ابن أبي الدنيا الصدفي
ابن أبي الدنيا الصدفي (606 - 684 هـ) (1210 - 1285 م)
عبد الحميد بن أبي البركات بن أبي الدنيا الصدفي الطرابلسي، نزيل تونس، أبو محمد المحدث، الفقيه، الأصولي.
ولد بمدينة طرابلس الغرب في منتصف شعبان، وتفقه بها على ابن الصابوني، ورحل إلى المشرق مرتين الأولى سنة 624/ 1227 والثانية سنة 633/ 1237 فأخذ بالاسكندرية عن عبد الكريم بن عطاء الله الجذامي الصوفي، وعن شيخ القراء عبد الحميد بن الصفراوي، وقاضي الجماعة بها جمال الدين بن أبي عبد الله بن قائد الربعي (1) وبالقاهرة عن عزّ الدين بن عبد السلام وغيره، وحج ثم رجع إلى طرابلس بلده واشتغل بالتدريس فقرأ عليه جماعة منهم أبو يحيى بن أبي بكر بن برنيق الهواري المحيرسي، والأستاذ الكبير الحافظ عبد العزيز بن عبد العظيم قرأ عليه كتاب «الارشاد» و«البرهان» لإمام الحرمين، وجملة من كتاب «المستصفى» للغزالي وغيرها.
قدم إلى تونس في مدة الامير أبي زكريا يحيى الأول الحفصي، ثم رجع إلى بلده، واستمر على بث العلم فاشتهر أمره وطار صيته فكلفه الخليفة المستنصر الحفصي ببناء المدرسة المستنصرية داخل مدينة طرابلس الغرب فيما بين سنة 655/ 1258 إلى سنة 658/ 1261 «وهي من أحسن المدارس وضعا وأظرفها صنعا» ثم استدعاه المستنصر إلى الإقامة بتونس، فولي الخطط الرفيعة من قضاء الانكحة، وقضاء الجماعة، والخطابة بجامع الزيتونة، وغير ذلك من الخطط. وفي مدة اقامته بتونس اقرأ الفقه وأصوله وأصول الدين، وكان علمه بالأصلين وتدريسه فيهما على طريقة الأقدمين، ولا يرى طريقة المتأخرين طريقة الفخر الرازي واتباعه، وكان ينكر علم المنطق، وكان في الفقه على طريقة القرويين.
لقيه بتونس، وانتفع برؤيته وتبرك بمشاهدته أحمد الغبريني صاحب «عنوان الدراية».
وكان دينا فاضلا، صينا، ذا رواء وسمت حسن، ازدان به القضاء لكفاءته العلمية وصونه وعفافه ودينه. وله نظم قليل.
توفي بتونس في ربيع الأول (2) ودفن بالزلاج «وتلمح العامة أن عند رأسه سارية طويلة فيقولون قال صاحب هذا القبر اجعلوا لحدي بقدر علمي» (3).
مؤلفاته
1) الايضاح والبيان في العمل بالظن المعتبر شرعا بالسنة الصحيحة والقرآن.
2) جلاء الالتباس في الرد على نفاة القياس (4).
3) العقيدة الدينية، كان الطلبة يحفظونها ويقرءونها عليه.
4) شرحها.
5) كتاب فيمن لقي من الصالحين.
6) مذكر الفؤاد في الحض على الجهاد.
المصادر والمراجع - اتحاف أهل الزمان 1/ 167.
- الاعلام 4/ 56.
- اعلام من طرابلس لعلي المصراتي ص 65 - 72.
- تاريخ الدولتين للزركشي 34 - 41.
- الحلل السندسية 1 ق 4/ 1040 - 1041.
- درة الحجال 3/ 161 - 162.
- الديباج 159.
- رحلة التجاني 272 - 274 وألم بطرف من أخباره في ص 152 - 218.
- شجرة النور الزكية 192.
- عنوان الأريب 1/ 69 - 70.
- عنوان الدراية (ط 1/) 64 - 65.
- الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 69.
- معجم المؤلفين 9/ 102 وفيه «محمد بن أبي الدنيا» نقلا عن إيضاح المكنون 1/ 416 و 5/ 99 ذكر اسمه على وجه الصواب، وهما شخص واحد وكون اسمه محمد مجرد وهم.
- نفحات النسرين والريحان لأحمد النائب 90/ 92 نقلا عن رحلة التجاني.
- التذكار [في الأعلام (ط 3 ج 3 ص 311): التذكرة] لابن غلبون (ط 1/) 175 - 176.
- جامع الزيتونة ومدارس العلم في العصرين الحفصي والتركي للطاهر المعموري (تونس 1980) ص 9.
الهوامش
(1) في رحلة التيجاني «الريغي» وهو تحريف.
(2) كذا في تاريخ الدولتين وفي رحلة التجاني 22 ربيع الأول.
(3) تاريخ الدولتين ص 41.
(4) الظاهرية نفاة القياس كانوا موجودين بتونس في الدولة الحفصية ولعل ابن أبي الدنيا قصدهم بالرد في هذا الكتاب قال الأبي في شرحه على مسلم 4/ 270 - 271: «كان ابن الحباب من شيوخ شيوخنا يحكي أنه كان بتونس جماعة من الظاهرية فكان بعضهم يشنّع ويقول: القط افقه من مالك في المسألة، فإنه إذا رميت له لقمتان أحداهما شعير فإنه يأنف منها ويقبل على الأخرى».عند الكلام عن الحديث: «فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم».
