علي التجاني
التجاني (635 - 714 هـ) (1238 - 1314 م)
علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم التجاني، أبو الحسن الراوية الأديب الشاعر ذو البديهة السريعة في النظم، قال تلميذه محمد بن جابر الوادي آشي: «وربما سبق الكاتب فيما يقترحه عليه من النظم في أي عروض وروي، شاهدت ذلك منه».
ومدح شعره العبدري بسرعة البديهة فقال (1): «وأما أبو الحسن فهو فيه آية الزمن من إجادة معنى وتنقيح لفظ وسرعة بديهة وكثيرا ما يمليه ارتجالا فيجود ويتقن».
أخذ عن جده لأمه أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد السلام الجمحي المعروف بابن القاضي ومحمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي، ومحمد بن بشارة الكندي، وعبد الله بن برطلة، وحازم القرطاجني، وإبراهيم بن وثيق، وابن الأبار وروى عن ابن الشباط التوزري وقاضي الجماعة المحدث ابن الغماز، وأجازه جماعة من المشارقة بإفادة شيخه أبي إسحاق إبراهيم البلفيقي، وجح ولقي جماعة من الاعلام.
وكان مقصودا لإقراء العربية والأدب وغيرهما، تخرج به جماعة منهم: قريبه عبد الله التجاني صاحب الرحلة، ومحمد بن جابر الوادي آشي الذي أخذ عنه «شمائل النبي صلّى الله عليه وسلم» لترمذي، وكتاب «شهاب الأخبار» لمحمد بن سلامة القضاعي، والقصيدة الشقراطسية و «اختصار سيرة النبي صلّى الله عليه وسلم» لابن فارس اللغوي و «الأحاديث التي اجتمع فيها أربعة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض» لعبد الغني بن سعيد الأزدي المصري، و «حديقة الأزهار وحقيقة الافتخار في مدح النبي المختار» لحازم القرطاجني التي جعل صدورها مدحا للحضرة النبوية وإعجازها من معلقة امرئ القيس
توفّي بتونس في 15 صفر.
[مؤلفاته]
1 - تسلية القلب الحزين في مراثي قاضي قضاة المسلمين. جمع فيه ما قيل من المرائي في شيخه قاضي الجماعة ابن الغماز مرتبة على حروف المعجم، وهو من بين من نظم بعض المراثي، ذكر الوادي آشي في أواخر ترجمة شيخه ابن الغماز ما نصه: «واتبعه الناس ثناء حسنا ورثوه بضروب من الندب سمي مجموعها: «رائق الوشي وعالي الطراز في مراثي القاضي الأجل أبي العباس بن الغماز».ورتب الشعر فيه على مقدار أهله وسمي في الترتيب الآخر الذي رتب شعره على حروف المعجم في البداة ب «تسلية القلب الحزين في مراثي قاضي المسلمين» والتأليفان لرجلين.
وقال ابن عبد الملك المراكشي (2) في أواخر ترجمة ابن الغماز «ورثاه جماعة من الشعراء بقصائد فرائد تولى جمعها في دفتر تلميذه ناظم بعضها أبو الحسن علي بن إبراهيم ابن محمد التجاني» وقد اختصر ابن فرحون (3) كلام ابن عبد الملك المراكشي وان لم يصرح بذلك قال في أواخر ترجمة ابن الغماز: «ورثي بقصائد فرائد تولى جمعها تلميذه أبو الحسن التجاني».
ومن كل هذه النصوص نستفيد أن عليا التجاني جمع ما قاله هو وغيره من المراثي في شيخه ابن الغماز، ولم يعين الوادي آشي مؤلفي المجموعين إلاّ أنه ذكر أنهما لرجلين ولم يبين ابن عبد الملك المراكشي ولا ابن فرحون اسم التأليف المجموع. وإذا كان من المتفق عليه أن عليا التجاني هو ناظم بعض المراثي وأحد جامعيها في تأليف فإنه لا يحسن منه ترتيب الشعر حسب قيمته الذاتية أو قيمة قائله لأنه أين يضع نفسه؟ فإن وضعها بين المجلين زكاها ومدحها وهو ما يتحاماه العقلاء وحجب الحق، لذلك نرجح أن التأليف الذي رتب فيه الشعر على حروف المعجم والمسمى ب «تسلية القلب الحزين في مراثي قاضي قضاة المسلمين» هو لعلي التجاني.
(2) الذيل والتكملة 1/ 113. (3) الديباج المذهب 79. 2 - علامة الكرامة في كرامة العلامة، وقد مر أنه لعبد الله التجاني صاحب الرحلة، ونسبة البقاعي في «عنوانه» لصاحب الترجمة في ترجمة أحمد بن كحيل التجاني، ومن المعلوم أن البقاعي أخذ ترجمة بعض التجانيين عن ابن كحيل ولعله وهم وخانته الذاكرة عند التدوين أو أن ابن كحيل كان واهما مثله.
المصادر والمراجع
- برنامج الوادي آشي، تحقيق محمد محمد محفوظ (ط. بيروت (1400/ 1980) 59 - 60.
- بغية الوعاة 2/ 141.
- رحلة التجاني 258 - 270.
- رحلة العبدري 257 - 263.
- عنوان الأريب 1/ 86.
- مقدمة رحلة التجاني 11 - 13.
- ورقات ... 3/ 152 - 154.
الهوامش
(1) بعد أن ذكر نبوغ التجانيين في العلم والأدب، وانه قل منهم ومن نساهم من لا يقول الشعر.
(2) الذيل والتكملة 1/ 113.
(3) الديباج المذهب 79.
