عبد الرحمان بن بزيزة
بن بزيزة (616 - 662 (1) هـ) (1229 - 1263 م)
عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد التيمي (2) القرشي، المعروف بابن بزيزة (3) أبو فارس، من الفقهاء والصوفية، وعلماء التفسير والكلام، ورواة الحديث والأدب، ومن أيمة المالكية اعتمده خليل في التشهير، وكان مشاركا في سائر العلوم، ومن أهل الدين.
تفقّه على محمد بن عبد الجبار الرعيني السوسي وعلى أبي محمد عبد السلام البرجيني ويستفاد من كتابه «الأنوار في فضل القرآن والدعاء والاستغفار» أن من شيوخه أبا الحسن علي بن أحمد الحرّالي التجيبي الصوفي المرسي الأصل المراكشي المولد (ت 638/ 1241) وأجاز محمد بن صالح بن أحمد بن رحيمة الكنّاني الشاطبي نزيل بجاية. ولد يوم الاثنين 14 محرّم وتوفي ليلة الأحد 4 ربيع الأول له من العمر 47 سنة، ودفن بمقبرة سيدي محرز، وترك آثارا جليلة على قصر عمره مثل تاج الدين السبكي.
مؤلفاته
1 - الإسعاد في مقاصد الإرشاد وهو شرح على «الإرشاد» لإمام الحرمين في أصول الدين (علم الكلام) ألّفه بتونس سنة 644/ 1247 منه نسخة بخط محمد بن ميمون بن تميم الواصلي التونسي، فرغ من نسخها في شوّال 841/ 1439 جاء فيها «ألّفه بحضرة تونس الفقيه العارف الحبر الصوفي أبو محمد عبد العزيز بن إبراهيم بن بزيزة سنة 644».
ويبدو أنه كان في عزمه إفراد الأسماء الحسنى بتأليف مستقل على ما يستفاد من أوائل كتابه «الإسعاد» إذ جاء فيه «بدأ الإمام بالاسم الأعظم الذي هو قطب الأسماء والجامع لمعانيها وقد رأينا أن نفرد للكلام عليها كتابا مستقلا بنفسه جامعا لحقائقها مطلعا على أسرارها إن شاء الله تعالى، وأمهل في العمر، ويسر إتمامها في هذا القصد الجميل، والله يجعل ذلك لوجهه ... ».
ويوجد قبله شرح «الإرشاد» لأبي العز بن المقترح، يجمعهما مجلد واحد وتوجد هذه النسخة بالمكتبة الوطنية بتونس، وأصلها من مكتبة الشيخ علي النوري بصفاقس.
2 - الأنوار في فضل القرآن والدعاء والاستغفار، رسالة صغيرة في 28 ورقة أورد فيها أربعين حديثا في فضل القرآن، وما أعد الله سبحانه لقارئه والعاملين به من الثواب الجزيل، ثم ذكر آثارا في فضائل بعض السور ثم عقد بابا فيما أخبر عنه النبي - صلّى الله عليه وسلم - في الأمر بذكر الله والترغيب فيه وما للذاكرين من الأجر الجسيم، وفي آخرها باب في فضل الدعاء، توجد بالمكتبة الوطنية بتونس.
3 - إيضاح السبيل إلى مناجي التأويل، ورد ذكره في «الإسعاد بمقاصد الإرشاد» بعد أن ذكر تأويل إمام الحرمين لمشكلات الآي والأخبار إلى أن قال: «ثم ذكر بعد قوله عليه السلام «إن الله خلق آدم على صورته» وهو حديث انفرد به مسلم، وفي أفراد مسلم ابن الحجاج خلاف بين أهل العلم، ووهم الإمام بقوله: «غير مدوّن» وقد ذكرنا لجميع طرقه وتأويلاته في كتاب «منهاج العوارف إلى روح المعارف» واختصاره المسمّى «إيضاح السبيل إلى مناجي التأويل» ولا نطيل بذكرها ههنا فمن أراد فليطلبه هنالك».
