أسرة ابن القاضي

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث

أسرة ابن القاضي من العائلات التونسية الّتي لمعت في مجال العلم. وهي تنتمي إلى الطريقة الشاذليّة وتنسب إلى قاض حنفي رافق الجيش العثماني إلى تونس وتحوّلت الأسرة إلى تعاطي الحرَف ثمّ عادت إلى العلم في القرن التّاسع عشر. حتى إنّ ثلاثة من الشيوخ الخمسة الذين أنجبتهم الأسرة كانوا أبناء حرَفيّين (شوّاشين) - وهم: حسن بن علي بن محمّد، والشاذلي بن العربي بن محمّد، والصّادق بن العربي بن محمّد. وعلى الرّغم من ذلك، يمكن أن نعدّ عائلة ابن القاضي من العائلات العلميّة منذ مطلع القرن العشرين. وفي سنة 1881 تولّت الأسرة إمامة جامع حمّودة باشا على نحو وراثيّ تقريبا.وصار كذلك لأبناء أسرة ابن القاضي مقعد بالمجلس الشّرعي الحنفيّ على نحو منتظم. وفي سنة 1900، عيّن حسن بن علي بن محمّد ابن القاضي مفتيا حنفيّا بمدينة تونس. وبذلك ارتقت عائلة ابن القاضي إلى مصاف الأسر العلميّة. ومن أبرز أعلام هذه الأسرة:

-الشاذلي بن العربي بن محمّد بن القاضي: ولد بتونس، وهو ابن شوّاشي، تزوّج من ثلاث نساء. وبعد التخرّج في جامع الزّيتونة، أصبح مدرّسا حنفيّا من الطبقة الأولى وذلك قبل سنة 1873. خلف محمّد بن مصطفى بن محمّد بيرم الأوّل في إمامة جامع حمّودة باشا في سنة 1881. ويروى عنه أنّه كان يزاول حرفة الشّاشيّة جامعا بينها وبين مهامه التّدريسيّة والدّينيّة. توفّي في جويلية 1895: [أرنولد. هـ. قرين "العلماء التونسيون، 1873 - 1915، ترجمة حفناوي عمايرية وأسماء مَعَلّى - نشر "بيت الحكمة ودار سحنون"، تونس 1955.

-الصّادق بن العربي بن محمّد بن القاضي: ولد بتونس حوالي 1850. أبوه (شواشي) تزوّج من بنت الكيلاني (مزارع) وهو أخو الهادي بن القاضي، مفتي الجمهوريّة التّونسية (توفّي عام 1979). بعد الدّراسة بجامع الزّيتونة عيّن في عام 1881 مدرّسا حنفيّا من الطبقة الثّانية وارتقى إلى الطبقة الأولى في عام 1891. ودرّس أيضا بالمدرسة الصّادقية والعلويّة من سنة 1898 إلى 1912. وفي عام 1895، عيّن نائب إمام بجامع حمّودة باشا. وفي سنة 1902، صار عضوا بمجلس إدارة المدرسة الصّادقيّة. ويروى عنه أنّه كان ينتمي إلى الطريقة التّيجانيّة. وكانت هذه الطريقة دون جدال، أهمّ من استقطب العلماء في أواسط القرن التّاسع عشر. وقد كتب عالم تونسي، هو الشيخ محمّد مناشو، دفاعا عنها: "إنّ طريقته (أي أحمد التيجاني) لم تنتشر بوساطة الملوك بل بوساطة العلماء، فكان أوّل ناشر لها بيننا رأس الفتوى والامام الأكبر بالجامع الأعظم... الشّيخ سيدي إبراهيم الرّياحي مجير علماء المشرق والمغرب وتداول نده من بعده من شيوخ الفتوى والقضاء بالمذهبين الحنفي والمالكي ما يزيد عن الأربعين من آل بيرم وآل النّيفر وآل الشّاهد، وآل الشريف، وآل حسين، وآل جعيط، وسواهم جمهور عظيم من أئمة، ومدرّسين، وأمراء، ووزراء، وسراة، وفضلاء": [محمّد مناشو: مجموع قمع التعصّب نحو أعداء التّيجانيّة بالمشرق والمغرب، المطبعة الرّسميّة، تونس 1926، ص 31]. توفّي في ديسمبر1911: [مقابلة أرنولده. قرين مع الشيخ محمد الهادي بلقاضي (تونس في 17 جوان 1917 في العلماء التّونسيين 1873 - 1915، ص 333].

