«ابن الرقيق القيرواني»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 28: سطر 28:
 
==ببليوغرافيا==
 
==ببليوغرافيا==
 
* الرقيق أبو إسحاق  إبراهيم بن القاسم القيرواني، تاريخ إفريقية والمغرب،تحقيق عبد الله زيدان وعز الدين عمر موسى، دار الغرب الإسلامي،بيروت،1990.
 
* الرقيق أبو إسحاق  إبراهيم بن القاسم القيرواني، تاريخ إفريقية والمغرب،تحقيق عبد الله زيدان وعز الدين عمر موسى، دار الغرب الإسلامي،بيروت،1990.
 
+
قطب السرور في وصف الأنبذة والخمور،نسخة مخطوطة، عدد3302،المكتبة الوطنية الفرنسية قسم المخطوطات الشرقية،باريس.
  
  

مراجعة 06:58، 1 فبفري 2017

[القرن الرابع هـ/ العاشر م]

من أبرز أعلام التاريخ والأدب الذين ظهروا بإفريقية في القرن الرابع هـ / 10م واسمه إبراهيم بن القاسم ويعرف بالكاتب الرقيق القيرواني، أبو إسحاق والرّقيق لقب له وليس اسمه وهو من أبرز مؤرخي إفريقية وأدبائها في العهد الصنهاجي. كان واسع الثقافة والعلم غزير الكتابة والتأليف ميالا إلى التصنيف في علم التاريخ ويظهر ذلك مما وصفه به ابن خلدون حيث قال عنه إنّه: "مؤرّخ إفريقية والدول التي كانت بالقيروان ولم يأت من بعده إلاّ مقلد". وذكر حسن حسني عبد الوهاب أنّه "تولّى رئاسة الانشاء في الدولة الصنهاجية مدّة خمس وعشرين سنة وكلّف بالسفارات المهمّة إلى الخلافة الفاطمية بمصر عدّة مرّات فكان موفقا في ذلك". وعرف عنه ميله في تآليفه إلى مزج فنون الأخبار والأدب بالتأريخ للأحداث، وفي ذلك قال عنه ابن رشيق "هو شاعر سهل الكلام محكمه، لطيف الطبع قويه، تلوح الكتابة على ألفاظه، قليل صنعة الشعر غلب عليه اسم الكتابة وعلم التاريخ وتأليف الأخبار وهو بذلك أحذق الناس وكاتب الحضرة منذ نيف وعشرين سنة إلى الان". فهو بهذا يعترف له بشيء من الموهبة الشعرية، وإن كانت طريقته أميل إلى طريقة المؤرخين ومنهجه حجة في ذلك.

ويصعب أن نضع ترجمة متكاملة ودقيقة للرّقيق باعتبار قلّة المصادر المتعلّقة بسرد سيرته، وبيان أطوار حياته، والمراحل التي مرّ بها في وضع مؤلّفاته، ويمكن أن نقول ما قاله حسن حسني عبد الوهاب "إنّ غاية ما توصّلنا إلى معرفته من أنبائه أنّه ولد بالقيروان في منتصف القرن الرابع للهجرة بالتزامن مع انتقال الفاطميين من إفريقية إلى مصر عقب تأسيس القاهرة المعزّية، وإنّه بعدما قرأ وأتقن الفنون الأدبية باشر خطّة الكتابة، ولذلك سُمّي بكاتب الحضرة في الدولة الصنهاجية، واستمرّ في هذا الوظيف ما يقرب من نصف قرن يعني في أيّام المنصور بن يوسف ابن زيري، وابنه باديس وابنه المعزّ، وخلال تلك المدّة سافر مع أولئك الأمراء في حروبهم لقبائل المغرب الأوسط، وتوجّه مرّتين أو ثلاثا سفيرا عن مخدوميه الصنهاجيين إلى مصر بقصد تأكيد علائق الولاء التي تربط إمارة افريقية بالدّولة الفاطمية، فسافر سنة 386هـ / 996م من قبل المنصور، ثم في سنة 388هـ / 998م لتهنئة الحاكم بأمر الولاية، وقد حمّله الأمير باديس بن المنصور بهدايا ثمينة مع سجلّ التهنئة". وحسب قصيدة احتفظ بها ياقوت الحموي في مؤلفه "معجم الأدباء" أقام مدة طويلة بالقاهرة التي يتغنى بملاذها في حنين أخّاذ، فقد ذكر الحسن بن رشيق في "أنموذج الزمان":"وكان قدم مصر في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بهدية من نصير الدولة باديس بن زيري إلى الحاكم فقال قصيدة يذكر فيها المناهل".

