محمد الكافي

من الموسوعة التونسية
نسخة 08:42، 20 جانفي 2017 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات)

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

[1278 - 1380هـ/1861 - 1960م]

الرحالة، المعمّر، الصّوفي. محمد بن يوسف بن محمد بن سعد، الحيدري، التونسي، الشهير بالكافي، يتّصل نسبه بعلي بن أبي طالب. ولد بمدينة الكاف التونسيّة سنة 1278هـ/1861م، وحفظ القرآن الكريم صغيرا، ولما نشأ أخذ الطريقة الخلوتية على الشيخ محمد بن محمود الجبيناتي; الذي نصحه بطلب العلم، فسافر إلى بلد الوردانين على الساحل التونسي، قرب مدينة سوسة، فبدأ بطلب العلم - وهو ابن سبع وعشرين سنة - فقرأ الأجرومية، وبدأ دراسة الفقه على يد الشيخ الحبيب البكوش، وبقي بالوردانين سنتين. وخطر له بعد ذلك السفر إلى الأزهر، فغادر صفاقس سنة 1306هـ/1888 - 1889م مسافرا إلى طرابلس الغرب حيث مكث أياما، ثمّ انطلق إلى بني غازي فمكث بها خمسة أشهر تقريبا في انتظار السفينة إلى الإسكندرية. وفي أثناء ذلك قرأ على الشيخ بدر الدين الجزائري الفليتي حاشية الباجوري على صغرى السنوسية، وشرح الشرقاوي على حكم ابن عطاء الله، ولما أبطأت سفينة الإسكندرية سافر إلي بيروت ثمّ دمشق، فنزل بخان المغاربة، ولقي الشيخ الطيب شيخ الشاذلية، ثم غادره إلى النبك، فحمص حيث نزل بزاوية الشيخ عبد اللّه السعداوي، فمكث شهرا ونصفا تقريبا لا يفارق الشيخ إلا في الأوقات الضرورية يجتمعان على الأكل والمذاكرة. ثم غادر حمص إلى طرابلس الشام، ثم إلى بيروت فيافا فالرملة، ولما وصل إلى بيت المقدس نزل في رواق المغاربة المخصص لمن يحفظ القرآن من المغاربة، وزار الخليل، وبيت لحم، والمزارات وبعد مدّة رجع إلى يافا ينتظر السفينة فاستقلها إلى بورسعيد، فالاسماعيلية فالقاهرة ووافى الأزهر في 24 شوال 1307 / 13 جوان 1890 نازلا في رواق المغاربة، بعد أن امتحن وقيد اسمه نقيب الرواق في دفتر الطلبة، وبعد أن قضّى سنة في الأزهر سافر إلى الحج والزيارة.

بقي في الأزهر عشر سنوات تقريبا إذ غادره في آخر جمادى الأولى سنة 1317/نوفمبر 1899، قرأ في أثنائها على الشيخ أحمد الرفاعي الفيومي الذي أجازه، والشيخ سليم البشري، وغيرهما من مشاهير مشايخ ذلك العهد. سافر بعد خروجه من الأزهر إلى صفاقس، فدرّس فيها بمدرسة سوق الجمعة وانتفع به كثيرون. وتجول بعد ذلك في بلاد المغرب، وسافر إلى الأستانة، فلقي الشيخ أبا الهدى الصيادي، ثمّ تردّد بين مصر وبيروت حتى وقت الحج فسافر ليحجّ، وزار المدينة المنورة، ودرّس فيها ونفع، ثم غادرها إلى دمشق، فاستأجر بيتا في حي العقيبة، واتّصل بعلماء دمشق. واشتغل بالتدريس في الجامع الأموي للفقه المالكي.

له مؤلفات عدة منها:

  • الحصن والجنّة على عقيدة أهل السنّة للإمام الغزالي.
  • نصرة الفقيه السالك على إنكار مشهورية السدل في مذهب مالك.
  • التوضيحات الوافية لنبذة من الأحاديث القضاعية.
  • منحة رب العالمين على عقيدة الإمام السيوطي جلال الدين.
  • الأجوبة الكافية على الأسئلة الشامية.
  • النور المبين على المرشد المعين للعلامة ابن عاشر.

كان مشتغلا بالعبادة، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، عابدا متقشّفا، ورعا، زاهدا، وكانت تغلب عليه حدة وعصبية في مزاجه. توفّي في دمشق وقد قارب المائة يوم الأحد 29 ربيع الثاني سنة 1380هـ/1960م وصلى عليه الشيخ أبو الخير الميداني، ودفن في مقبرة الدحداح.