنه في أثناء عرض مسرحيّة "عمّ عثمان التيّاس"، أتاه الناعي بنبإ وفاة ابنته المريضة، وبينما كان جمهور المسرح يضحك ويصفق كان قلبه يذرف الدموع على فجيعته. وعندما تكونت جمعية "الاتّحاد المسرحي" سنة 1936 كان البشير الرحال من ممثليها البارزين، وبعد الحرب العالمية الثانية تولّى إدارتها الفنية بمهارة واقتدار، كما مارس التأليف المسرحيّ فاقتبس "ضحكة والف دمعة" عن "أولاد الفقراء" ليوسف وهبي وعدة مسرحيات أخرى منها "أنا أنت أنت أنا" و"كيد النساء سطاش" و"ياما ياما تحت الخامة" و"في دار الكوميسار" وبالخصوص "ولد الحنانة" التي أقبل عليها الجمهور إقبالا كبيرا وأعيد تمثيلها عدّة مرّات. انضمّ البشير الرحّال بعد ذلك إلى فرقة "المسرح الشعبي" وشارك في عدّة مسرحيات كان أشهرها "الحاج كلوف في الحمّام".ومعروف أنّ حلقات "الحاج كلوف" قدمت أولا في الاذاعة وقام بالدور الرئيس فيها الممثل الكبير حمودة معالي. وعندما تقرر الربط بين بعض هذه الحلقات التي كتبها أحمد خير الدين لتتحوّل إلى مسرحية تقدم على خشبة المسرح وقع الاختيار على البشير الرحّال ليتقمّص دور ذلك الشخص الطريف إلى أقصى حد وكان هذا الاختيار موفّقا. وتوفّي البشير الرحّال في مارس 1979 تاركا في ميدان المسرح الكوميدي فراغا كبيرا.