وكما أنّ تاريخ ولادته غير محدّد فتاريخ وفاته كذلك غير معلوم ومن الصعب تحديده، فابن خلدون ينقل عنه حوادث جرت سنة (417هـ / 1027م)، ومحمد الطالبي يحدّد تاريخ وفاته بأنه كان بعد سنة (417هـ / 1028 1029م) حيث تنقطع أخباره، وتقف عملية النقل عنه وذلك خلافا لبروكلمان الذي يحدّد تاريخ وفاته بسنة 340هـ / 952م، ويرجح دارسون آخرون أن وفاة الرقيق كانت حوالي سنة (425هـ / 1034م) أو بعدها استنادا إلى نقول ابن خلدون عنه، وإلى ما ذكره ابن رشيق من أنه كان "كاتب الحضرة منذ نيّف وعشرين سنة إلى الان" يعني حدود عام (425ه / 1126م) وهو الوقت الذي ألف فيه ابن رشيق كتابه "الأنموذج".

وللرّقيق مؤلفات كثيرة غزيرة لا سيما في مجال علم التاريخ وتدوين الأخبار وذكر التحوّلات السياسية الكبرى التي عرفتها إفريقية وبلاد المغرب عامّة. وقد نقل عنه كل من أتى بعده وأثنى على جهوده في ذلك، غير أن هذه المؤلفات أتلف جلّها، أو هي لا تزال في عداد المفقود. أمّا كتابه الأكثر شهرة: "تاريخ افريقية والمغرب" فإنه يقع في عدّة أجزاء، ومثّل عمدة أعمال ابن شداد، وابن الأثير (ت 630ه / 1233م) وابن الأبّار (ت 658ه / 1260م) والتجاني (ت بعد 708هـ / 1308م) وخاصة ابن عذاري المراكشي (حوالي 706هـ / 1307 1306م) والنويري (ت732هـ / 1331م 1332م) وابن خلدون (ت808هـ / 1406م) والمقريزي (ت864هـ / 1443م). ويذكر المؤرخ محمد الطالبي: [يبدو أن السخاوي (ت 902هـ / 1497م) مؤلف "إعلان التبويخ بمن ذم التاريخ" والوزير السرّاج (ت 1736م) في مؤلفه "الحلل السندسية" ينقلان عنه مباشرة] ويرى أنه رغم الإشارة بلا انقطاع إلى وجود هذا الكتاب في المكتبات الخاصة بالبلاد التونسية فإنّه في الواقع يبقى مفقودا، ويشكك الطالبي في تلك القطعة غير المنسوبة من تاريخ المغرب من حكم عقبة بن نافع إلى عهد إبراهيم الأول تلك التي اكتشفها المؤرخ المغربي محمد المنوني بالرباط ونشرت بتونس سنة 1967م، بتحقيق المنجي الكعبي، وأعيد نشرها بتحقيق لعبد الله الزيدان وعز الدين عمر موسى (دار الغرب الاسلامي 1990)، ويرجح هذان المحققان نسبة هذه القطعة إلى الرقيق، مستندين إلى تشابه النصوص المنقولة عنه في المصنّفات اللاحقة، ويظهر ذلك من قولهما: ["ذكر ابن عذاري في مقدمة البيان (البيان المغرب) الرقيق ضمن مصادره، ونصّ على النقل عنه في عدّة مواضع، كما كشفت مقارنة نصوصه مع نصّ مخطوطنا (قطعة تاريخ إفريقية والمغرب) عن تماثل في كثير مما لم ينصّ فيه على أخذه من الرقيق، وتتطابق عباراتهما أحيانا، وتتشابه في أحيان أخرى... وفي تتبعنا نص المخطوط مقارنة "مع المخطوطات والمصادر الأخرى" وجدنا أنه ما إن ينقطع مصدر منها في مجاراة نصّ مخطوطنا حتى يسعفنا مصدر آخر بوصل ما انقطع عند الاخرين. وهذا يدلّ على شمولية المخطوط الذي بين أيدينا ويؤكد نسبته إلى الرقيق وأنه قطعة من تاريخ إفريقية والمغرب الذي أخذت عنه تلك المصادر. ومما يؤكد هذا أن هذه القطعة، بالرغم من النقول المستفيضة عنها، لا تزال تنفرد بأخبار وأسماء أعلام وتعريفات بأماكن جغرافية لم ترد في سائر مصادرنا"].