4 - تفسير القرآن جمع فيه بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشري.
5 - التنبيه على مواضع من «منهاج الأدلة» لابن رشد الحفيد الفيلسوف ذكره في كتاب «الإسعاد» ورد فيه: «وله في كتابه الصغير الذي سماه «منهاج الأدلة» مواضع نبهنا عليها وفيها غلط فاحش».
6 - شرح الأحكام الصغرى لعبد الحق الإشبيلي، في فقه الحديث.
7 - شرح الأحكام الكبرى لعبد الحق الإشبيلي، في فقه الحديث.
8 - شرح الأسماء الحسنى.
9 - شرح التلقين للقاضي عبد الوهاب البغدادي، في الفقه.
10 - شرح العقيدة البرهانية (4) للسلالجي.
11 - شرح المفصل للزمخشري في النحو.
12 - منهاج المعارف الى روح العوارف، بين فيه تأويل أكثر الآيات والأحاديث المشكلة واختصره في «ايضاح السبيل» المار ذكره.
[المصادر والمراجع]
- إتحاف أهل الزمان 1/ 162 - 163 (توفي سنة 660/ 1262).
- الإمام المازري ص 42 - 43.
- تاريخ الدولتين 29 (وما فيه شهر بابن نويرة تحريف).
- تبصير المنتبه 1/ 79.
- المشتبه للذهبي 1/ 70.
- معجم المؤلفين 5/ 239.
- نزهة الأنظار 1/ 218 (وفيه على الصواب ابن بزيزة، وتراجمه تكاد تكون مأخوذة بنصها الحرفي من تاريخ الدولتين).
- ترجمة منقولة من «المشرق في علماء المغرب والمشرق» لأحمد بن محمد القرشي الشريف الغرناطي (المتوفى بتونس سنة 692/ 1293) وجدتها في وجه الورقة الأولى من «كتاب الإسعاد في مقاصد الإرشاد».
- نيل الابتهاج 178 ونقل أواخر الترجمة من تقييد للبسيلي الناقل عن «المشرق» للغرناطي والذي ختم الترجمة بذكر وفاته رابع ربيع الأول عام اثنين وستين وستمائة، قال عقب ذلك أحمد بابا: صوابه ثلاثة وسبعين وستمائة فحققه، ولم يذكر مستندا يطمئن إليه للقيام بهذا التحقيق.
- هدية العارفين 1/ 581.
- بلاد البربر الشرقية في عهد الحفصيين لروبير برانشفيك (بالفرنسية) 2/ 376.
- محمد محفوظ، مجلة الفكر، السنة 13 العدد 3 ديسمبر 1967 ص 52 - 54.
- شجرة النور الزكية 190.
- معجم المؤلفين 5/ 239.
- الحلل السندسية 1/ 665 (دار الغرب الإسلامي، بيروت 1984
الهوامش
(1) في تاريخ ميلاده ووفاته اضطراب عند المترجمين له، واعتمدت على تاريخ الدولتين وعلى الترجمة المنقولة من المشرق في علما، المغرب والمشرق للتسريف أحمد بن محمد القرتسيّ الغرناطي، وهو معاصر له.
(2) في مصادر ترجمته «التميمي» ونسبه في كتابه «الأنوار» «التيمي» وهو الصحيح لأن تميما ليست من قريش.
(3) بزيزة على زنة فعيلة كسفينة.
(4) وتسمى «قوة الإرشاد» لأبي عمرو عثمان بن عبد الله بن عيسى القيسي المعروف بالسلالجي إمام أهل المغرب الأقصى في الكلام والتصوف (ت 574/ 1178) والسلالجي نسبة إلى سلالجو ناحية من فاس بين الجنوب والشرق فيها عين وادي سيو. شجرة النور الزكية 163، معجم المؤلفين 6/ 256، الوفيات لابن قنفد ص 44. 4 * - تراجم المؤلفين 1
