أحمد بن محمود كريم
كريّم (1243 - 1315 هـ) (1827 - 1897 م).
أحمد بن محمود بن عبد الكريم المدعو ابن عصمان كريّم (بالتصغير) من سلالة الجنود الأتراك من أسرة تنتمي للبورجوازية الصغيرة، المفسر، الفقيه، اللغوي، الأديب، الشاعر.
ولد في 27 صفر بدار والده بحومة بير الحجار (نهج الباشا) بتونس، قرأ القرآن في أحد الكتاتيب، ثم انتقل للأخذ عن الشيخ محمد ذهب بدار خاله محمود درغوث، وعليه حفظ ما تيسر من القرآن والمتون.
شرع في طلب العلم سنة 1258/ 1842 فقرأ على مشايخ بمساجد، وقرأ بجامع الزيتونة على المشايخ محمد بن عاشور وأخيه محمد الطاهر، ومن جملة ما قرأ عليه الفقه المالكي وهو حنفي المذهب، وكان ملازما لفقهاء المذهب المالكي وخصوصا الشيخ إسماعيل التميمي، فكان كثير التردد عليه، ومن شيوخه محمد معاوية، ومحمد بن الخوجة، وقرأ على محمد بن سلامة تفسير البيضاوي بحاشيته على خطبته، وروى عن الشيخ محمد بن عثمان الحشائشي كتاب «الامداد بمعرفة علو الاسناد» لعبد الله بن سالم البصري من طريق الشيخ محمد الصالح الرضوي البخاري، كما روى الصحيحين من طريق هذا الشيخ.
تولّى التدريس من الطبقة الثانية في ربيع الأول سنة 1265/ 1859، ومن الطبقة الأولى سنة 1267/ 1861 وأقرأ كتبا في الفقه الحنفي، وفي البلاغة وفي الأدب كشرحه على بانت سعاد، واستمر على التدريس بعد ولايته الفتيا، فدرس التفسير، والحديث والنحو، ومن المتخرجين عليه المفتي الشيخ محمد بيرم، والمفتي محمود بن محمود، ومحمد بن يوسف، وإسماعيل الصفائحي، ومحمد جعيط ومحمد السنوسي، وحمود تاج وأخوه عبد العزيز، وبلحسن النجار.
ولما صدر قانون عهد الأمان، ونص على تأسيس المجالس العدلية انتخب نائب رئيس في مجلس الجنايات، ولما تخلى الشيخ صالح النيفر عن رئاسة المجلس في شوال سنة 1280 هـ لسفره للحج تولى المترجم رئاسته إلى أن أبطل المجلس سنة 1281/ 1864 في ثورة علي بن غذاهم. وفي تاريخ ولايته رئاسة مجلس الجنايات تولى الفتوى والخطابة بالجامع الجديد، ولما توفي شيخ الإسلام أحمد بن الخوجة تولى صاحب الترجمة خطة مشيخة الإسلام في ذي الحجة سنة 1313/ 1895، وعند ما تفرغ لخطة الفتوى كان طالما يستأنس لما يعتمده أو يرجحه من فروع الفقه الحنفي بما جرت عليه فتاوى المحققين من المالكية، لذلك كان مرجع المستفتين في المسائل الحادثة التي قضى بها تطور البلاد يومئذ، وكان معتمد الدولة في كثير مما جرى به عليه عملها من التصرفات الشرعية ومن القوانين.
وكان من أتباع الطريقة التيجانية كما هو الشأن لدى كثير من معاصريه من علماء وأمراء، وله فيها مدائح.
أصابه داء الفالج فلازمه مدة، وعفي منه، ثم انتقض عليه فمات فجأة في محرم سنة 1315 جوان 1897 بمحل إقامته الربيعي بمنوبة، ونقل إلى داره بتونس، ودفن بالزلاج.
تآليفه
1 - حاشية على مقدمة ابن هشام النحوية.
2 - ديوان لأشعار شيوخه.
3 - السحر الحلال (ديوان شعره) وشعره تقليدي، وتراكيبه متكلفة وضخمة، وشعره شعر مناسبات ينقصه الإلهام الشعري.
4 - رسالة في المحاكمة بين الشيخ لطف الله الأزميرلي والشيخ أحمد البارودي في مسألة قضاء الفوائت.
5 - شرح بانت سعاد بشرح واف واسمه «حامي الحمى بشرح قصيدة كعب بن زهير بن أبي سلمى».
6 - نحو العشرين تعليقا على أحاديث من صحيح البخاري ألقاها بدروس الأختام الرمضانية بالجامع الجديد.
7 - الكنوز الفقهية على متن المحبية، وسمّاه أيضا «عدة الاحكام على عمدة الاحكام» 2 جزءان. شرع فيه على عهد المشير الأول أحمد باشا باي، وأتمه سنة ألف وثلاثمائة، تعرض في هذا الشرح لما جرى به العمل في الديار التونسية، وتصدى فيه لربط الأحكام بأصولها.
8 - الفتاوى الأحمدية، وهو مجموع لفتاواه قبل مشيخة الإسلام.
9 - مجموع خطب منبرية.
10 - مختصر التاريخ، ذكر فيه دولة الحفصيين والترك من الدايات والمراديين والحسينيين إلى الأمير علي باشا، وذكر فيه المفتيين الحنفيين إلى زمنه، وتخلص من ذلك إلى ذكر فتاوى صدرت عنه في عهد محمد الصادق باي وغيره.
11 - مختصر قصة المولد، يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية بتونس وأصله من المكتبة العبدلية.
12 - مزاهر الكواكب على زواهر الكواكب لبواهر المواكب، وهي حاشيةعلى حاشية الشيخ محمد بن سعيد الحجري على الأشموني جمع فيه تقارير شيخيه محمد بن عاشور وأخيه محمد الطاهر.
المراجع
- الأعلام 1/ 239.
- برنامج المكتبة العبدلية 2/ 310، 4/ 160.
- تراجم الأعلام 105، 113.
- تونس وجامع الزيتونة 117، 118.
- عنوان الأريب 2/ 141، 145.
- معجم المؤلفين 2/ 172.
- المؤرخون التونسيون (بالفرنسية) 405، 406.
- خير الدين وزير مصلح (بالفرنسية) للمنجي صميدة 339.
