بيرم الأول
بيرم الأول (1130 - 1214 هـ) (1718 - 1800 م)]
محمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن حسين بيرام شهر بيرم (وأصل اللفظة من التركية ومعناها العيد) شيخ الإسلام المعروف ببيرم الأول، قدم جده بيرام إلى تونس صحبة جند سنان باشا لاستنقاذ البلاد من الاحتلال الإسباني، وطاب له المقام بتونس، وتزوج من أهلها، ومن أحفاده المترجم له.
قرأ المغني لابن هشام، وتسهيل الفوائد لابن مالك وصحيح البخاري على الشيخ علي سويسي، وعلى أحمد المكودي الفاسي نزيل تونس كتب المنطق بأسرها وروى عنه صحيح البخاري وأجازه بمروياته، وقرأ على قاسم المحجوب مختصر السعد ومطوله في البلاغة، وعلى محمد بن عبد العزيز المكودي على الألفية، والأشموني على الألفية والتصريح على التوضيح للشيخ خالد الأزهري الجرجاوي والمحلي على جمع الجوامع في الأصول والشرح المختصر لسعد
الدين التفتازاني على تلخيص الخطيب القزويني في البلاغة، وعصام على الاستعارات بحواشيها، والعقيدة الكبرى للسنوسي بحاشيتي المنجور واليوسي، والفية العراقي في مصطلح الحديث بشرحي مؤلفها والقاضي زكريا الأنصاري. وأخذ الفقه الحنفي عن حسن البارودي.
وتتلمذ عليه جماعة كحمودة بن محمود، وحمودة باكير، وعلي شندرلي، والمفتي المالكي بالحاضرة محمد المحجوب، وعبد الرحمن الفراتي قاضي صفاقس، والوزير الكاتب الأديب حمودة بن عبد العزيز الذي ترجم له في تاريخه «الباشي» في الجماعة الذين قال فيهم:
«لا يشق غبارهم ولا يجارى مضمارهم، وإليهم تضرب أكباد الإبل» وبقوله: «شيخنا المفتي الأكبر أبي عبد الله محمد بن حسين بيرم عالم الحنفية بالمغرب غير مدافع، ومن لم يوجد فيهم مثله منذ زمان شاسع».أقام في الفتوى خمسا وأربعين سنة.
وفي عهد علي باشا الأول انقلبت به الأحوال فدخل السجن، والتجأ بإحدى الزوايا ودرس بالمدرسة العنقية التي توارثها أعقابه، ثم خاف السجن من جديد فانحجز في زاوية سيدي منصور بن جردان حيث استمر على التدريس إلى سقوط دولة علي باشا وقيام دولة أبناء حسين بن علي، وفيها سمي مفتيا حنفيا في سنة 1169/ 1756 وبعد وفاة شيخه حسن البارودي في 1186/ 1773 قدمه الأمير علي باشا الحسيني لرئاسة فتوى الحنفية في ذي القعدة من تلك السنة.
مات يوم الأربعاء آخر شوال سنة 1214/ 26 مارس 1800 وله من العمر 84 سنة ودفن بتربته المجاورة لزاوية الشيخ سيدي عبد الرزاق قرب دار الآغة.
[مؤلفاته]
ألف عدة تآليف لم يتم منها إلا:
1 - بغية السائل في اختصار أنفع الوسائل. وأنفع الوسائل للطرسوسي في الفقه الحنفي شرع في تأليفه في السنة التي تولى فيها رئاسة الفتوى (1186/ 1773). قال في مقدمته: «لما رأيت كتاب «أنفع الوسائل» مشتملا على تحريرات مسائل عديمة النظير غير أنه يميل في تعبيره إلى التطويل عزمت على اختصاره، ثم رأيت أثناء المطالعة أن العلامة عمر بن نجيم قد اختصره وسمى مختصره «إجابة السائل» وكذلك رأيت الفاضل خير الدين الرملي اختصره أيضا ففتر العزم ثم أن ولدي محمد - حفظه الله - قال لي: إن هذين المختصرين لا وجود لهما بهذه البلاد فاختصرته اختصارا يعرف فضله من تدبره مراجعا لأصله فجاء في نحو ثلثي الكتاب مع زيادات من ذكر قيد أو تصحيح مع ذكر ما عليه الفتوى».في 193 ورقة من القطع المتوسط منه نسخة بالمكتبة الوطنية بتونس.
2 - رسالة في السياسة الشرعية، منها نسخة بالمكتبة الوطنية.
3 - تقريظ على شرح مصطفى الطرودي على الرسالة العبادية في العروض، أورده بنصه شيخ الإسلام محمد بيرم الثاني في شرح منظومته للمفتين على المذهب الحنفي.
4 - رسالة في موضوعات الحديث، مطبوعة.
5 - الشجرة النبوية وتعرف بالحمامات المعدنية وفيها فوائد طبية للنساء والرجال والبنات ط. بمصر.
6 - نبذة في بعض القواعد الشرعية لحفظ الإدارة الكلية. مط. الإعلام القاهرة 1306 هـ في 34 ص يليها رسالة في موضوعات الحديث، 12 ص.
المصادر والمراجع
- اتحاف أهل الزمان 7/ 30 - 35 (استمد الترجمة من تأليف ابنه محمد في شرح منظومة المفتين على المذهب الحنفي بتونس من لدن الفتح التركي إلى عصره).
- الإعلام 6/ 336.
- برنامج المكتبة الصادقية (العبدلية) 4/ 69 - 70.
- معجم المطبوعات 612.
- معجم المؤلفين 9/ 233.
- المؤرخون التونسيون للأستاذ أحمد عبد السلام (بالفرنسية) ص 289 عرضا في ترجمة ابنه محمد بيرم الثاني.
- سياسة حمودة باشا في تونس للدكتور رشاد الإمام، منشورات الجامعة التونسية 1980، ص 16 - 17 (تحليل لرسالة السياسة الشرعية)، المرجع السالف ص 135 - 136.
- هدية العارفين 2/ 352.
