ابن شباط

من الموسوعة التونسية
نسخة 08:07، 6 مارس 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[618 - 681هـ/1221 - 1282م]

أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عمر بن شبّاط المصري التوزري، فقيه، لغوي، أديب ومؤرّخ أصيل مدينة توزر بالجنوب الغربي للبلاد التونسية. يلقّب بابن شبّاط ويعرف بالمصري أيضا، ذلك أن جدّه عليّا قد ولد بمصر حينما انتقل إليها أبوه محمد ابن عمر واستقرّ بها، وعقب وفاته عاد ابنه عليّ إلى توزر فلقّب بالمصري لشبه بينه وأهل مصر في كلامهم وهندامهم.

ولد ابن شبّاط ليلة الخميس الموافق للعشرين من شعبان سنة 618هـ، التاسع من أكتوبر عام 1221م، من أمّ جزائرية بمدينة قسنطينة حيث كان والده يتعاطى التجارة. ولمّا بلغ من العمر أربع سنوات نقله أبوه إلى توزر فنشأ بها ودرس بجامع القصر، بناحية بلد الحضر، على شيوخ بعضهم من أهل البلد المذكور وآخرين وفدوا عليه من القيروان على وجه الخصوص. وأبرز مُعَلّميه والده وأبو عبد اللّه محمد ابن أبي يحيى أبي بكر بن أبي عمر الطولقي وهو الذي روى عنه القصيدة الشقراطسيّة سنة 642هـ/1245م وثالثهم أبو عبد اللّه بن أبي الفضل أبي القاسم بن شمدون أحد فقهاء توزر في القرن السابع للهجرة. أمّا العلوم التي تلقّاها فهي علوم القرآن والحديث والفقه والنحو واللّغة والأدب. استقرّ ابن شبّاط بأرض أجداده ولم يبرحها إلاّ نادرا ولمآرب غير طلب العلم، من ذلك أنّه مكث بمدينة تونس سنتين مدرّسا بجامع الزيتونة فأجاد وأفاد، وكانت إقامته بمكان يعرف اليوم بزنقة ابن شبّاط بالقعّادين. عاد بعد ذلك نهائيّا إلى بلدته حيث ظلّ القاضي الموفّق والمدرّس المتفوّق، فتخرّج على يده خلق كثير من مشاهير رجالات الفكر والأدب، منهم أبو عبد اللّه محمد بن حيّان الشاطبي (ت691هـ/1292م). وفي يوم السبت الحادي عشر من ربيع الثاني سنة 681 / 13 جويلية سنة 1282 توفّي ابن شبّاط ودفن بجوار أضرحة آل الشقراطسي ببلد الحضر.

مؤلّفاته

لم يصلنا من آثار ابن شبّاط غير النزر اليسير، طبع منه ما يلي:

  • فصل من كتابه "صلة السمط" حول فتح صقلّية نشره الايطالي ميكالي أماري باللّغة الايطاليّة ضمن مؤلّفه "المكتبة العربيّة الصقلّية" (Biblioteca arabo Sicula) بليبسيغ سنة 1857, ص 95 - 106. ثم نشر النص العربيّ ضمن الكتاب المذكور في نسخته العربيّة بليبسيغ أيضا سنة 1868.
  • فصل من "صلة السمط" عن فتح الأندلس حقّقه ونشره أحمد مختار العبّادي بمجلة معهد الدراسات الاسلاميّة بمدريد (Revista del Instituto de Estudios Islamicos - Madrid) سنة 1965 - 1966، عدد 13، ص 99 - 163.
  • قصيدة الجدي أنشأها بمناسبة ولادة جدي بتوزر ليلة الفاتح من رجب سنة 674هـ/21 ديسمبر 1275م، غرّته بيضاء كتب عليها باللّون الأسود "محمد". وقد نشر نص القصيدة في كتاب "الجديد في أدب الجريد" لأحمد البختري ص 70 - 72.
  • عجالة الرويّة في تسميط القصيدة النحويّة لأبي الفضل يوسف بن النحوي (ت 513هـ/1121م) والموسومة بالمنفرجة أو أمّ الفرج، وقد نشر نص العجالة برحلة العبدري ص 52 - 59.
  • فقرات من "صلة السمط" تضمّنت فتاوى انتقاها الهادي روجي إدريس ونشرها ضمن مقال باللّغة الفرنسية عنوانها: "الحياة الفكرية بإفريقية الجنوبية في أيام بني زيري". وقد طبع المقال بعاصمة الجزائر سنة1957 ونشر بالجزء 2، ص 95 - 105 من كتاب: "مزيج من تاريخ المغرب الاسلامي وآثاره" (بالفرنسية).

