«ابراهيم الثاني»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 11: سطر 11:
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
 
[[تصنيف:السياسة]]
 
[[تصنيف:السياسة]]
 +
[[تصنيف:الأمراء]]

مراجعة 09:20، 2 جانفي 2017

[235 - 289ه / 850 - 902 م]

إبراهيم الثاني بن أحمد بن محمد بن الأغلب بن ابراهيم بن الأغلب، ولد في 10 ذي الحجة 235ه / 27 جوان 850م، وكان بعد إبراهيم الأول، أبعد الشخصيات أثرا في البيت الأغلبي، تميّز بخصاله الاستثنائية وجرائمه التي لا تصدق بيسر. رفعته الحماسة الشعبية إلى الحكم على حساب الوريث الشرعي الذي مازال آنذاك طفلا، وكان الوصيّ عليه، فPفْتَتَحَ عهده (261ه / 875م) بقرارات إداريّة عادلة وحكيمة. ولتحقيق هذه الغاية لم يتأخر أمام اتخاذ اجراءات جسورة رغم قلّة شعبيتها مثل سحب القطع النقدية التي لا قيمة لها، والتي طغت على المعاملات من التّداول وهو ما كاد يحدث انتفاضة خطرة بالقيروان (ثورة الدراهم). وعرف في هذه المناسبة كيف يبرهن على تحكّمه في نفسه وكيف يتجنّب، مع المحافظة على قراره، سفك الدماء.

لكنه لم يلبث، بتأثير من هوس السلطة أن تحوّل إلى أميرٍ مستبدّ، فعمد إلى سفك الدّماء وارتكاب الكثير من الجرائم. وهكذا اتخذ في نظر الأجيال اللاّحقة شكل وحش، وبقيت منه خاصة ذكرى بطل شرير لسلسلة من الحكايات السوداء، الضحايا فيها هم بناته، وأبناؤه، وخدمه وغلمانه، وجواريه، وغير هؤلاء كثير. وللدعاية الاسماعيلية، في رسم هذه الصورة المرعبة دور كبير دون شكّ وقد نشطت بوجه خاص في آخر فترة حكمه.

ولم يخل استبداد إبراهيم الثاني من إثارة ردود فعل عنيفة. فانتفض البربر في البداية (268 - 269ه / 881 - 883م)، وهم أكثر تعرّضا للظّلم من غيرهم، من شمال المملكة إلى جنوبها، وقد عوقبوا بقسوة. فحملت أجساد الضحايا في عربات وقذفت في قبور جماعية. وبعد اثني عشر عاما (280ه / 893م)، انتفض الاقطاعيون وكانت علّة هذه الانتفاضة سياسة الاستعباد لكبار القوم التي مارسها الأمير، وأشهر ضحاياها مقاتلو قلعة بلزمة الفخورون، وهي قفل جبل كتامة، ومنه انطلقت الحركة التي ستطيح بالأسرة الأغلبية. وقد تملّك ابراهيم الثاني الخوف. فقد ظنّ في البداية أن تمرّد الجند الكبير الذي كاد يذهب بعرش زيادة اللّه الأول قد تكرر. وانتصر، في الواقع، بيسر على أعدائه الذين لم يتمكنوا من توحيد قواهم، ثم دخل في خلاف مع بربر نفوسة (283 - 284ه / 896 - 897م)، وأباد صفوفهم تماما. وإثر ذلك تظاهر بغزو مصر، بعد أن أمر بقتل ابن عمه حاكم طرابلس بقسوة كبيرة. وذلك قبل أن يسلك من جديد طريق تونس.

وبعد بضع سنوات (289ه / 902م) تخلّى عن الحكم لابنه عبد اللّه الثاني الذي دُعي من صقليّة، وسار، يحيط به أهل البصائر وهو يلبس مرقعة الزهاد التائبين، يبحث عن الشهادة ويلقاها تحت أسوار كنيسة كُوزَانْزَا. وقيل إن الأمير الذي نشر وصوله الرعب في كامل ايطاليا الجنوبية، كان يعتزم السير لامتلاك بيزنطة عبر روما. لقد كان ملكه ملك القوّة والجنون، وتبعا لتفاقم الداء الذي كان يدمّره، تراجع من الأفضل إلى الأسوإ، وبأخطائه أعدّ لانتصار الفاطميين.