إرنست كونساي

[1879 - 1930م]

ولد الدكتور إرنست ألفريد كونساي (Ernest Alfred Conseil) بشرلفال من مدينة أندال (Andelle) في 10 سبتمبر سنة 1879. درس الطب في مدينة روان الفرنسية (Rouen) وباشر عمله في مستشفيات أرليون (Orléans) قبل أن ينتقل إلى البلاد التونسية سنة 1906 لمواصلة عمله في المستشفى الصادقي الذي كان يديره برانشفيك لوبيهان. ناقش إرنست كونساي أطروحته سنة 1907 وكان موضوعها الأساسي مرض التيفوس (Tyhus) الذي عرفه سنة 1906 عندما انتشر هذا الوباء بالبلاد التونسية. وقد دعاه اهتمامه بهذا المرض إلى بعث مخبر بالمستشفى الصادقي يعنى بالبحث في أسباب هذا المرض وطرق علاجه يعضُدُه في ذلك الدكتور شارل نيكول.

أصيب هذا الطبيب أثناء قيامه بواجبه بجرح خطير في أحد أصابعه، فانجرّ عن ذلك تعفن تسبّب له في إعاقة في إحدى يديه. ورغم ذلك فقد تولى الدكتور أرنست كونساي مداواة مرضى الوباء (la peste) الذي انتشر في البلاد التونسية في السنوات الأولى من القرن العشرين. وآثر الاقامة مع مرضاه بمعزل عن الناس في مستشفى الرابطة إلى أن وقع القضاء على هذا الوباء. وفي سنة 1909 سمي على رأس الأقسام الصحية لمدينة تونس كما عُهد إليه الاشراف على مستشفى الرابطة. فعمل بجدّ من أجل إسعاف المرضى زيادة على مواساتهم والسهر على راحتهم فذاع صيته والتفّت حوله نخبة من الأطباء المباشرين يعملون بنصائحه. أصيب الدكتور كونساي بمرض التيفوس لكثرة مباشرته للمرضى وملازمته إيّاهم، فكاد يقضي عليه هذا المرض.

لم يتوان إرنست كونساي في القيام بواجبه رغم إصابته بأمراض مختلفة ناجمة عن مرض التيفوس وتعفّن أحد أصابعه فكان أوّل من تفطّن إلى مخاطر مرض الوباء (La peste) وعرف أعراضه ومسبباته وكشف عنها سنة 1929. وتولّى تبعا لذلك مداواة المرضى وتفانى في علاجهم بعد أن انتشر هذا المرض وأُصيب به الكثير من التونسيين وقد ظلّ مستشفى الرابطة مأوى مخصّصا لهذا المرض إلى أن قُضي عليه. وتوفّي الدكتور إرنست كونساي سنة 1930.