أمّا ما هو مخطوط من آثار ابن شبّاط فيتمثّل في:

  • تخميس وضعه على القصيدة الشقراطسيّة عنوانه "سمط الهدي في الفخر المحمدي".
  • "صلة السمط وسمة المرط في شرح سمط الهدي في الفخر المحمّدي" وهو، كما يستفاد من عنوانه، شرح للتخميس السابق الذّكر ويعرف في أوساط العامّة تحت عنوان "تاريخ ابن شبّاط". يتألّف هذا الكتاب من أربعة أجزاء كبيرة الحجم تنطوي على أكثر من 1000 صفحة، وقد اختصره المؤلّف في نسخة متوسطة الحجم وأخرى صغيرة. أمّا المضمون فشرح للتخميس تطرّق إليه على مستوى المعجم والنحو والبلاغة، إلاّ أنّه شرح ضمّن استطرادا واسعا استعرضت فيه قصّة الفتح الاسلامي لمختلف مدن الدنيا والتعريف بها جغرافيّا بأسلوب جعل هذا الاستطراد يطغى أحيانا على الشرح ويضفي على المؤلّف أهميّة خاصّة. وقد اعتمد ابن شبّاط مصادر متنوّعة ما بين شفويّ ومكتوب وما بين موجود ومفقود اليوم وما بين مخطوط الان ومطبوع، وجميعها على نصيب وافر من الصدق والعمق. وأبرز من أخذ عنهم وفُقدت آثارهم عريب بن سعد القرطبي (ت 904هـ/1018م) وابن حيّان القرطبي (ت 469هـ/1076م) وعبد الحق الاشبيلي (ت 582هـ/1186م). أما أبرز من استند إليهم ووصلتنا أعمالهم فهم الواقدي (ت 207هـ/822م) وابن عبد الحكم (ت 257هـ 871م) واليعقوبي (ت 284هـ/897م) والطبري (ت 310هـ/923 م) وابن عبد البرّ (ت 463هـ/1070م) والشقراطسي (ت 466هـ/1073م) وابن الكردبوس (ت حوالي 580هـ/1186م).

وممّا لا ريب فيه أنّ مؤلّفات ابن شبّاط تربو على ما ذُكر إلاّ أنّها تلاشت فلم تحتفظ ذاكرة التاريخ منها، إضافة إلى ما ورد، إلاّ بالعناوين التالية:

  • "الغرّة اللائحة والمسكة الفائحة في المعجزة الواضحة"، وهو كتاب روى فيه المؤلّف قصّة الجدي وضمّنه قصيدته في الغرض المشار إليه أعلاه.
  • "العقد الفريد في التعريف بأهل الجريد"، وهو مصنّف في تراجم رجالات منطقة الجريد بالجنوب التونسي، أشار إليه حسن حسني عبد الوهّاب عند تقديمه لكتاب "مؤنس الأحبّة في أخبار جربة" لأبي رأس الجربي، وذكره الهادي بن مصطفى التوزري في ص 61 من كتابه "عبد الله الشقراطسي".
  • "تحف المسائل بمنتخب الرسائل"، وهو مؤلّف يبدو أنّه في المكاتبات الأدبية.
  • دلائل اليقين إلى مسائل التلقين".
  • "الشّعب الشهيّة والتّحف الفقهيّة" وهو مصنّف في الفقه الاسلامي.
  • "درر السمط في علم الفلك".
  • حاشية على أحد شروح صحيح مسلم.
  • رسالة في الهندسة، أوضح فيها نظريّته في توزيع المياه. ومعلوم أنّ التقسيم الثّلاثي ثمّ السّداسي انطلاقا من كلّ ثلث هو إنجاز روماني لا محالة ويكمن فضل ابن شبّاط إذن في بعث نظام توزيع يبدأ من حيث وقف الرومان ويصل بذلك إلى ريّ جميع بساتين توزر كلّ حسب حاجته. وقد بقي هذا النظام قيد الاستعمال حتى اليوم وكلّما رام أحد تغييره انتهى إلى إقراره.

ببليوغرافيا[عدّل]

  • ابن الشباط: محمد بن علي بن محمد بن عمر، صلة السمط وسمة المرط، مخطوط، المكتبة الوطنية، رقم 5695، 18950.