علي بن القابسي

من الموسوعة التونسية
نسخة 11:56، 2 سبتمبر 2019 للمستخدم Bhikma (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''القابسي (324 - 403 هـ‍) (926 - 1012 م).''' علي بن محمد بن خلف المعافري ابن القابسي، أبو الحسن وأحيانا ت...')

(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

القابسي (324 - 403 هـ‍) (926 - 1012 م).

علي بن محمد بن خلف المعافري ابن القابسي، أبو الحسن وأحيانا تحذف ابن قبل القابسي، والمعافري نسبة إلى قرية المعافرين من قرى قابس، دثرت قبل القرن التاسع هـ‍ على ما يستفاد من كلام ابن ناجي.

وقال غيره كالقاضي عياض ومتابعيه إنه لم يكن قابسيا وإنما كان له عم يشد عمامته مثل شد القابسيين فسمي القابسي بذلك. ولا يخفى ضعف هذا التفسير، والصحيح أن النسبتين إشارة إلى القرية والبلد اللذين أصله منهما، وهو قيرواني، وهو ابن خالة ابن أبي زيد القيرواني مثل محرز بن خلف على ما يبدو.

كان مقرئا محدثا فقيها أصوليا أشعريا زاهدا متقللا من الدنيا. كان حافظا للحديث ورجاله منقطع القرين. وكان ضريرا، وقيل عمي في كبره.

أخذ قراءة القرآن عرضا وسماعا على أبي الفتح بن يدهن وعليه اعتماده، وسمع الفقه من جماعة كأبي العباس الأبياني، وأبي الحسن بن مسرور الدباغ، وأبي عبد الله بن مسرور العسال، وأبي محمد بن مسرور الحجام، ودراس بن إسماعيل الفاسي نزيل القيروان، وغيرهم.

ورحل إلى الحج وعمره اثنتان وخمسون سنة (1) في سنة 376/ 986

فسمع بمصر ومكة من حمزة الكناني، روى عنه سنن النسائي، ومن أبي زيد المروزي، وأبي أحمد محمد بن زيد الجرجاني روى عنهما صحيح البخاري وهما عن الفربري عن البخاري، وهو أول من أدخل رواية صحيح البخاري إفريقية وروى عن أبي الحسن بن حيويه النيسابوري، والذي ضبط له صحيح البخاري سماعا على أبي زيد المروزي بمكة هو أبو محمد الأصيلي بخط يده. لبث بالمشرق خمس سنوات. وكان مع عماه من أصح الناس كتبا وأجودها ضبطا، يضبط كتبه بين يديه ثقات أصحابه.

أقرأ الناس القرآن مدة بالقيروان ثم انصرف عن الإقراء لأنه بلغه أن أحد أصحابه استقرأه الأمير فقرأ عليه.

قال أبو عمرو الداني: «أقرأ الناس بالقيروان دهرا ثم انقطع عن الإقراء لما بلغه أن بعض أصحابه استقرأه السلطان فقرأ عليه، فشغل نفسه بالحديث والفقه إلى أن رأس فيها وبرع».

تفقه به أبو عمران الفاسي، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله المالكي، وأبو علي حسن بن خلدون، وعتيق السوسي، وعمر العطار، وابن الأجدابي، وابن محرز، وروى عنه من الأندلسيين: أبو عمرو الداني المقرئ، وحاتم بن محمد الطرابلسي، والمهلب بن أبي صفرة، وغيرهم.

ولما جلس للناس وعزم عليه في الفتوى تأبّى وسد بابه دون الناس فقال لهم أبو القاسم بن شبلون: كسروا عليه بابه لأنه قد وجب عليه فرض الفتيا هو أعلم من بقي بالقيروان، فلما رأى ذلك خرج عليهم ينشد:

لعمر أبيك ما نسب المعلّى … إلى كرم وفي الدنيا كريم

ولكن البلاد إذا اقشعرّت … وصوّح نبتها رعي الهشيم

الهوامش

(1) في شجرة النور الزكية «ورحل سنة 352 فحج» والصواب ما ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك «وكانت رحلته إلى المشرق وسنه اثنتان وخمسون سنة» فتكون رحلته على هذا سنة 376.