العباس بن عيسى الممسي
الممسي (000 - 333 هـ) (000 - 945 م).
العباس بن عيسى بن محمد بن عيسى بن العباس الممسي (1)، أبو الفضل، الفقيه، الزاهد.
سمع من موسى القطان، وجبلة بن حمود، وغيرهما، خرج إلى الحج سنة 318/ 931 فأقام عامه ذلك بمصر، وسمع في حجته تلك حديثا كثيرا، فسمع بمصر من أحمد بن جعفر الحضرمي، وأبي عبد الله الجيزي، وأبي بكر بن مروان المالكي، والذهلي، وابن عبد الوارث، وأبي الحسن بن سوادة وأبي الحسين بن المتتاب بمكة، وغيرهم.
أخذ عنه ابن أبي زيد، وكان يتشبه به، ومحمد بن حارث، وأبو بكر الزويلي وأبو الحسن بن الحلاف قال ابن حارث: ولما انصرف من رحلته لزم الانقباض من النسك، فكانت تلك حالته إلى سنة قيام مخلد بن كيداد أبي يزيد على بني عبيد، فخرج معه علماء القيروان، فكان ممن خرج، فمات - رحمه الله - بباب المهدية (أي بالوادي المالح قرب المهدية) كان أهل السنة بالقيروان في أيام بني عبيد في حالة شديدة من الاهتضام والتستر كأنهم ذمة تجري عليهم في كثير من الأيام محن شديدة، ولما أظهر بنو عبيد أمرهم، ونصبوا حسينا الأعمى الصبي المكوكب في الأسواق للسب بأسجاع لقنها، يوصل منها إلى سب النبي صلّى الله عليه وسلم في ألفاظ حفظها كقوله: العنوا الغار وما حوى، والكساء وما حوى وغير ذلك، وعلقت رءوس الأكباش والحمر على أبواب الحوانيت عليها قراطيس معلقة مكتوب فيها أسماء الصحابة اشتد الأمر على أهل السنة، فمن تحرك أو تكلم قتل ومثل به، وذلك أيام إسماعيل المنصور ثالث ملوك بني عبيد سنة 331/ 942.
ولما ثار أبو يزيد صاحب الحمار دخل القيروان، وخرج معه أهلها للقتال ومعهم فقهاؤهم وعلماؤهم، وانتصروا في الجولة الأولى، وحصروا أعداءهم بالمهدية، فلما رأى أبو يزيد ذلك قال لأصحابه: إذا لقيتم القوم فانكشفوا عن علماء القيروان، حتى يتمكن أعداؤهم منهم، فقتلوا جماعة منهم الممسي وذلك في رجب سنة 335 هـ.
وهذه غلطة كبرى من أبي يزيد، فانفض من حوله جموع الإباضية الوهبية، وعرفوا أنه يميل إلى الاستئثار بالسلطة إذا انتصر، وأنه يميل إلى التخلص من المخالفين له، وكان هذا بداية لتوالي الهزائم على أبي يزيد، والعجب منه أنه يفكر في الاستئثار بالسلطة بعد النصر قبل كسب معركة حاسمة باحتلال المهدية.
ورثى المترجم ابن أبي زيد، وأبو القاسم الفزاري، وأبو عبد الله الدارمي، وأبو عبد الله بن سعيد المؤدب.
مؤلفاته
1 - اختصار كتاب محمد بن الموّاز.
2 - كتاب في قبول الأعمال.
3 - كتاب في تحريم المسكر ناقض به كتاب الطحاوي.
المصادر والمراجع
- الأعلام 3/ 263 - 4 (ط 5/).
- ترتيب المدارك 3/ 313، 323.
- الديباج 217.
- شجرة النور الزكية 33.
- طبقات علماء إفريقية للخشني 234.
- معالم الإيمان 3/ 31، 35.
- بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 715.
الهوامش
(1) نسبة إلى ممس قرية بإفريقية، وقيل ممسّ بتشديد الميم الثانية وهي مم (Mamma) البيزنطية، واقعة على بعد 50 كلم من القيروان و 33 كلم من سبيطلة، وهي التي تحصن بها كسيلة عند زحف ابن قيس البلوي نحو القيروان، وهي واقعة غربي القيروان.
