أحمد برناز

من الموسوعة التونسية
نسخة 11:57، 24 فبفري 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1074 - 1138هـ/1664 - 1726م]

أحمد بن مصطفى بن محمد بن مصطفى قاره خوجة الملقب ببرناز، ينتمي إلى أسرة من سلالة تركية كما يتضح من اسمه. كان جدّه الأول من أصحاب سنان باشا، واستقر بتونس على إثر ضمها إلى الدولة العثمانية، وتولى الإمامة بمقام سيدي علي بن زياد أقدم أولياء المدينة وصلحائها وهو الذي أدخل "موطأ" الإمام مالك إلى تونس. ولد سنة 1074هـ/1664م بتونس وحفظ القرآن الكريم، وتتلمذ لأغلب شيوخ المذهبين الحنفي والمالكي، ثم حجّ وأخذ عن مشاهير المشايخ بمكّة، واستقرّ مدّة بها.

وأقام أيضا بعنابة وقسنطينة ومدينة الجزائر وبلاد القبائل. وعند عودته إلى تونس واصل الأخذ عن مشايخه واهتم بعلم القراءات إلى أن سمي مدّرسا بالمدرسة الشّمّاعية، ثم اتخذه شيخه محمد المحجوب نائبا له في دروسه بمدرسة يوسف داي، إلى أن صار إماما وخطيبا بهذا الجامع، ودرس علوم الحديث النبوي بمدرسة سوق البلاط، وكان يجيد، إضافة إلى العربية، التركية والفارسية. وحاول مراد الثالث في 1114هـ/1702م الإساءة إليه وإلى فقهاء الحنفية. يعدّ أحمد برناز من ضمن عدد قليل من العلماء شاهدا على تلك الفترة الصعبة من تاريخ البلاد التونسية التي انهار فيها حكم المراديين، وحلّ محلهم الحسينيون.

وتذكر لنا المصادر أن أحمد برناز ألف كتبا كثيرة في موضوعات علمية مختلفة: النحو والقراءات والحديث، وكانت له عناية بمقامات الحريري التي خصّها بملاحظاته وشروحه، كما استشهد بها في مواضع كثيرة من دروسه ومؤلفاته. وكتابه "الشهب المحرقة" مصنّف جمع فيه كل ما أمكنه جمعه في فترة تكوينه أو في أثناء مطالعاته أو محادثاته مع العلماء. وقد خصص الجزء الأكبر من الكتاب للخوض في بعض المسائل الفقهية المتّصلة بمسائل منطقية وفقهية وصوفية، ويستشهد في سياق ذلك بالشعر وبشواهد من مقامات الحريري.

وتكمن أهمية هذا الكتاب في المعلومات التّاريخيّة عن الاحتلال التركي لتونس. وقد تضمّن أيضا تراجم مهمّة من علماء المالكية وشيوخ الزيتونة. وفيه نزوع غير مباشر إلى تصوير حياة المثقفين والعلماء في تلك الفترة وتسليط الضوء على شواغلهم العلمية والأدبيّة. وقد حقّق هذا الكتاب الأستاذ الطاهر المعموري وصدر عن دار الغرب الاسلامي سنة 1990 في طبعة أنيقة، كما خصّه الأستاذ أحمد عبد السلام بدراسة في كتابه "المؤرخون التونسيون في القرون ،"19،18،17 (انظر الطبعة العربية الصادرة عن المجمع التونسي "بيت الحكمة" بقرطاج سنة 1993 ص. 191).