-حسن بن علي بن محمّد ابن القاضي: ولد بتونس في سنة 1846, وهو ابن شواشي. أمّه فاطمة بنت محمّد عزّوز (شواشي) ، واحدى زوجاته فاطمة بنت إبراهيم معلّى (موظّف). بعد التخرّج في جامع الزّيتونة، أصبح مدرّسا حنفيّا من الطبقة الثّانية في سنة 1877, ثمّ ارتقى إلى مرتبة الطبقة الأولى في 1891. وفي سنة 1895 خلف ابن عمّه الشّاذلي بن العربي بن محمّد بن القاضي في إمامة جامع حمّودة باشا. وفي سنة 1900, عيّن مفتيّا حنفيّا. ويروى عنه أنّه كان يزاول حرفة الشّاشية جامعا بينها وبين وظيفته الدينيّة، كما كان عضوا بالطريقة الشّاذليّة.توفّي عام 1914.

-محمّد الشّاذلي بن العربي بن محمّد ابن القاضي: ولد بتونس. ابن مدرّس بجامع الزّيتونة وإمام بجامع حمّودة باشا، وأمّه بنت الكيلاني (مزارع) وإحدى زوجاته فطومة بنت محمّد النّيفر (عدل). وبعد الدّراسة بجامع الزّيتونة، أصبح عدلا في سنة 1892. وفي سنة 1895 صار نائبا لامام جامع حمّودة باشا. وفي السنّة نفسها، سمّي مدرّسا حنفيّا من الطبقة الثانية بجامع الزّيتونة، ثمّ ارتقى إلى مرتبة الطبقة الأولى في سنة 1898. وقد شارك في لجنة إصلاح التّعليم الزّيتوني التي انعقدت سنة 1898 والتي ضمّت ماشويال (Machuel) مدير التّعليم العمومي وبرنار روا، الكاتب العام للحكومة، والوزير الأكبر عبد العزيز بوعتّور، ووزير القلم محمّد الجلولي والبشير صفر رئيس الجمعيّة الخلدونيّة والعلماء: شيخ الاسلام محمّد بيرم الخامس، والباش مفتي أحمد الشّريف، والمفتي المالكي عمر بن الشيخ، والقاضي المالكي الطيّب النّيفر ومحمد الشاذلي ابن القاضي وغيرهم [الأرشيف الوطني: 13 - 262 AGT:E- ومحمّد ابن الخوجة: تاريخ معالم التّوحيد في القديم والجديد، تونس المطبعة الرسميّة، 1939، ص 53 - 54]. وفي سنة 1911 صار نائب متفقّد التّعليم بجامع الزّيتونة. وفي سنة 1913، عيّن قاضيا حنفيّا. وفي العام الموالي، خلف أخاه في إمامة جامع حمّودة باشا. توفّي في 12 سبتمبر 1917. [مقابلة "أرنولدهـ. قرين" مع الشيخ الهادي بلقاضي (تونس في 17 جوان 1971 في: العلماء التونسيّون 1873 - 1915، ص ص 333 - 334].

-محمّد بن الصّادق بن العربي بن محمّد بن القاضي: ولد بتونس وهو ابن مدرّس بجامع الزّيتونة. وفي ماي 1906، تزوّج من خديجة بنت أحمد الرّياحي (مزارع). وبعد الدّراسة بجامع الزّيتونة، أصبح عدلا في سنة 1897. وفي فيفري 1908 صار مدرّسا حنفيّا من الطبقة الثّانية بجامع الزّيتونة، ارتقى إلى مرتبة الطبقة الأولى في مارس من السنة نفسها، وفي سنة 1912، عيّن في وقت واحد مدرّسا بالمدرسة الصّادقيّة ونائبا لإمام جامع حمّودة باشا حيث خلف ابن عمّه محمّد بن الشاذلي ابن القاضي، وصار إماما أوّل بالجامع المذكور في سنة 1918. توفّي في مارس 1932 [انظر: المرجع السابق، ص 334].