ومن أشهر مؤلفات الرقيق كتابه "قطب السرور في وصف الأنبذة والخمور" الذي حقّق جزءا كبيرا منه عبد الحفيظ منصور. وقد قال الرّقيق في مقدمة هذا الكتاب "... وأودعته من أمثال الحكماء ومنثور البلغاء ومنظوم الشعراء وأخبار الأدباء والظرفاء ما لا يستغني عنه شريف ولا يجوز أن يخلو منه ظريف، وليس في الأمور التي وقع فيها الحظر والاطلاق شيء اختلف الناس فيه اختلافهم في الأشربة، وما يحلّ منها وما يحرم على قدم الأيام ومع قرب العهد بالرسول عليه السلام وخيار الصحابة وكثرة العلماء الذين يؤخذ عنهم ويقتدى بهم... وجمعت لك فيها رأي العرب وشعرائها وشيئا من علم الفلاسفة وحكمائها". وقد ظهر أخيرًا كتاب: "قطب السرور" كاملا في طبعة علميّة متميزة محقّقة من قبل الدكتورة سارة بربوش بن يحيى، منشورات الجمل، بغداد بيروت 2010 في 1248 صفحة.

ومن مؤلّفاته الأخرى:

الاختصار البارع للتاريخ الجامع: ذكره الصفدي في "الوافي بالوفيات" وابن شاكر الكتبي في "فوات الوفيات".

كتاب نظم السلوك في مسامرة الملوك، في أربعة مجلدات، ذكره ياقوت والصفدي وابن شاكر ولم يصل إلينا.

كتاب الأغاني، في مجلد واحد، ذكره الصفدي وابن شاكر، وهو مفقود.

كتاب النساء، في مجلد كبير، ذكره ياقوت والصفدي وابن شاكر.

كتاب الراح والارتياح: وتوجد منه نسخة، وقد ذكره ياقوت والصفدي. وهو عند ابن شاكر "الروح والارتياح" وهو ما ورد في النسخة الموجودة على أن تشابه موضوع هذا المصنّف مع "قطب السرور" ربما يوحي بأن أحدهما جزء من الاخر، فالأول مجمل والثاني مفصّل أو العكس. معاقره الشراب: ذكره المقري في "نفح الطيب" واقتبس عنه، ويظهر مما أورده المقري في خصوص هذا الكتاب أنه مأخوذ بشيء من الاختصار عن "قطب السرور".

ببليوغرافيا

  • الرقيق أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم القيرواني، تاريخ إفريقية والمغرب،تحقيق عبد الله زيدان وعز الدين عمر موسى، دار الغرب الإسلامي،بيروت،1990.

قطب السرور في وصف الأنبذة والخمور،نسخة مخطوطة، عدد3302،المكتبة الوطنية الفرنسية قسم المخطوطات الشرقية،باريس.