أحمد الغرناطي

من الموسوعة التونسية
نسخة 10:24، 2 سبتمبر 2019 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الغرناطي ( ... - 692 هـ‍) ( ... - 1293 م)''' أحمد بن محمد القرشي، الشريف الغرناطي، أبو العباس نزيل تونس...')

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

الغرناطي ( ... - 692 هـ‍) ( ... - 1293 م)

أحمد بن محمد القرشي، الشريف الغرناطي، أبو العباس نزيل تونس، الحافظ المحدث المؤرخ المعمر، لا نعلم شيئا عن حياته الأولى بالأندلس، وعن حياته العلمية بها، وتبتدئ معرفتنا بأخباره منذ إقامته بثغر بجاية من القطر الجزائري التابعة حينذاك للديار التونسية والتي استقرّ بها كثير من العلماء الأندلسيين المهاجرين فترة من الزمن قبل انتقالهم النهائي إلى تونس.

وفي بجاية تصدّر للتدريس بجامعها الكبير، وظهرت مواهبه الغزيرة في الحفظ وإتقان النقل والعناية بالرواية، ومعرفة تراجم الرجال من المتقدمين والمعاصرين.

ولا ندري هل أنه انتقل من بجاية إلى تونس، ثم سافر بعد ذلك إلى المغرب الأقصى، ثم رجع إلى تونس للاستقرار بها نهائيا، أو أنه سافر من بجاية إلى المغرب الأقصى ثم ارتحل إلى تونس إذ أن كلام الغبريني في «عنوان الدراية» يشوبه شيء من الغموض لأنه بعد أن تكلم عن مقامه ببجاية وعن نشاطه في التدريس والتأليف قال عقب ذلك: «وانفصل إلى المغرب فبلغ أقصاه، ولقي من به من العلماء وعرف من اشتمل عليه الفضلاء، وقضى بعض مدة ثم رجع إلى حاضرة إفريقية ولم يزل عاكفا على التدريس والتذكير رحمه الله ... ».

وأنا أميل إلى الفرض الأول أي أنه انتقل من بجاية إلى تونس لقول الغبريني: «ثم رجع إلى حاضرة إفريقية» ولما استقرّ بالحاضرة التونسية نهائيا

تولّى التدريس بمدرسة المعرض التي أسسّها الأمير أبو زكرياء يحيى بن السلطان أبي إسحاق ابراهيم الحفصي سنة 683/ 1284، وتحدث الزركشي في «تاريخ الدولتين» عن تأسيس هذه المدرسة، وولاية أحمد الغرناطي التدريس بها، وازدحامها بالطلبة يوم افتتاحها، وتزويدها بمكتبة نفيسة، ورصد لها أوقاف كثيرة للقيام بشئونها، ومقدار المرتب الشهري للمدرس، وحضور الأمير لمجلس الوعظ يومي الاثنين والجمعة، قال الزركشي:

«وكانت سكنى الأمير أبي زكرياء بدار الغوري، وكان نزيه النفس محبا للعلم وأهله، وكان بإزائها فندق يسكنه أهل السرف فبلغه ذلك فأمر أن يبني مدرسة للعلم فبنى مدرسة المعرض، وحبّس عليها ريعا كثيرا من ماله مع مكتبة نفيسة في كل فن من فنون العلم. ولما كمل بناؤها جلس فيها المدرس الشريف أبو العباس الغرناطي الشريف صاحب كتاب «المشرق في علماء المغرب والمشرق»، ووجه للمدرس قرطاسين ذهبا وقال له: فرقهما على كل من يجد في المدرسة، فسمع الناس بذلك فجاءوها من كل مدرسة حتى امتلأت، ولم يجد أحد أين يجلس، وكان يحضر مجلسه للوعظ يومي الاثنين والجمعة، فيطلق العنبر والعود ما دام بالمجلس، وأجرى على المدرس رزقا كثيرا قدره عشرة دنانير في الشهر، وجعل بين دار سكناه وبين المدرسة طاقة يسمع منها ما يقرأ في المدرسة» (1).

وكان المترجم من ذوي الضلاعة في الثقافة الإسلامية، والاطلاع الواسع الغزير، يملك حافظة قوية نادرة فقد قيل عنه إنه يحفظ تاريخ الطبري، وتفسير الثعلبي وغيرهما من أمهات الدواوين العلمية، قال الغبريني في «عنوان الدراية»: «وكان أعلم الناس بالكتب المصنفة، وأعلمهم لأسمائها، وكانت له فصاحة لسان، وعذوبة بيان «فهو عالم بيبليوغرافي فهرسي، وهذا أمر نادر في تلك العصور بالمغربين الأدنى والأوسط، وأنما اشتهر به الأندلسيون وجماعة قليلة بالمغرب الأقصى.

مؤلفاته

1) تآليف في علوم القرآن، قال الغبريني: «طالعت بعضها».

2) المشرق في علماء المغرب والمشرق، ترجم فيه للمؤلفين خاصة من معاصريه المغاربة والمشارقة. ويبدو أنه شرع في جمع مادته مدة إقامته ببجاية، وأكمله بتونس وانتهز فرصة رحلته إلى المغرب الأقصى للقاء المؤلفين وتدوين تراجمهم، وقد اتصل بمعاصريه المؤلفين ببجاية، وتونس والمغرب الأقصى، وكاتب جماعة من المشارقة لمعرفة تراجم مؤلفيهم وأخبارهم وتصانيفهم، وأودعها في كتابه. قال الغبريني: «وكان له اعتناء بأهل العصر شرع في تأليف ذكر فيه المصنفين من أهل العصر من أهل المشرق والمغرب، وكتب إلى علماء المشرق للتطلع على ذلك، وبذل في ذلك وسعه وجده، وبالغ فيه جهده، وفي مدة حضوره على بجاية اجتمع مشايخنا - رحمهم الله - وسألهم عما صنفوه، أما شيخنا أبو عبد الله التميم فأعلمه بما صنفه، وذكره في تأليفه، أما غيره فلم يكن منهم من ألف».ونستفيد من كلام الغبريني أنه لم يترجم لعلماء بجاية إلا لشيخه أبي عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن ميمون القلعي من قلعة بني حماد نزيل بجاية، والمتوفى سنة 673/ 1274.

ولا نعلم المنهج الذي اتبعه في كتابه، ولعله اتّبع فيه طريقة أصحاب المعاجم الخاصة بالتراجم من ترتيب أسماء الأعلام على حروف المعجم، هو كتاب مفيد لم يصل إلينا، وقد لخصه ابن البراء الابن.

المصادر والمراجع

- تاريخ الدولتين 40 - 41، 42، عنوان الدراية 301 - 2، معجم المؤلفين 2/ 145، نيل الابتهاج 64، تعليقات المرحوم الأستاذ عثمان الكعاك على الأدلة البينة النورانية لابن الشماع 789، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (بالفرنسية) 2/ 384.


الهوامش

(1) تاريخ الدولتين 40 - 41.