عبد المجيد المطوي
المطوي (1347 - 1385 هـ) (1929 - 1965 م).
عبد المجيد بن طاهر المطوي، الأديب المؤرخ.
ولد بالمطوية في 21 ديسمبر 1929، وتلقى تعلمه الابتدائي بها، والثانوي بجامع الزيتونة بتونس، وتخرج منه محرزا على شهادة التحصيل سنة 1951، وتابع به الدراسة العالية إلى سنة 1953، ثم التحق في نفس السنة بكلية الآداب بجامعة عين شمس بالقاهرة، وتخرج منها محرزا على الإجازة في التاريخ سنة 1957.
باشر التدريس بالمدرسة الثانوية الزيتونية بسوسة من سنة 1957 إلى سنة 1958، ثم بالمدرسة الثانوية طريق العين بصفاقس من سنة 1958 إلى سنة 1963، ثم نقل إلى العاصمة في أكتوبر 1963، وآخر مدرسة باشر فيها عمله هي المدرسة العلوية إلى أن لحق بربه مأسوفا عليه مبكيا على شبابه في 31 جويلية 1965 ببلده المطوية.
عرفته عند ما كنت بسوسة، ولأول لقاء به انعقدت بيننا روابط الأخوة والصداقة، ولما انتقلت إلى صفاقس في السنة الدراسية 1959 - 1960 جدّدنا العهد، واستمرت الروابط إلى أن فارقنا إلى العاصمة في أوائل شهر أوت، ولم ألتق به حتى قرأت نعيه في الصحف.
وكان في العزم الحرص على لقائه بمكتبة السيد علي الساسي المطوي عند ما أزور العاصمة في أوائل شهر أوت، ولم استكمل قراءة خبر نعيه حتى قذفت بالصحيفة جانبا، وطفر الدمع من عيني وأنا البخيل به، واستغرقت لحظات في دوامة من التفكير الحزين لهول المفاجأة، ومر أمامي سريعا شريط مضيء من خلال الفقيد، فقد كان - رحمه الله - مثالا شرودا في الإخلاص لمهنته يبذل الكثير من وقته وما له لإعداد دروسه ما لا يبذله غيره، إلى هدوء في الطبع وميل إلى النكتة، وعدم مجابهة أحد بمكروه، مع عزة نفس، وسداد حكم، وأصالة رأي، وغزارة اطلاع، وذوق رفيع، مما أكسبه المحبة والاحترام لدى كل من عرفه واتصل به.
كنت عند ما التقي به يدور حديثنا غالبا حول ما صدر من كتب جديدة، أو حول بعض فترات من التاريخ التونسي، أو بعض أعلامه ومشاهيره، أو حول الآثار الإسلامية بتونس، أو حول بعض الكلمات الدخيلة في لهجتنا ومحاولة إرجاعها إلى أصولها. ولا تخلو مجالسنا من فكاهة مستملحة، أو نكتة بارعة يجيد إرسالها. وكان من المغرمين المولعين بالبحث والمطالعة، أعيره الكتب التي ليست عنده وعند ما انتقل إلى تونس شعرت بفراغ كبير حولي، وأسفت على مفارقته لنا إذ كنا منسجمين متفقين في كثير من الآراء لم يعكر صفو صداقتنا شيء.
كتبت هذه الترجمة وأنا أسيف حزين غلبني البكاء مرات وأنا مسترسل في الكتابة، رحمه الله رحمة واسعة.
ألقى محاضرات على منابر الجمعيات الثقافية في التاريخ والأدب، ونشرت له مجلة «الفكر» بعنوان «أنابيش» بحوثا لغوية في إرجاع الكلمات الدخيلة في لهجتنا إلى أصولها.
تآليفه 1 - تونس وفرنسا في القرن التاسع عشر (كتاب البعث 17) مطبعة الترقي، تونس، أفريل 1957، 94 ص، من القطع الصغير مع مقدمتين وفهرس المراجع. تناول في هذا الكتاب نظام حكم البايات وتأثير النفوذ الفرنسي في توجيه سياسة كثير من البايات، وسياسة
