البراذعي

من الموسوعة التونسية
نسخة 12:43، 31 أوت 2019 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' '''البراذعي ( ... نحو 400 هـ‍) (1) (1010 م)''' خلف ابن أبي القاسم الأزدي، المعروف بالبراذعي، أبو سعيد و...')

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

البراذعي ( ... نحو 400 هـ‍) (1) (1010 م)

خلف ابن أبي القاسم الأزدي، المعروف بالبراذعي، أبو سعيد وأبو القاسم، من كبار فقهاء المالكية بالقيروان.

أخذ عن ابن أبي زيد، والقابسي، وأبي بكر هبة الله بن أبي عقبة، وعنه صحح المدونة وهو صححها عن جبلة بن حمود الصدفي عن الإمام سحنون.

وقد نقم عليه فقهاء القيروان صلته بملوك العبيديين، وكانت تأتيه هداياهم، وألّف كتابا في تصحيح نسبهم، وزادت النقمة عليه امتدادا عند ما وجدوا بخطه الثناء على بني عبيد متمثلا ببيت الخطيئة (2).

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا … وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا

وأفتى فقهاء القيروان بطرح كتبه وعدم قراءتها ورخصوا في «التهذيب» لاشتهار مسائله وإزاء هذه المضايقة والمقاومة من فقهاء القيروان، وسقوط منزلته اضطر إلى الهجرة إلى صقلية وحصلت له حظوة عند أميرها وهناك ألّف بعض كتبه وانكب الناس في صقلية على دراسة كتابه «التهذيب».

ومن الطبيعي أن يتصدى فقهاء القيروان إلى مقاومة البراذعي لصلته بالعبيديين وقبوله عطاياهم وثنائه عليهم وتأليفه كتابا في تصحيح نسبهم، إذ أن العبيديين اضطهدوا فقهاء المالكية محاولين حملهم على اعتناق مذهبهم الخبيث بالسجن والضرب والقتل وسدّ أبواب الرزق، وآل الأمر إلى اشتباك دموي ومساهمة في حمل السلاح في عهد ثورة أبي يزيد الخارجي، اضطر بعدها العبيديون إلى التخفيف من اضطهادهم وظلمهم وغطرستهم.

مؤلفاته

1 - اختصار الواضحة. أصل الكتاب لعبد الملك بن حبيب الأندلسي ت سنة 232/ 846 وكتابه يعتبر من أمهات المذهب.

2 - التمهيد لمسائل المدونة، أغار فيه على اختصار ابن أبي زيد وزياداته، وقيل أنه لم يزد فيه أكثر من الصدر.

3 - التهذيب في اختصار المدونة، اتبع فيه طريقة اختصار ابن أبي زيد إلا أنه ساقه على نسق المدونة، وحذف زيادات ابن أبي زيد.

وفي نسخة عتيقة من التهذيب من أحباس خزانة قسنطينة أو الجزائر ذكر البراذعي في أولها أنه روى المدونة عن أبي بكر محمد بن أبي عقبة، عن جبلة بن حمود، عن سحنون، وأنه فرغ من تأليفه سنة 372 اثنتين وسبعين وثلاثمائة.

وألّف عبد الحق محمد بن هارون الصقلي (1)كتابا انتقد فيه أشياء على البراذعي من أجل عدم اتباع ألفاظ المدونة، وما تسبب فيه الاختصار من إحالة الألفاظ عن معناها الأصلي، ودافع عنه القاضي عياض بأنه كان متبعا لنقل ابن أبي زيد.

وكان على هذا الكتاب المعول عند المغاربة والأندلسيين. قال الشيخ الحجوي (2): «وقد حصل الإقبال عليه شرقا وغربا دراسة وشرحا وتعليقا واختصارا من أيمة المالكية بالأندلس المغرب وتركوا به المدونة ومختصراتها وشغل دورا مهما قبل ظهور مختصر ابن الحاجب الفرعي».

واشتهر هذا التأليف في حياته وقدّره حتى أعداؤه توجد منه ثلاث نسخ بالمكتبة الوطنية، ويوجد بمكتبة القرويين بفاس وهو مطبوع باسم المدونة.

4 - كتاب الشرح والتمامات لمسائل المدونة جلب في كلام المتأخرين من الشيوخ.

5 - كتاب تصحيح نسب بني عبيد (1).

[المصادر والمراجع]

- الأعلام 2/ 359 - 360، وفيه: «ثم رحل إلى أصبهان فكان يدرس فيها الأدب إلى أن توفي، نقلا عن معالم الإيمان 3/ 184.والصحيح أن الذي رحل إلى أصبهان ودرس فيها الأدب إلى أن توفي هناك هو الذكي المازري محمد بن أبي الفرج في حكاية وردت عرضا في ترجمة البراذعي (معالم الإيمان 3/ 187).

- الأعلام 10/ 84.

- برنامج العبدلية 4/ 285 - 286.

- ترتيب المدارك 708/ 709/4.

- الديباج 112 - 113.

- شجرة النور الزكية 105. (رقم 270).

- الفكر السامي 4/ 44 - 45.

- معالم الإيمان 3/ 184 - 189.

- معجم المؤلفين 4/ 102 (ذكر أنه قدم من دمشق وهو غير صحيح).

- بروكلمان 1/ 178.والملحق 1/ 302.

- بلاد البربر الشرقية في عهد الزيريين (بالفرنسية) 2/ 722.

- هدية العارفين 1/ 347 - 8.

الهوامش

(1) تاريخ وفاته غير معروف كما أنه لا يعرف هل مات بصقلية أو بالقيروان، قال القاضي عياض: «ولم يبلغني وقت وفاته» وذكره بعد اللبيدي وطبقته فهو من رجال الطبقة الثامنة. (2) ديوانه ص 30.

(3) توفي بالاسكندرية سنة 466/ 1074.

(4) الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي 4/ 45.

(5) دون إثبات نسب بني عبيد بالبيت النبوي خرط القتاد لأن العارفين بهم طعنوا في هذا النسب الدعي اللصيق من أول يوم، ولأن السرية والغموض اللتين عاش فيها أيمتهم قبل الظهور وتأسيس الدولة تلقي ظلا كثيفا مظلما على صحة هذا الانتساب مهما حاول المتحمسون الناعون على أهل السنة السير في ركاب هوى السلطة الحاكمة، وفي أهل السنة من يردعه دينه وعقله عن مداهنة السلطة وتزييف الحق، والعداوة المذهبية لا تحمل ذوي الدين والعقل على الطعن في النسب بدون حجة معقولة مقبولة. وكلام ابن خلدون في إثبات نسبهم لا يثبت أمام الفحص والامتحان، ومن أجل ذلك اتهم بما اتهم مما لا نوافق عليه. والكلام طويل الذيل له مقام آخر.