محمد الكناني

من الموسوعة التونسية
نسخة 08:44، 25 جانفي 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[ت 1875م]

محمد بن عيسى الكناني من أبرز علماء القيروان وأدبائها في الفترة المعاصرة، اشتهر بمؤلفه الذائع الصيت تكميل الصلحاء والأعيان لمعالم الايمان في أولياء القيروان. والمقصود بذلك تكميل كتاب عبد الرحمان الدباغ القيرواني وإضافات ابن ناجي عليه. ويبدو أنّ محمد بن عيسى الكناني قضّى أغلب حياته أو كلّها في القيروان وأخذ في أوّل عهده عن علمائها وشيوخها من أمثال كبير المفتين محمد الصدّام وأخذ كذلك عن الشيخين علي بن القاسم الحليوي وعبد الله البليش. ثم قضى أيامه في الزراعة والتجارة، وخاصة تجارة اللّفة، وفي أثناء ذلك تردد مرات على العاصمة ليتّصل بعدد مهمّ من العلماء والأدباء وشيوخ العلوم الدينية بجامع الزيتونة. وفي سنة 1849 أدّى فريضة الحج والتقى بعدد مهمّ من العلماء، وفي الروضة النبوية الشريفة قرأ قصائد نظمها في مدح النبي محمد (ص).

وفي سنة 1869 عين عضوا في مجلس الجنايات الذي أنشئ بالقيروان، لكنّه استعفى من عضويته بعد مدة قليلة حتى لا يتحمّل تبعة ما كان يجري فيه. وعندما أسّس الوزير خير الدين جمعية الأوقاف عيّن الكناني نائبا عنها في القيروان، وبعد فترة طلب أنّ يعفى من تلك الخطة فأعفي. وكان قد تولّى منذ سنة 1275هـ/1858 - 1859م مشيخة الطريقة القادرية بالقيروان فوحّد بين أتباع هذه الطريقة، وقد كانوا قبل ذلك منقسمين إلى زاويتين متنافستين. وقد احتفظ بمشيخة الطريقة القادرية حتى توفّي ليلة الخميس 13 شوال 1292 / 11 نوفمبر 1875. أمّا فيما يخصّ مؤلّفاته فتنسب إليه قصائد متعدّدة في مدح الرسول محمد (ص) والأولياء والصالحين، وخاصّة عبد القادر الجيلاني، أو في رثاء عدد من علماء الدين. وقبل التكميل ألف كتابا آخر سمّاه الديباجة وهو في تراجم مشائخه وعلماء عصره. أمّا كتابه التكميل فَيُعَدُّ حلقة في سلسلة كتب التراجم التي ألفت في العلماء والصالحين الذين افتخرت بهم القيروان منذ تأسيسها في القرن الأوّل للهجرة.