«الهادي العبيدي»: الفرق بين المراجعتين

من الموسوعة التونسية
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطر 33: سطر 33:
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
 
[[تصنيف:الموسوعة التونسية]]
 
[[تصنيف:الصحافة]]
 
[[تصنيف:الصحافة]]
[[تصنيف:الاعلام]]
+
[[تصنيف:الإعلام]]
 
[[تصنيف:المسرح]]
 
[[تصنيف:المسرح]]

مراجعة 09:17، 30 ديسمبر 2016

[1911 - 1985م]

ولد الهادي العبيدي بتونس العاصمة، وبعد أن اشتد عوده التحق بكتاب نهج الطرودي بحيّ باب سعدون حيث مولده، ثم بكتاب باب الأقواس عندما انتقلت عائلته إلى هناك، فحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالمدرسة العرفانيّة الراجعة بالنظر إلى الجمعية الخيريّة الاسلاميّة. ثم انتسب إلى التعليم الزيتوني حيث قضى في الدراسة بعض سنوات، إذ لم تسمح له ظروف عائلته المادية بمواصلة التعلم. ويبدو أنه كان شديد التعلّق بأستاذيه في الابتدائي والثانوي، الشاذلي بن ناصف والعربي الماجري. كان في طفولته ميّالا إلى المطالعة، قرأ المنفلوطي ثم شدّ انتباهه أدباء المهجر كجبران والريحاني ونعيمة وأبي ماضي، ثم طه حسين والمازني والعقاد وهيكل وطبقتهم. قرض الشعر منذ أن كان تلميذا في التعليم الابتدائي.أمّا الزجل فقد مارسه العبيدي بمناسبة تعبئته لاسطوانات جديدة لرفيقه البشير الرصايصي، باسم شركته أم الحسن. وكان من رفاقه الأديب الساخر محمود بيرم التونسي وكلاهما كان ميالا إلى مخاطبة الشعب بلغة واضحة، والافصاح عما يجيش بصدره، كي يرشد ويوجه. وزيادة على علاقته المتينة ببيرم التونسي كانت صداقته أيضا وثيقة بالطّاهر الحدّاد وأحمد الدرعي وأبي القاسم الشابي وعبد الرزاق كرباكة وزين العابدين السنوسي وغيرهم. وتجدر الاشارة إلى أنّ العبيدي وقف إلى جانب الحدّاد لمّا اندلعت المعركة بمناسبة صدور كتاب امرأتنا في الشريعة والمجتمع وحضر حفل التكريم وتعرض مع رفاقه إلى الاعتداء المادي.كان الهادي العبيدي من الرواد الذين طرقوا موضوع المرأة في أواسط العشرينات بجريدة "الصواب" لمحمد الجعايبي، كما طرق غير ذلك من الموضوعات الاجتماعيّة فتمرس في الصحافة بجميع فنونها وأبوابها فعمل مصححا ومحررا وناقدا فنيا وأدبيّا وسكرتيرا للتحرير ورئيس تحرير... وقد واكب العبيدي الحركة الوطنيّة والحركة النقابية، وعاصر تطور المجتمع التونسي من جميع النواحي. هذا ونشير إلى بعض الصحف التي باشر فيها التحرير وهي :

  • "الزمان" التي أصدرها محمد بنيس سنة 1929.
  • "السردوك": أصدرها الشاذلي الفهري سنة 1340هـ/1921م.
  • "الزهرة": أصدرها عبد الرحمان الصنادلي سنة 1307هـ/1890م.
  • مجلة "الثريا" لنور الدين بن محمود وقد أصدرها سنة 1363هـ/1943م.
  • وأخيرا جريدة "الأسبوع" لابن محمود أيضا سنة 1365هـ/1945م.
  • أمّا جريدتا "الصريح" (1949) و"الفرززو" (1955) اللتان أصدرهما العبيدي، فإنهما لم تعمرا طويلا، نظرا لقلّة الامكانات المادية، وصعوبة مواجهة مصاريف الطباعة.
  • وأمّا صحيفة "الصباح" التي أسّسها الحبيب شيخ روحه منذ سنة 1370هـ/1951م فقد أعطاها العبيدي، بإمضاء "يقظان"، عصارة تجاربه منذ صدورها وترأس تحريرها إلى أوائل الثمانينات، حين أقعده المرض.

ولقد كان للهادي العبيدي باع في ميدان المسرح فقد اقتبس رواية "عبد المؤمن بن علي"، التي فازت بالجائزة الأولى التي رصدتها جمعية الاتحاد المسرحي لموسم سنتي 1939 - 1940, وترجم رواية سالومي بالاشتراك مع البشير المتهني. واقتبس الكثير من المسرحيّات نذكر منها: "ضاع صوابي" و"ولد شكون ها المغبون" و"الغيرة تذهب الشيرة" وقد نالت نجاحا كبيرا... ولم يكتف العبيدي بالكتابة، بل اهتم بالتمثيل وأسهم فيه شخصيا، كما أدار فرقة تمثيلية بالاذاعة وأنتج مجموعة من البرامج الاذاعيّة ذات الصبغة الأدبية.

يقول عن هوايته للمسرح:

"هوايتي الثانية (بعد الصحافة) التي نشأت معي، هي حب المسرح، ويعود تاريخها إلى المدرسة الابتدائية، حيث كنت مفتونا بالتمثيل، وكنت أعمد في أوقات الفراغ بالمدرسة - وقد عشت فيها نصف بيات - إلى جمع عدد من زملائي التلامذة، وأوزع عليهم أدوار مسرحية "صلاح الدين الأيوبي" لنجيب الحداد، وأشرع في تمرينهم عليها مع الاحتفاظ لنفسي بدور صلاح الدين...". ولقد أنشأ عدّة جمعيّات مسرحية وأشرف على تنظيم أوّل إذاعة عربية بتونس قبل إنشاء المحطة الرسميّة للاذاعة التي التحق بها محاضرا ومخرجا للتمثيليّات. وظلّ دابما النشاط إلى أنّ توفي في 15 أفريل 1985.